الاثنين، 20 فبراير 2017

التعليم الالكتروني: انماطه واستخداماته الجزء الاول



                                           
د. صفاء عباس عبدالعزيز ابراهيم استاذ مساعد  في علوم الاتصال في تكنولوجيا التعليم جامعة السودان المفتوحة المستخل    ا
1.     مقدمة
      في ظل طوفان المعلومات، والتغير المتلاحق، ونمو المعرفة بمعدلات سريعة ، والذي نتج عن ثورة المعلومات التي نعيشها الآن، أصبح العالم يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة، لها تأثير على مختلف جوانب الحياة، وأصبح التعليم مطالباً بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها زيادة الطلب على التعليم، مع النقص الملحوظ في عدد المؤسسات التعليمية ، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلاً عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم، وفي ظل هذا التطور ظهر التعلم الالكتروني كنظام تعليمي  E-learning ليساعد المتعلم على التعلم في المكان والزمان المناسبين له من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة ( نصوص - صوت + صورة - حركة ) ويُقدم من خلال وسائط الكترونية مثل الحاسب والانترنت، والتلفاز والاذاعة والهاتف وغيرهما ، ولاهمية هذا النظام اولت الباحثة  اهتماماً خاصاً بالتعليم الالكتروني فكانت فكرة الدراسة التعليم الالكتروني: انماطه واستخداماته.
مشكلة الدراسة
     التعليم الالكتروني يعد نمطاً جديداً من أنماط التعليم ، فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، ولم تعد الطرق والأساليب التقليدية قادرة على مسايرته، ولذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعاً آخر من أنواع التعليم وهو التعليم الإلكتروني. ولاهمية التعليم الالكتروني كنمط جديد من انماط التعليم جاء اهتمام الدراسة بدراسة التعليم الالكتروني:الانماط والاستخدامات. اختلف الباحثون حول ماهية التعليم الالكتروني كنمط تعليمي جديد فتعددت التعريفات حولها، مع اختلاف المفاهيم وكيفية استخدام الوسائل واسس اختيار الوسيلة المناسبة في الموقف التعليمي المناسب.جاءت الدراسة هذه لتوضيح الخلاف حول التعريف والمفهوم للتعليم الالكتروني كنمط تعليمي يسهم في العملية التعليمية والوقوف على نمازج من الوسائل الالكترونية و  كيفية استخدامها  واسس اختيارها  في المواقف التعليمية.
اهداف الدراسة
هدفت الدراسة الى :
1.      تناول التعليم الالكتروني كنمط جديد من أنماط التعليم فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية.
2.       التحقق من الحاجة الملحة لتبني نوعاً آخر من أنواع التعليم هو التعليم الإلكتروني.
3.      توضيح اختلاف الباحثين حول تعريف التعليم الالكتروني ومفهومه.
4.     الوقوف على كييفية اختيار الوسيلة الالكترونية  استخدامه في المواقف التعليمية المختلفة ومن ثم استخدامها.
5.     دراسة الوسائط المتعددة ودورها في العملية التعليمية
    كثيرًا ما تستخدم مصطلحات مثل: التعليم الالكتروني أو التعلم الالكتروني، التعليم التقليدي أو التعلم التقليدي، التعليم عن بعد أو التعلم عن بعد. ولكن ما الفرق بين التعليم والتعلم ؟ وما هو المصطلح الصحيح ؟
التعليم
 هو عملية منظمة يقوم بها المعلم بهدف نقل معلوماته ومعارفه لغيره. حيث
يركز المفهوم على إنها عملية غير مستمرة يمارسها المعلم في العملية التعليمية.
التعلم
   هو تغيير أو تعديل في سلوك المتعلم نتيجة لنشاط أو تدريب وتكرار، ويركز هذا المفهوم على نتيجة مستمرة مدى الحياة للمتعلم نتيجة للعملية التعليمية مثل
Teaching وليس Learning و نلاحظ أن المصطلح العالمي المستخدم هو أن الغاية من العملية التعليمية هي نتيجتها (E-Learning-Distance Learning) والاستفادة للمتعلم لذا يجب أن نستخدم دومًا كلمة تعلم بدلاً عن تعليم.
    لم يتم اتفاق كامل حول تحديد مفهوم شامل يُغطي جميع جوانب مصطلح "التعليم الإلكتروني", فمعظم المحاولات والاجتهادات التي اهتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعليم الالكتروني من زاوية مختلفة وبحسب طبيعة الاهتمام والتخصص والغرض, مما أدى إلى ظهور العديد من التعريفات للتعليم الإلكتروني، الأمر الذي حدا ببعض المهتمين إلى القول بأنّ عدد ها بعدد الذين قاموا بتعريفه، ومن خلال التتبع لهذه التعريفات وجد بأنها كانت تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس أو كنظام متكامل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته.
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس مايلي :
    أن  التعليم الإلكتروني عبارة عن: " تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسب الآلي أو عبر شبكة الإنترنت ".
   تعريف [1] للتعليم الإلكتروني بأنه " طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات , وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم والمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة ".
وقد عرف زيتون[2] التعليم الإلكتروني بأنه " تقديم محتوى تعليمي ( إلكتروني) عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته، إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى، ومع المعلم ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة وكذا إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان، وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته، فضلاً عن إمكانية إدارة هذا التعلم أيضاً من خلال تلك الوسائط".
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كنظام، مايلي :
تعريف[3] الشهري للتعليم الإلكتروني بأنه " نظام تقديم المناهج ( المقررات الدراسية) عبر شبكة الانترنت، أو شبكة محلية، أو الاقمار الإصطناعية، أو عبر الاسطوانات، أو التلفزيون التفاعلي للوصول إلى المتعلمين ".
      وقد عرف[4]غلوم للتعليم الإلكتروني بأنه "نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها :أجهزة الحاسوب و الإنترنت و البرامج الإلكترونية المعدة أما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات"
    حين عرف سالم [5] للتعليم الإلكتروني بأنه " منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمين أو المتدربين في أي وقت وفي أي مكان باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل ( الإنترنت، القنوات المحلية، البريد الإلكتروني، الأقراص الممغنطة، أجهزة الحاسوب... ) لتوفير بيئة تعليمية تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة في الفصل الدراسي أو غير متزامنة عن بعد دون الالتزام بمكان محدد.
 أنواع التعليم الالكتروني
أ‌.        التعليم الالكتروني المباشر
تعني عبارة التعليم الالكتروني المباشر أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الانترنت لتوصيل وتبادل الدروس ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمعلم، والتعليم الالكتروني مفهوم تدخل فيه الكثير من التقنيات والأساليب، فقد شهد عقد الثمانينيات اعتماد الاقراص المدمجة (CD) للتعليم لكن عيبها كان واضحاَ وهو افتقارها لميزة التفاعل بين المادة والمدرس والمتعلم او المتلقى، ثم جاء انتشار الانترنت مبرراَ لاعتماد التعليم الالكتروني المباشر على الانترنت، وذلك لمحاكاة فعالية أساليب التعليم الواقعية، وتأتي اللمسات والنواحي الإنسانية عبر التفاعل المباشر بين اطراف العملية التربوية والتعليمية، ويجب أن نفرق تماماَ بين تقنيات التعليم ومجرد الاتصال بالبريد الالكتروني.
ب) التعليم الالكتروني المعتمد على الحاسب
لازال التعليم الالكتروني المعتمد على الحاسوب Computer Based Training  (CBT) أسلوبا مرادفاَ للتعليم الأساسي التقليدي، ويمكن اعتماده بصورة مكملة لأساليب عديدة ضمن خطة تعليم وتدريب شاملة وتعتمد على مجموعة من الاساليب والتقنيات. فمثلا كان من الصعب بث الفيديو التعليمي عبر الانترنت فلا مانع من تقديمه على اقراص مدمجة أو أشرطة فيديو  طالما أن ذلك يساهم في جودة ومستوى التدريب والتعلم ويمنع اختناقات سعة الموجة على الشبكة، ويتطلب التعليم الالكتروني ناحية  أساسية تبرر اعتماد الاستثمار  فيه وهي الرؤية النافذة للالتزام به على المدى البعيد وذلك لتجنب عقبات ومصاعب في تقنية المعلومات ومقاومة نفور المتعلمين منه.
اما انواع التعليم الالكتروني من حيث التقسيم الزمني فهي نوعين، وهما:
 1.المتزامن (synchronous).
 2. وغير المتزامن (Asynchrony).
نماذج من وسائل الاعلام الإلكتروني واستخدامها في التعليم
     شهدت السنوات الأخيرة تغيرات متلاحقة وسريعة في تكنولوجيا المعلومات وهذه التغيرات ليست كمية فحسب بل هي نوعية أيضاً ولذا فإنّ للمتغيرات بالغ الأثر في كافة جوانب المجتمع الانساني حيث التغير من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات  والانتقال من العمل البدني إلى العمل العقلي ومن ثم الانتقال من إنتاج البضائع إلى إنتاج المعلومات وتسويقها. وقد أدت التقنيات الحديثة في مجال المعلومات إلى الخفض من تكاليف الإنتاج والتنوع في المنتجات، كما أفضت إلى ظهور منتجات جديدة تمام ولذا أصبحت تكنولوجيا المعلومات تشكل تهديداً بعيد المدى لسلطة رأس المال، ونتج عن ذلك ما يعرف بحرب المعلومات حيث نجد الصراع للسيطرة على المعرفة في اي مكان ونتيجة لتلك التغيرات يصبح العديد من التخصصات غير مطلوبة، وتحل محلها تخصصات جديدة لم تكن معروفة من قبل لذلك يتوقع علماء المستقبل أن مشاكل مجتمع المعلومات تتمثل في صدمات المستقبل الناتجة عن عدم قدرة الأفراد على الاستجابة بسهولة للتحولات السريعة في كافة المجالات. ومع التحول من العمل البدني إلى العمل العقلي الإبداعي تتغير الأسس التي قامت عليها العملية  التعليمية في المجتمع الصناعي، ويصبح من الضروري إعادة بناء العملية التعليمية والمعرفية على أسس جديدة تتفق مع الواقع الجديد. وتصبح الألفة باستخدام الحاسبات الآلية مهمة بدرجة اكبر مما مضى، خاصة لمن هم على وشك الانضمام إلى قوى العمل.[6]
    لذلك انه لابد من الوقوف على بعض الوسائل الالكترونية وكيفية الاستفادة منها على الصعيدين المعرفي والتعليمي لنشر المعرفة بين أفراد المجتمع وهي:
1.      الحاسب الآلي
تعريفه: في صورة مبسطة هو جهاز حوسبة متعدد الأغراض  وتتفاوت مهامه بحسب أنواعه فهنالك الجهاز السوبر Super (العملاق) ويستخدم في المهام المعقدة مثل الأبحاث الفضائية وتكنولوجيا أسلحة المستقبل، وهنالك الكبير وهو أيضاً معقد بعض الشئ ثم الحاسب الصغير والذي اشتهر بالحاسب الشخصي وحسب النوع الأخير وهو الذي اشتهر بين الناس والمستخدم في كل المؤسسات الإعلامية خاصة الإذاعية منها. وهو نتاج تطورات كبيرة أرجعها البعض لبدايات التعداد في الصين قبل 500 عام قبل الميلاد.[7]

استخدامه في عملية التعلم
          إنّ مجال الحاسب الآلي في التربية مجال واسع وتحدث فيه التطورات بخطوات سريعة ولقد بينت معظم الدراسات أن لأنماط توظيف استخدام الحاسب في عمليتي التعليم والتعلم فاعلية كبيرة لما للحاسب من إمكانيات هائلة، وإن استخدامه في العملية التعليمية يكون في مستوى مساعد للمعلم ومكملاً لأدواره أو يكون في مستوى أكثر عمقاً وتعقيداً عوضاً عنه أو قد يكون في مستوى أكثر نضجاً واكتمالاً معلماً للتفكير والإبداع وتوجد مبررات عديدة لاستخدام الحاسب في العملية التعليمية منها[8]:
1.      يساعد الطلاب على اكتساب الخبرات بطريقة فاعلة باستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة والمحاكاة والواقع الافتراضي.
2.      إمكانية توجيه الأسئلة والحكم عليها بشكل فوري وإعطاء التغذية الراجعة الفورية وذلك لكل طالب.
  1. يعمل كمعلم صبور وموضوعي ومتزن ويحرر المعلم من الأعباء الروتينية لكي يتفرغ للإبداع.
  2. يساعد الطلاب على الفهم والاستيعاب في ظل الكثافة الطلابية المرتفعة والانفجار المعلوماتي.
  3. يقوم الحاسب الآلي بدور المعلم الخصوصي ويراعي الفروق الفردية.
  4. هو أداة من أدوات تعليم وتنمية التفكير المنطقي الإبداعي الواعي.
ويتضح توظيف واستخدام الحاسب الآلي في العملية التعليمية من خلال ثلاثة مستويات:
المستوى الأول
يقوم على أساس استخدام الحاسب الآلي كأداة معاونة في التدريس حيث يقدم الحاسب الآلي لكل متعلم محتوى وطرق تدريس وأنشطة وخبرات وتوجيهات وتقويم وتغذية راجعة طبقا لقدراته وسرعته وميوله واهتماماته واتجاهاته، وبذلك فهو أداة تستهوي الطلاب وتجذبهم وتشجعهم على العمل وإزالة الملل كذلك يقدم الحاسب تعزيزاً فورياً لاستجابات كل طالب ويقدم المحتوي بعدة طرق للعرض مع استخدام البرمجيات التعليمية عالية الجودة وعناصر الوسائط المتعددة والفائقة واستخدام التقنيات التي توفرها الشبكة العالمية للمعلومات من فصول افتراضية ومعامل افتراضية واستخدام البريد الإلكتروني والصوتي والفيديو المباشر سواء بالنمط المتزامن أو الغير متزامن وتجدر الإشارة هنا إلى أن استخدام فكرة إنشاء ملف الانجاز الإلكتروني لكل من الطالب والمعلم تزيد من قدرتهم على البحث عن المعلومات والتطوير الدائم وتعزيز العملية التعليمية. ولذلك فإن المعلم يمكنه توظيف الحاسب الآلي في هذا المستوى في الأنماط الآتية: التدريس الخصوصي، التدريب والمران، حل المسائل والتمارين، الألعاب التعليمية، التشخيص والعلاج والمحاكاة وتمثيل المواقف. [9] 
المستوى الثاني
 يقوم على أساس استخدام الحاسب الآلي كأداة تقويمية يستخدم الحاسب الآلي في تصميم وبناء الاختبارات وتقديمها للطلاب وإدارتها وتصحيحها وإعطاء تقارير شاملة للحالة التعليمية لكل طالب ومدى نموه العلمي.
المستوى الثالث
يقوم على أساس استخدام الحاسب الآلي في تنمية التفكير والإبداع إن كل طفل لديه قدر من الإبداع في مرحلة الطفولة إلا أن القلة القليلة منهم تحتفظ بهذا القدر من الإبداع، ويرتبط الإبداع بالتفكير المنطلق مثل المرونة والأصالة والطلاقة ومن أجل تحقيق نتائج إبداعية عالية لابد من حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال لأخر وكذلك توافر الدافعية الداخلية والاتجاهات الإبداعية، والحاسب الآلي يمكن أن يلعب دوراً هاماً وفاعلاً في تطوير الإبداع وتنميته وتقدمه وذلك من خلال برمجيات تعليمية مخططة حيث تتاح الفرصة للطلاب لانتقاء واكتشاف وتجريب استراتيجيات بديلة وحل المشكلات وحرية التجريب على الحاسب دون الشعور بالخوف من ارتكاب أخطاء وكذلك التفاعل الإيجابي بين الحاسب. والمتعلم وتقديم التغذية الراجعة المستمرة وتعزيز التعلم بشكل مباشر. وباستعمال الحاسب الآلي يمكن مساعدة كل طالب على : المبادرة بالتعبير عن نفسه - انتقاء مناشط تعلمه - تنمية مهارات التفكير المطلق - توفير بيئة تعليمية تفاعليه.[10]
أنواع الاختبارات التي يجريها الحاسب
      اختبارات التسكين - الاختبارات التشخيصية - الاختبارات البنائية - الاختبارات التحصيلية - اختبارات التمكن - الاختبارات الموقوتة وفي هذا المجال يمكن استخدام الحاسب الآلي في إدارة العملية التعليمية برمتها كمعلم مقتدر فاعل ومتميز، ويتضمن ذلك التدريس الشامل بتقديم الخطة التدريسية الوقائية وإجراءات التشخيص والعلاج وتقديم الخطط التدريسية العلاجية للطلاب بطيء التعلم وتقديم الخطط الإثرائية للأسرع تعلما وإجراء التقييم النهائي ورصد الدرجات وإعطاء تقارير مفصلة عن مدى النمو العلمي  لهؤلاء الطلاب دون أي تدخل يذكر من المعلم ويعتمد ذلك على التفاعل الحر الشامل والكامل بين المتعلم والحاسوب عن طريق البرمجيات التعليمية الجيدة، ويتم عرض المواد التعليمية بطريقة تفاعلية تثير الدافعية وتفجر الطاقات طبقا لنتائج اختبار التسكين. ويتم تسجيل استجابة المتعلم وإعطاؤه التغذية الراجعة المناسبة والمحاولة معه حتى يصل إلى مستوى الإتقان حسب الفروق الفردية لكل طالب
الخطوات المستخدمة من لحظة تسجيل الطالب حتى النهاية هي :
تسجيل الطلاب على الحاسوب - تسكين كل طالب في المنهج المدرسي - متابعة كل طالب بطريقة فردية أثناء التعليم.[11]
قصور الحاسوب في الاستخدام التعليمي
على الرغم  من الإيجابيات السالفة إلاّ أنّ استخدامه تواجه بعض القصور وقد رصد دليل جامعة إيداهو في موقعها على الإنترنت  بعض هذه القصور منها إنّ تطوير شبكات الحاسوب مكلفة من الناحية الاقتصادية. وعلى الرغم من أنّ أسعار الحواسيب الشخصية غير مكلفة إلاّ أنّ البرامج التعليمية تكلف الكثير.
1-       إنّ سرعة تغيرات تكنولوجيا الحاسوب يجعل المعلمين والمتعلمين يلهثون وراء المستحدثات ويؤدي ذلك إلى عدم التركيز على الاحتياجات المحسوسة للطلاب.
2-       هناك انتشار واسع للأمية الحاسوبية  بالإضافة إلي عدم تمكن الكثيرين من الوصول إلى الشبكات ربما لعدم وجود شبكات الحاسوب. 
3-       يحتاج الطلاب إلى التحفيز وتعزيز قدرتهم على استخدام وتشغيل الحاسوب.
       وتضيف الباحثة إلى ذلك الظروف الاقتصادية التي تجعل من شراء الحاسوب للأغراض  التعليمية  - فقط - في البلدان الفقيرة أمراً ليس سهلاً بالإضافة إلى عدم تغطية الشبكات للجميع أنحاء القطر وارتفاع  تكلفة التعريفة  وعدم توفر مصادر الطاقة، و ضعف الوعي التقني بالإضافة أولويات المواطن في دول الفقيرة.[12]
2.     الوسائط المتعددة
      في اللغة نجد ان كلمة((Multi-Media تتكون من مقطعين Multi وتعني متعددة وكلمة Media وتعني وسائط وسائل ومعناها استخدام جملة من وسائط الاتصال مثل الصوت والصورة والحركة او فيلم فيديو, او برنامج كمبيوتر بصورة مندمجة ومتكاملة من اجل زيادة فاعلية التعليم. أي ان كلمة(الوسائط المتعددة) تشير إلى استخدام أكثر من وسيطين من الوسائط السمعية والبصرية معا قد لايكون من ضمنها استخدام الكمبيوتر اويكون باستخدامه من خلال عرض ودمج النصوص والرسومات والصوت والصورة بروابط وأدوات تسمح للمستخدم بالاستقصاء, والتفاعل والابتكار والاتصال اوغيره. كما تشير الوسائط المتعددة إلى وجود حوامل لكم من المعلومات تستخدم لغرض محدود تتميز فيه بأنها مندمجة في سياق واحد ومن هذه الحوامل مثلا الكومبيوتر, الفيديو, الفيلم, اللغة, الكتاب, المطبوعات وتدخل الوسائل مجالات عديدة منها المحاضرة مجال النشر والطباعة ومجالات الفن المعاصر بانوا عه ونشر الصفحات عبر شبكة الانترنت.[13]
    وقدعرفتها المنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم بأنها التكامل بين أكثر من وسيلة واحدة تكمل كل منها الأخرى عند العرض أو التدريس و من أمثلة ذلك المطبوعات، الفيديو، الشرائح، التسجيلات الصوتية، الكمبيوتر، الشفافيات، الأفلام بأنواعها.[14]
   كما عرفها جبرين محمد الجبرين بأنها هي عملية الاستخدام المركب لكل من الكتابة والرسومات والصوت والرسوم المتحركة والفيديو للوصول لطريقة عرض وتفاعل متميزة [15].
          إن برامج الوسائط المتعددة تعمل على إثارة العيون والأذن وأطراف الأصابع كما تعمل أيضاً على إثارة العقول وهو يرى أن الوسائط المتعددة مزيج من النصوص المكتوبة والرسومات والأصوات والموسيقى والرسوم المتحركة والصور الثابتة والمتحركة يمكن تقديمها للمتعلم عن طريق الحاسوب. وقد عرفها محمد تيمور. بأنها عرض النص مصحوبا بالصوت ولقطات حية من فيديو وصور وتأثيرات خاصة مما يزيد من قوة العرض وخبرة الملتقى بأقل تكلفة واقل وقت.[16]
          مرّت الحركة العلمية بمجموعة من المتغيرات والتطورات باعتبارها عملية مستمرة متجددة متعددة العناصر والمدخلات حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة ( التعليم الرقمي) والوسائط المتعددة لم تات حديثة بل ترجع كغيرها من المستحدثات الى اصول مرجعية مرت باربع مراحل:
1.      مرحلة الحوار السقراطي
2.      مرحلة عصر الثورة الصناعية
3.      مرحلة التكنولوجيا السمع بصرية
4.      مرحلة تكنولوجيا المعلومات
هذه المرحلة الرابعة التي أسهم فيها التطور الضخم في صناعة الحاسوب والبرمجيات مما جعل الآمال تنعقد على أن هذه المرحلة الحضارية التي تعيشها البشرية ستحقق الحلم القديم لدفع عملية التعلّم والتعليم إلى أقصى إمكانات المعرفة عن طريق جعل العلم في متناول كل طبقات المجتمع متحدية الفروق الاجتماعية والحدود المكانية والتفاوت الاقتصادي بين المجتمعات الإنسانية. وذلك أن خبراء التربية والتعليم يرون في هذه القفزات المتسارعة في تكنولوجيا التقنية سبيلاً ممهداً لتحقيق استقلالية التعلم، كما تسمح للمتعلم ممارسة مسؤوليته الأخلاقية تجاه ما يتعلم عن طريق الاكتشاف والتعبير والتجربة والمحاكاة التي تقدمها برمجيات الحاسوب اليوم.
 لذلك فقد قرر أصحاب الاتجاهات التربوية على اتساع أطيافهم واختلاف منطلقاتهم الفلسفية إلى أن استخدام تقنيات الحاسوب الحديثة لتنظيم عملية التعلم يشكّل اتجاهاً دائماً ومتصاعداً لا مناص للحياد عنه أو التراجع فيه إلى عصور سابقة ! وهذا التصور ما عبروا عنه في بدايات تشكيل مصطلح التعليم الالكتروني بمدرسة المستقبل. ولما كان أدراك وتصور المعلومات الجديدة يعتمد على تنوع طرق عرض هذه المعلومات وتقديمها للمتعلم ؛ ذلك أنّ الرغبة في التعليم تزداد حينما تضاف المؤثرات البصرية والسمعية إلى نظام التعليم ( تشير البحوث العلمية إلى أن الإنسان يتلقى أكثر من 80% من المعرفة من خلال حاسة السمع والبصر ونحو 13- 20 % ممن خلال السمع ويلي ذلك الحواس الأخرى التي تتراوح ما بين 1-5% وهي حواس اللمس والذوق والشم.[17] من أجل هذا كله تم التركيز على اختيار واستخدام تقنيات الوسائط المتعددة في عرض المعلومات.
و يشير مفهوم الوسائط المتعددة إلى تكامل وترابط مجموعة من الوسائل المؤتلفة في شكل من أشكال التفاعل المنظم والاعتماد المتبادل، يؤثر كل منها في الآخر وتعمل جميعا من أجل تحقيق هدف واحد أو مجموعة من الأهداف.
وقد ظهر مفهوم الوسائط المتعددة مع بدايات استخدام مدخل النظم في التعليم, وقد ارتبط المفهوم في بداية ظهوره بالمعلم, وكيفية عرضه للوسائل التي يريد أن يستخدمها,  والعمل على تحقيق التكامل بينها, والتحكم في توقيت عرضها, وإحداث التفاعل بينهما وبين المتعلم  في بيئة التعليم ويعتبر مفهوم "تكنولوجيا الوسائط المتعددة" من أكثر المفاهيم ارتباطاً بحياتنا اليومية والمهنية الآن ولفترة مستقبلية، حيث أصبح بالإمكان إحداث التكامل بين مجموعة من أشكال الوسائل، عن طريق الإمكانات الهائلة للكمبيوتر، كما أصبح بالإمكان إحداث التفاعل بين هذه الوسائل وبين المتعلم في بيئات التعليم وقد أدى ظهور إمكانات إحداث التزاوج بين الفيديو والكمبيوتر، إلى حدوث طفرة هائلة في مجال تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة وعرضها من خلال الكمبيوتر والوسائل الإلكترونية, فمن خلال التعرف على طبيعة بيئة التعلم اللازمة لاستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة في التعليم, وكذلك طبيعة الفئة المستهدفة من المتعلمين وأيضا تحديد الحد الأدنى لعدد الوسائل المستخدمة في بناء برامج الوسائط المتعددة وإمكانية توظيفها عند تصميم هذه البرامج كلما ساعد ذلك علي التميز في تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة بصورة أفضل.
أهم عناصر الوسائط المتعددة[18]
·       النص
·       الحركة
·       الصوت
·       الفيديو
ا