الجمعة، 26 سبتمبر 2014

مفهوم الإتصال



1. مفهوم الإتصال
 إن مفهوم الاتصال له معان عديدة عرفه مارتلارد و آخر (1: 1998) بأنه "عبارة عن تبادل الأفكار و الآراء و المعلومات بين الأفراد بوساطة الوسائل الشفهية و غير الشفهية و ذلك للتأثير على السلوك و تحقيق النتائج المطلوبة". وعرفّـه كامل (36: 2007) بأنه "إثارة رد فعل أو تحريك السلوك لدى الطرف الآخر وهو في اللغة الصِّلة و العلاقة و بلوغ غاية معينة من وراء تلك الصِّلة و يعتبر الاتصال مقومًا أساسيًا لوجود الإنسان و ينشأ من خلال عملية خلق و تبادل رسائل معينة في شبكة من العلاقات التي تعتمد على بعضها البعض بغرض تحقيق أمرٍ في ظل البيئة المحيطة"). أما قوته و دياب فقد أوردا تعريفًا موجزًا للاتصالات بأنها "عملية تحويل المعاني المقصودة إلى الآخرين". و يعرفه الطنوبي بأنه "ظاهرة اجتماعية تتم غالبًا بين طرفين لتحقيق هدف أو أكثر لأيًا منهما أو لكلاهما و يتم ذلك من خلال نقل معلومات أو حقائق أو آراء بينهما و في اتجاهات متضادة بما يحقق تفاهم متبادل بينهما و يتم ذلك من خلال عملية اتصالية") عازة (17: 2007). و بعد استعراض هذه المفاهيم المتعددة للاتصال يتضح لنا أن الاتصال أحد المفاهيم النسبية Elusive Concept التي تشمل أغلب المجالات المتعددة و لا يوجد تعريف محدد و شامل له. أيضًا نرى أن الاتصال وسيلة أو طريقة لإيصال معلومات أو أفكار معينة للطرف الآخر و ذلك بهدف إقناعه بفكرة ما بعدة وسائل منها ما هو لفظي و غير لفظي و منها ما هو كتابي أو الكتروني أيضًا.
1.    2 تاريخ الاتصال ومراحل تطوره
لقد مر الاتصال وفقا لتطور وسائله بمراحل مختلفة وهى: بريغز و آخر (11 – 26: 2005)
1.    مرحلة ما قبل اللغة: حيث إن عملية الاتصال اعتمدت على الأصوات المباشرة التى كان الإنسان يحدثها بنفسه، والأصوات غير المباشرة التي كان يحدثها باستخدام بعض الأدوات كالعظام والطبول وكذلك الإشارات اليدوية والجسدية أو عن طريق استعمال النار أو غيرها من الوسائل.
2.    مرحلة نشوء اللغة: حيث تطورت وسائل الاتصال فاعتمدت على نقل الأفكار والخبرات من مرسل إلى مستقبل عن طريق الرموز اللفظية المفهومة، وهى مرحلة تشترط وجود المرسل والمستقبل فى زمان واحد ومكان واحد.
3.    مرحلة نشوء الكتابة: حيث تمكن المرسل من إرسال رسالة مكتوبة إلى المستقبل والذي يستطيع قراءتها في زمن ما أو وقت ما كما يحدده، فاتسعت بذلك دائرة الاتصال.
4.    مرحلة اختراع الطباعة: والتي اخترعها جوتنبرج فى القرن الخامس عشر وأحدثت ثورة فى عملية الاتصال حيث نشر المعرفة الإنسانية في أنحاء العالم.
5.    مرحلة تقنيات الاتصالات المختلفة الحديثة: حيث القفزات المتلاحقة مع نهاية القرن التاسع عشر إلى وقتنا الحالي بظهور الهاتف اللاسلكي ثم الجوال المصور والمرئي، وأجهزة الاتصال اللاسلكية منها الإذاعة والتلفزيون كذلك عبر الأقمار الصناعية وأصبح الاتصال بجهد أقل وفى أقصر وقت ممكن. وقد انعكس تطور وسائل الاتصال على تطوير وسائل الاتصال التعليمي فنري التعليم عن بعد من خلال القنوات التعليمية الفضائية، الإنترنت، وأجهزة العرض التعليمي الأخرى.
1. 3 سمات الاتصال من منظور إسلامي
 إن الاتصال بين انسان و انسان، وبينه وبين رب العرش له مجموعة من السمات يمكن الاستدلال على بعضها من الكتاب والسنة فيجب أن يتوفر للاتصال:
1. حسن الظن: بين الفرد والآخر، وبينه وبين الله عز وجل فى الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه فى الحديث القدسي ". 7410- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يَقُولُ « لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ ». تحفة 2295 - 2877/81 – اخرجه البخاري ومسلم.
2. السرية: فالاتصال الإنساني يحتاج فى بعض مواقفه إلى السرية، فقد نهى الإسلام عن إفشاء الأسرار في الأحاديث أو نقلها بين الناس، كذلك عندما يتقرب لعبد إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة كالتصدق والذى يفضل أن يكون سراً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " 13- باب صَدَقَةِ السِّرِّ. (13) وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ ». وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى (وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
3. القول الحسن والبعد عن قول الباطل... وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ ». أخرجه البخاري
4. البعد عن الثرثرة والتكلف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف"
 5. أن يخلوا من السخرية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11.
6. أن يتوفر فى الاتصال الصدق وعدم الكذب
جاء في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقاً، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً ». صحيح البخاري.
فإن من أعظم نعم الله تعالى على خلقه أن يسر لهم سبل الاتصال بوجود هذه الأجهزة من هاتف محمول أو شبكة الإنترنت وغيرهما، وشكر كل نعمة بحسبها، فشكر مثل هذه النعم يكون بتسخيرها في طاعة الله تعالى، والدعوة إلى منهج الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهذا أمر متيسر، وعاقبته الخير، قال الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران: 104)، وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً... الحديث، فحري بالمسلم أن يشكر ربه على هذه النعمة ليبارك له فيها، وليزيده من فضله، قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (ابراهيم: من الآية(7. وإن من كفران هذه النعمة تسخيرها في معصية الله تعالى، وقد توعد الله تعالى من يسعى إلى نشر الفاحشة في مجتمع المسلمين بقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (النور: من الآية19)، فليتق الله من اتخذ هذا النهج سبيلاً، وليعلم أن عاقبة ذلك الندم، وزوال النعم، قال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (النحل: 112).
يرى الدكتور جعفر شيخ ادريس(شبكة المشكاة الاسلامية) إن وسائل الاتصال الحديثة آية دالة على صدق النبوة المحمدية، وهي فرصة كبيرة لنشر الرسالة المحمدية، لكنها أيضاً أكبر تَحَدٍّ يواجه الدعاة إلى هذه الرسالة. أما كونها آية فلأنها جعلت بلدان العالم كلها بمثابة البلد الواحد ولا يحتاج إلى رسول بعد الرسول الذي تعم دعوته شعوب العالم أجمعين. لقد كان هذا التقارب بين بلاد العالم قد بدأ مع مبعث النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، لكنّه ظل يزداد ويزداد مع تطور وسائل المواصلات والاتصالات، حتى وصل إلى ما وصل إليه في عصرنا، وربما تشهد العصور التي تلينا تقرباً أكبر، بسبب تطور أكثر في مجال الاتصالات. فَمَنْ غير الخالق – سبحانه - كان يعلم آنذاك أن هذا سيكون؟ إن الترابط بين شعوب العالم الذي أحدثه هذا التطور الكبير في وسائل الاتصال ليس إذن مجرد أمر دنيوي بالنسبة للمسلم، وإنما هو أمر يتصل بصميم عقيدته؛ لأن فيه دليلاً يضاف إلى الأدلة المشيرة إلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما كونه فرصة لنشر الدعوة فأمرٌ لا يكاد يحتاج إلى بيان. إن الكتب تطبع الآن بأسرع مما كنت تطبع به في الماضي، وتنشر على نطاق أوسع مما كانت تنشر به، والكلمات لم تعد تقتصر كتابتها بحبر على ورق، وإنما صارت الملايين منها تكتب في أقراص مدمجة يسهل حملها، ويسهل الوصول إلى المادّة المكتوبة فيها. والكلمة المنطوقة لم يعد ينتهي صوتها بانتهاء النطق بها، وإنما صارت تسجل على أشرطة مسموعة وأخرى مرئية مسموعة، والرسائل لم تعد تحتاج إلى بريد بالجمال أو بالسيارة أو الطائرة أو القطار، وإنما صارت ترسل في لحظات عبر الفاكس والبريد الإلكتروني. ثم الشبكة العالمية (الإنترنت) التي تجمع لك هذا كلّه، أعني: الكتابة والصوت والصورة والإرسال السريع والحفظ.
وقد استفاد الدعاة بحمد الله – تعالى – من كل هذه الوسائل، سُجِّل كتاب ربنا بأصوات عدد من كبار قرائنا، وسجلت بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وها نحن اليوم نستمع إلى كبار شيوخنا ومحاضراتهم حتى بعد وفاتهم، وأما الشبكة العالمية فقد استفادوا منها هي الأخرى أيما فائدة، وما تزال المواقع الإسلامية تفتح فيها يوماً بعد يوم، وما تزال المادة الإسلامية المعروضة فيها في ازدياد مطَّرد. وقد سَمِعت عن أناس ورأيت أناساً هداهم الله – تعالى – عن طريق هذه الوسيلة. وقد كان المسلمون في البلاد الغربية يشكون من أن الصحف والمجلات لا تفتح لهم مجالاً للنشر فيها حتى عندما يكون المقال رداً على افتراء على الإسلام، فإذا هم اليوم يكتبون ما يشاؤون على صفحات هذه الشبكة. لكني ما زلت أرجو أن يزداد اهتمامنا بها والاستفادة منها، وأرجو أن يأتي يوم قريب تكون فيه كلّ المراجع الإسلامية متيسرة فيها، وأرجو أن أرى فيها مقررات في شتى الفنون الإسلاميّة تأخذ بيد الراغب من المستوى الابتدائي وتتدرج به حتى توصله إلى المستوى الجامعي. مما ذكر أعلاه تتضح أهمية وسائل الاتصال في التعليم عن بعد.
وأمّا كونها تحدياً عظيماً فيشار إليه من خلال الآتي:
فأولاً: لأنها كما يسرت للمسلمين إيصال دعوة الإسلام إلى غير المسلمين، فقد سهلت لغير المسلمين – ولا سيما الغربيين – إيصال دعوتهم للمسلمين.
 وثانياً: لأنها لا تفتأ تذكِّر المسلم بأن أكثر الناس على وجه الأرض ليسوا مسلمين، وأن أقوى دول الأرض سلاحاً واقتصاداً وأكثرها تأثيراً ليست دولة مسلمة، بل وأن معظم الدول الإسلامية قد نهجت نهجها العلماني في نظمها السياسية وقوانينها، وكثير من نواحي حياتها الأخرى. ويقول الله – تعالى – لنبيه موسى عليه السلام  ((فلا يصُدُّنَّك عنها من لا يؤمن بها واتَّبَعَ هواه فَتَرْدى)) (طه: 16)، والإنسان قد يدفعه ضعف إلى الضيق بما يعلم أنّه الحق إذا رأى الناس يعترضون عليه باعتراضات مهما كانت واهية. ألم يقل الله – تعالى – لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((فلعلَّك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنْزِل عليه كنزٌ أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل)) [هود: 12].
إنّ الله - تعالى – لا يرسل رسولاً تصدّه أهواء الناس عمّا أوحى إليه ربه، أو تحمله اعتراضاتهم على الكفّ عن تبليغ بعض ما أنزل الله إليه، لكن في تذكير الرسل بعد الوقوع في مثل هذا النوع من الضعف دليل على أنه يقع من غيرهم، حتى لو كان من أتباعهم، وإذا كان الله – تعالى – يذكِّر رسله بعدم الاستسلام لمثل هذا الضعف فإن غيرهم أوْلى بأن يذَّكر ويذِّكر. لكن حتى هذه الجوانب التي تبدو ضارّة في وسائل الاتصالات الحديثة لا تخلو من نفع فيما يبدو، بل يمكن أن يُسْتَغلّ كثير منها استغلالاً حسناً لمصلحة الدعوة إلى الإسلام.
 1. 4 مفهوم الاتصال التعليمي
يرى عليان و الدبس (19-21: 2003)إن العملية التعليمية ما هي إلا مجال من مجالات نظرية الاتصال بمفهومها العام و على صعيد آخر إن للوسائل التعليمية مسميات عديدة منها الاتصال التعليمي و لقد تعددت مفاهيم الاتصال نظرا لكونها تدخل في جميع ميادين الحياة ويمكن القول إن الاتصال ما هو إلا" نقل الخبر بين مرسل ومستقبل من خلال قناة لتحقيق هدف ما ". وبتطبيق مفاهيم الاتصال فى ميادين التعليم ظهر مفهوم الاتصال التعليمي وهو" نقل الأفكار والمعارف والخبرات التعليمية من خلال التفاعل اللفظي أو غير اللفظي بين معلم ومتعلم أو بين متعلم ومعلم إلخ... عبر قنوات معينة لتحقيق أهداف تعليمية محددة "وبالنظر إلى هذا التعريف يتضح أن الوسائل التعليمية هي قنوات اتصال تمثل جزءاً أساسياً من منظومة الاتصال التعليمي لا يمكن الاستغناء عنه.
1. 4. 1 عناصر الاتصال التعليمي
 تتمثل عناصر الاتصال التعليمي فيما يلي:
المرسل: هو المصدر الذي يجهز الرسالة في شكل رموز لفظية أو غير لفظية، والمرسل الأساسي هو المعلم وقد يكون المتعلم أو الجهاز التعليمي.
المستقبل: هو من يقوم بفك رموز الرسالة التي استقبلها من المرسل، وقد يكون المتعلم أو المعلم أو الجهاز التعليمي.
الرسالة: هي الرموز اللفظية وغير اللفظية التى تعبر عن الأفكار والخبرات التي يرسلها المرسل إلى المستقبل. وتتمثل في المنهج بجميع مكوناته، وما يشمله من خبرات عرفية ومهارية وتنمية اتجاهات وميول وقيم مختلفة. تتمثل فى كافة الخبرات التعليمية من معارف ومهارات واتجاهات وميول وقيم فهو المنهج بجميع مكوناته.
قناة الاتصال: والتي تمر من خلالها الرسالة من المرسل إلى المستقبل وتتمثل في جميع الأوساط المادية التي تطلق الرسالة وتحملها وتستقبلها. وتعتبر الحواس الخمس هي القنوات الناقلة للرسالة وتعمل الأجهزة على زيادة قدرة هذه الحواس.
التغذية الراجعة: وتتمثل في رد فعل المستقبل على الرسالة.
 ومن الصفات والخصائص التي يجب أن تتوفر فى المعلم كمرسل ومستقبل للرسالة التعليمية:
1.    أن يكون متمكنا من تخصصه العلمي.
2.    قادرا على تحديد الهدف من رسالته.
3.    قادرا على التعبير عن رسالته أمام تلاميذه مع وضوح صوته.
4.    ملماً بأنواع قنوات الاتصال.
5.    ملما بخصائص من يتعامل معهم من حيث العمر الزمني والمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
6.    قادرا على الاستجابة والرد على أسئلة التلاميذ.
7.    قادرا على بناء مواقف تواصلية جديدة.
1.    4. 2 نماذج الاتصال التعليمي
 نلاحظ من النموذجين السابقين ان الاتصال التعليمي التقيليدي يتمثل في ان دور المرسل هو تجهيز و إرسال الرسالة المطلوبة للمستقبل عبر وسيلة تعتبر قناة لتوصيل الرسالة ولاينتظر من المستقبل رجع صدى او تغذية راجعة بخلاف النموذج الحديث الذي يعتبر يتميز بوجود التغذية الراجعة لتصبح التفاعلية ما بين المرسل والمستقبل بصورة أفضل ويحدث ما بينهما تبادل للأدوار لاستمرار هذا الاتصال وتحقيق الهدف المرجو منه. وهذا النموذج ينبغى أن يطبق فى فصولنا الدراسية بمراحلها المختلفة.
1. 4. 3  لغات الاتصال التعليمي
اللغة اللفظية
 وهى وسيلة اتصال شفهية وتحريرية يستخدمها المعلم فى صورة رموز لفظية تتكون من حروف وكلمات وجمل وعبارات مرتبطة مع بعضها البعض، كذلك قد تتكون من أرقام ورموز رياضية ورموز كيميائية. واللغة اللفظية تتضمن أربع مهارات رئيسية:
1.    مهارة الفهـم السمـاعي (الاستماع).
2.    مهــارة التعبيـر الشفهي (التحدث).
3.    مهــارة الفهـم الـقرائــى (القراءة).
4.    مهارة التعبير التحريري (الكتابة).
والمعلم يجب أن تكون لديه قدرات متنوعة عند استخدامه اللفظية فى الاتصال التعليمى، ومن تلك القدرات: - White (68- 72: 2003)
1.    التحدث بصوت واضح متنوع النبرات بلباقة يفهمها كل التلاميذ.
2.    أن يصوغ رسالته فى أسلوب بسيط صحيح لغوياً.
3.    أن يدرب المتعلمين على المناقشة المنظمة والقدرة على التعبير عن الرأى واحترام آراء الآخرين.
4.    أن تكون قنوات الاتصال السمعية بين المعلم والمتعلم سليمة.
5.    أن تكون أجهزة وأدوات الكلام لدى المعلم والمتعلم سليمة.
6.    أن يكون المعلم قادراً على تقويم نتائج اتصاله اللفظى بالمتعلم، والحكم على مدى تحقيق أهداف هذا الاتصال.
اللغة غير اللفظية
نلاحظ أن الإتصال يشمل اللغة اللفظية المعرفة كما يشمل غير اللفظية حيث يستخدم المعلم رموزاً غير لفظية (رسوم، لوحات، صور، حركات الجسم، تعبيرات الوجه، الإيماءات) فى إرسال رسالته إلى المتعلم.
والاتصال اللفظي هو الأكثر فعالية فى تعليم المكفوفين وضعاف البصر، بينما الاتصال غير اللفظى هو الأكثر فعالية فى تعليم الصم وضعاف السمع، واستخدام اللغة غير اللفظية بصفة عامة يسهم فى احتفاظ المتعلم بالمعلومات بشكل أفضل من اسخدام اللغة اللفظية. وعموماً فالمعلم الجيد هو الذى يستطيع استخدام اللغتين حسبما يتطلب منه الموقف التعليمي.
1. 4. 4 معوقات الاتصال التعليمى
 ومن اهم المعوقات التى تحول دون تحقيق أهداف الرسالة التعليمية هي: White (73: 2003)
1.    اللفظية الزائدة: حيث عرض المعلم للمادة التعليمية (محتوى الرسالة) بصورة لفظية وذلك بمجرد إلقاء المعلومات المجردة إلى المتعلم، ويزداد الأمر سوءً مع المعلم الذي لا يجيد فنون اللغة أو الوسائل اللغوية مثل ضرب الأمثلة والتشبيه وطرح الأسئلة وتلقى اجاباتها... الخ، والذي من شانه أن يحول دون تحقيق أهداف الرسالة التعليمية.
2.    الفهم الخطأ أو الخلط المفاهيمي: حيث يجب التعرف على الأخطاء المفاهيمية التي قد تكون لدى التلاميذ والمتكونة لديهم من خبراتهم السابقة والعمل على تغييرها نحو المفاهيم الصحيحة، ولكن إذ لم تكتشف وتعالج تصبح عائقاً دون تحقيق أهداف الرسالة التعليمية.
3.    عدم كفاية المتعلم فى أداء وظيفته: نتيجة عدم إلمامه بتخصصه إلماماً جيداً يؤدى إلى صعوبة توصيل الرسالة إلى تلاميذه وفقد ثقتهم به.
4.    قصور الإدراك الحسي للمرسل أو المستقبل: والذي يجب أن يكتشف ويعالج بالأسلوب المناسب، كذلك على المعلم تدريب تلاميذه على استخدام حواسهم من خلال الاستعانة بالوسائل التعليمية المختلفة وممارسة الأنشطة المتنوعة.
5.    ضعف الدافعية للتعلم: وقد تكون نتيجة لاعتماد المعلم على اللفظية الزائدة أو ضعف المحتوى الدراسي وبعده عن اهتمامات وميول التلاميذ: لذا يجب على المعلم ربط الرسالة التى يقدمها بحياة التلاميذ وبالأحداث الجارية واستخدام أساليب تحفيز من شأنها إثارة دافعية التلاميذ للتعلم.
6.    ضعف التسهيلات المادية: إن وجود أعداد كبيرة من المتعلمين فى الفصول الدراسية صغيرة الحجم وعلى مقاعد غير مريحة، وعدم الرؤية الواضحة للسبورة وسوء التهوية يترتب عليه عدم نجاح الاتصال التعليمي.
1. 5 وسائل الاتصال التعليمية
 لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية ضرباً من الترف، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها. ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الأونة الاخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة.
 وقد مرت وسائل الاتصال التعليمية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory واعتمادها على مدخل النظم Systems Approach.
 وسوف يقتصر الحديث على تعريف للوسائل ودورها في تحسين عملية التعليم والتعلم والعوامل التي تؤثر في اختيارها وقواعد اختيارها واساسيات في استخدام الوسائل التعليمية.
1.    5. 2 تعريف الوسائل التعليمية
        عرفَّ عبد الحافظ سلامة الوسائل التعليمية على انها أجهزة وادوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم. وقد تدّرج المربون في تسمية الوسائل التعليمية فكان لها أسماء متعددة منها: وسائل الايضاح، الوسائل البصرية، الوسائل السمعية، الوسائل المعنية، الوسائل التعليمية، وأحدث تسمية لها تكنولوجيا التعليم التي تعني علم تطبيق المعرفة في الاغراض العلمية بطريقة منظمة. وهي بمعناها الشامل تضم جميع الطرق والادوات والاجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق اهداف تعليمية محددة.
1. 5. 3 المفهوم الحديث لوسائل الاتصال التعليمية
        إن عصر المعلومات قد شهد إدخال سلسلة من وسائل الاتصال الحديثة في حقل التعليم، ألغيت بموجبها حواجز الزمان والمكان، ودفعت بالتعليم إلى مناطق وأجزاء واسعة من الكرة الأرضية. ومما لا شك فيه أن تقدماً هائلاً في تقانة المعلومات قد تحقق في البلدان المتقدمة حيث تستخدم أنواع مختلفة من الوسائط الحديثة في التعليم على مستويات عدة، واستخدام الوسائط المتعددة وشبكات الاتصالات ليس في حد ذاته الهدف، وإنما لتحقيق غاية، وهي حل المشكلات التعليمية والوفاء باحتياجات التعلم على اعتبار أنها أدوات ووسائل، لتسهيل التعليم والتعلم. وعليه يجب أن ينبع استخدام هذه التقانة الحديثة من تفكير سليم، وألا ينحاز التربويون والدارسون إلى ركبها بدون معرفة العلاقة بينها وبين التعليم والتعلم، وكذلك معرفة كيفية استخدامها على الوجه الأمثل، وإعداد البنية التحتية اللازمة لاستخدامها على اختلاف أنواعها ومستوياتها. إذن لا بد من معايير لاستحدام وسائل الاتصال في التعليم: Agarwal (422: 2004)
1.      أن تخدم الهدف الذي ترمي من ورائه العملية التربوية.
2.      أن تكون كفاءتها عالية.
3.      أن تكون ملائمة وقادرة على التطوير.
4.      يمكن وصولها إلى أكبر عدد من الدارسين، وليس من الضروري إلى جميعهم.
5.      أن تكون موجودة في جميع المراكز الدراسية.
فمن الواضح أن استخدام وسائط الاتصال التعليمية تجعل التعليم بصورة عامة أكثر سهولة وفاعلية ومتعة. كما يجعل الدارسين محور العملية التعليمية. فلم تعد الوسائل التعليمية أدوات ثانوية أو معينات للإيضاح يستعين بها المعلم إذا رغب في ذلك، ولكنها أصبحت جزءاً رئيساً ومنظومة فرعية في المنظومة التعليمية الكبرى، تدور حولها الأنشطة التعليمية التى تؤدي إلى تكوين الخبرات والمهارات المطلوبة.
درج التربيون على استعمال تسميات متعددة لوسائل الاتصال التعليمية مثل: وسائل الإيضاح – الوسائل المعينة – الوسائل البصرية – الوسائل السمعية – معينات التدريس – الوسائل السمعية والبصرية – الوسائل التعليمية – تكنولوجيا التعليم.
        تزامنت جميع هذه التسميات أو المصطلحات مع المرحلة التي اقتنع فيها التربيون بأهمية الحواس وفوائدها وتأثيرها في اكتساب الخبرات التعليمية المتنوعة، بالإضافة إلى الاختراعات المتعددة وتبعاً لتقدُّمها، ولذلك كانت تُوجَّه الملاحظات والنقد على بعض التسميات السابقة وما يلازمها من مآخذ.
        عليان ربحي و الدبس محمد (228: 2003) أما في الحقبة الأخيرة من القرن العشرين.. قرن الاختراعات والتطورات العلمية والصناعية والاقتصادية السريعة، وما قدَّمته للمعلمين من أجهزة ومعدات ومواد، ساعدت على توفير الوقت أثناء العملية التعليمية، وجعلته أكثر عمقاً وأثراً في نفوس طلاب العلم باختلاف مستوياتهم الدراسية.
فالمختبرات المخصصة سواء لدراسة القرآن الكريم أو اللغات، والدوائر التلفازية المغلقة، واستخدام الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت في نشر مختلف العلوم لدليل واضح على انتشار التكنولوجيا.
        ذكر الفرا في هذا الصدد أن آخرين ينظرون إلى التكنولوجيا بأنها تشمل الأجهزة كالحاسوب والتلفاز التعليمي، لهذا كان معمل اللغات وما يحتويه من أجهزة ودروس ومعلمين وتلاميذ، وتعليمات الاستخدام هي تقنيات تعليمية، كما أن المختبرات العلمية بجميع محتوياتها من أنابيب وأدوات ومواد كيماوية وخطوات عمل، وتعليمات تحذيرية هي تقنيات تعليمية، والحاسوب بمستلزماته الآلية والبرامج التشغيلية هي تقنيات تعليمية.
1.    6 أهمية ومكانة وسائل الاتصال واستخداماتها التعليمية
        نحن نعرف القليل عن مكانة وسائل الاتصال في عمليات التعليم والتعلم ولكن من خلال انتشار الفضائيات زادت الحقائق نسبياً عندما بدأنا في استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتبادل المعلوماتة مع العالم المتطور ولقد أوردت إحدى الدراسات التي قام بها كل من (ماكنزي، أروت، وجونس 19: 1973م) حمدان و العبيدي (2007: 49 - 72)عن 500 جامعة في مختلف أنحاء العالم شملت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا حول استخدام التقنيات الفضائية الحديثة في التعليم أظهرت الدراسة الآتي:
        إن جامعات اليابان تقليدية حيث تعتمد على المحاضرات والمناقشات وسيلة مثلى للتعلم وفي سويسرا ظهر أن الوسائل الحديثة تستخدم نادراً وفي الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية بإعداد دورات تدريبية للمدرسين والأساتذة وتدريبهم على استخدام التقنيات الحديثة في التعليم واستخدام البث التلفزيوني في 53 جامعة و34 كلية تبث برامج تعليمية متلفزة بصورة منتظمة منذ سنة 1958م وفي عام 1981م ازداد عدد المستخدمين لوسائل الاتصال في التعليم حيث بلغ 53% من مجموع الجامعات تستخدم البث التلفزيوني والراديو والهاتف والحاسوب.
        أما في بريطانيا تعتمد الجامعة المفتوحة إلى حد كبير على استخدام وسائل الاتصال في تحقيق وظيفتها التعليمية والتربوية وفي هذا الصدد قامت الجامعة المفتوحة بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية والبث التلفزيوني بإنتاج ثلاثة آلاف برنامج تلفزيوني وأكثر من ثلاثة آلاف برنامج إذاعي وخمسمائة شريط ومائتي استوانة وأنفقت على ذلك أكثر من ثمانية ملايين جنيه إسترليني.
        أما في آسيا فقد تطور استخدام الوسائل التعليمية الحديثة كوسائل اتصال تعليمي وتم إنشاء جامعات مفتوحة أشهرها جامعة الحياة في الفلبين، وفي كندا في جامعة (كارلتون) وستانفورد في أمريكا تم استخدام وسائل الاتصال الحديثة من خلال الأقمار الصناعية بتبادل الخبرات التعليمية العقاد( 1982: 92). وفي جامعة ملبرون باستراليا هناك شبكة ونظام اتصالات مرن لتبادل المعلومات بين العلماء والباحثين (Chery P. (1985: 119، لعبت دوراً بارزاً في تطوير وانتشار التعليم وتبادل الخبرات.
        إن وسائل الاتصال التعليمي يمكن أن تلعب دوراً قيادياً بارزاً في تطوير التعليم محلياً وعلى مستوى البلاد العربية. ذلك أن المعلوماتية التي تنقل عبر وسائل الاتصال تدخل في تطوير مجالات التعليم والبحث العلمي والتنمية بمختلف قطاعاتها. فوسائل الإعلام والاتصال تدخل بما يعرف بالآت المعلوماتية خدمات صناعة المعلومات التي تشكل (51%) من القوى العاملة اقتصادياً من الإنتاج القومي الأمريكي أبوبكر الهوش(1990:46) وهي كسلعة استراتيجية، وكخدمات ومصدر للدخل القومي ومجال جديد للقوى العاملة. وهذا ما يقودنا إلى الاعتقاد بأن فكرة مجتمع التكنولوجي الكوني ليست بالفكرة الجديدة وإنما الاعتراف المتزايد بأبعاد مثل هذا المجتمع هو الجديد (عبد الهادي، 1999: 125).
        ولقد حققت وسائل الاتصال الحديثة للإنسان الفعالية التعليمية بذهنية نشطة ومنفتحة داخلياً وخارجيا من خلال سيادة عصر الفضائيات. ولقد ازدادت مكانة وسائل الاتصال وبث المعلومات وتحليلها مما أدى إلى تحولات كبرى للاتصالات الإنسانية ما زالت مستمرة إلى أن وصلت إلى عصر ثورة المعلوماتية حيث أثرت الآليات والتقانات في نقل المعلومات على السلوك الإنساني المتعلم (فرج، 2002، ص 226). إن وسائل الاتصال واستخداماتها التقنية الهائلة ساعدت على تحسين مهارات المتعلمين خاصة في التعليم العالي حيث سهل الحاسوب التعليمي المبرمج والمُعد للتعليم استخدام التعلم الذاتي والتعلم عن بعد في الجامعات مما أحدث عملية تحسين مستمر في البرامج التعليمية في الجامعات. إن التطور والتغير التكنولوجي لوسائل الاتصال وتطويرها للتقنيات الاقتصادية ظهر جلياً في الآونة الأخيرة لا سيما وأن العالم يمر بتغيرات جذرية ترجع في أصولها إلى نمط مطرد في حجم المعلومات والنظم الخبيرة والوسائط المتعددة لمعالجة وإنتاج المعرفة التعليمية والمعلوماتية. ومن كل ما تقدم يتضح أن المعرفة العلمية والمعلوماتية التي تنقلها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد حطمت الحدود واقتحمت الحرمات دو استئذان وصارت ضرورة ملحة بوصفها عملية لتبادل الأفكار والملعومات والخبرات وأصبحت ذات أهمية في حياة البشرية التي تتسم بالتعقيد والتداخل (أحمد، 1999: 13). ولقد احتلت وسائل الاتصال والتقنيات وأجهزة المعلومات والحواسيب حرمات المعلوماتية وقطاع التعليم والاقتصاد وكافة مستويات قطاعات المجتمع الأخرى وسيكون لذلك تأثيراته الواضحة في المستقبل القريب.
1. 6. 1 دور وسائل الاتصال في العملية التعليمية
        تسهم وسائل الاتصال بدور فعال ورئيس في تحقيق أهداف العملية التعليمية، إذ أنها تحقق ما يلي: Kemp (1975: 16-19)
1.    تحقق عنصر إيجابية التلاميذ في العملية التعليمية وذلك بإشراكهم في إنتاج الوسائل واستخدامها ومتابعتها، وهذا مطلب تربوي حتى يشعر التلاميذ بالتفاعل البناء في عملية التعلم.
2.    تثير اهتمام التلاميذ للمادة التعليمية مما يساعد على ترسيخ الفهم والإدراك.
3.    تكسب التلاميذ خبرات حية، فكل إنسان له تصورات داخلية تتمثل فيما يتصوره من دلالات للرموز التي يتعرض لها، فإذا تطابق التصور الداخلي مع التصور الخارجي تمت العملية التعليمية بنجاح. فمثلاً لو قام المعلم بشرح درس عن أحد مشاريع التنمية ولم يكن للتلميذ معرفة سابقة بهذا المشروع، فإنه يكون حينئذ مستمعاً لرموز لا تمثل أي مدلول فيبتصوره الداخلي، لذا يجب على المعلم إيجاد قدر من هذا التصور لدى التلميذ عن طريق رحلة علمية لهذا المشروع، أو عرض فيلم أو صورة أو شريحة له، بذلك يتم التطابق بين الدلالات اللفظية والمدركات الحسية ليتحقق الهدف المطلوب.
4.    تقوم وسائل الاتصال بدور مهم في تربية حاسة التذوق الفني عند المتعلمين لما يتحقق فيها من تقنيات فنية من حيث أشكالها وألوانها.
5.    تقلل من آثار ظاهرة الفروق الفردية.. لكل تلميذ بيئته التي نشأ فيها وبذلك يختلف التلاميذ من حيث القدرة على الفهم والاستيعاب.. فتتيح الوسيلة للتلاميذ ذوي المستوى دون المتوسط فرصة الاستيعاب والتحصيل الذي يحققه زملاؤهم نظراً لأن الوقت المخصص للدرس قد لا يتيح للمعلم مزيداً من الشرح لهؤلاء التلاميذ.
6.    تحقق وسائل الاتصال عنصري (الجذب – والتشويق) للمادة التعليمية، إلى جانب الحركة، ويتطلب ذلك استخداماً أمثل من جانب المعلم.
7.    تزيد من درجة الوضوح والشرح، وزيادة قدرة التلاميذ على التفكير.
8.    تعمل على تثبيت الملعومات في أذهان التلاميذ.
9.    تقضي على الملل والتسرب الذهني للتلاميذ بل تساعد على تسلسل الأفكار وترابطها.
10. تخاطب وسائل الاتصال أكثر من حاسة.
11. تتخطى حدود المسافة والمكان والزمان:
        أ) المسافة: قدرة وسائل الاتصال التعليمية على تخطي حدود المسافة عندما يكون لدينا معلم على درجة كبيرة من الخبرة والكفاءة، ونود أن نفيد منه جمعة المتعلمين (طلاب الشهادات مثلاً) الموجودين منهم في المدن أو في القرى فإننا نستطيع بث درس تعليمي عن طريق التلفاز ليستقبله كل التلاميذ، بذلك ننقل هذا المعلم إلى كل الأماكن التي يصلها البث التلفازي.
ب) المكان: قدرة وسائل الاتصال التعليمية على تخطي حدود المكان.. يمكن نقل الحدث في حينه من أمريكا أو استراليا، وغيرها من القارات في نفس اللحظة، وبذلك نكون قد تخطينا حدود المكان.
ج) الزمن: إذاعة درس تاريخي أو حادثة وقعت في العصر الماضي البعيد، وبذلك نكون قد تخطينا حدود الزمن.
12. تقوم وسائل الاتصال التعليمية بمهام تربوية لا يستطيع أي إنسان مهما بلغت قدرته اللفظية أن يؤديها أو يشرحها فالجراثيم والميكروبات والخلايا النباتية أو الحيوانية التي لا نراها بالعين المجردة نستطيع بواسطة المجهر (الميكروسكوب) تكبيرها عشرات المرات، ليسهل دراستها ومعرفة خصائصها المختلفة.
13. إكساب التلاميذ المهارات المختلفة وإثراء حصيلتهم اللغوية من خلال التعامل مع هذه الوسائل والتعرف على المصطلحات المتعلقة بها.
14. تسهم في تحقيق الأهداف السلوكية للتلاميذ مثل الأهداف المعرفية، والوجدانية والمهارية.
1. 8 أهم وسائط الاتصال المستخدمة في التعليم
بما أن صميم هذه الدراسة يتناول وسائط الاتصال التعليمية، كان لابد من ذكر أهم الوسائط المستخدمة في التعليم.
1.      الكتاب المقرر
 يعتبر الكتاب المقرر من أهم المصادر في التعليم عن بعد إذ أنه يتضمن المعرفة الواجب اكتسابها من قبل الدارس، وهو أكثر المواد التعليمية سهولة في الاستخدام، ويحتوي على أهداف المقرر والمحتوى والتدريبات والتقنيات والاختبارات الذاتية، ولهذا فإنه يلقى العناية الفائقة في الإعداد والتصميم لضمان تفاعل الدارس مع المادة الدراسية. عليان و الدبس (2003: 169)
2.      المواد المطبوعة
 إضافة إلى الكتب الدراسية هناك مواد مطبوعة كالتعيينات والواجبات إن الإشراف عن بعد يعتمد على التعيينات والواجبات التي تكتب بواسطة الطلاب وترسل للمشرف الأكاديمي للتصحيح والتعليق عليها، وتكون كفاءة المؤسسة مرتبطة بكفاءة هؤلاء المشرفين في أداء هذه المهمة ولذلك يجب اختيارهم بدقة وتعليمهم وتدريبهم وكذلك مراقبتهم بدقة، للتأكد من أنهم يؤدون هذه المهمة بالكفاءة المطلوبة. وقد لوحظ أنه من الأشياء التي تزيد التساقط (Drop out) في التعليم عن بعد أن هذه الواجبات لم تصحح في وقتها أو لا يكون فيها التعليق المناسب (Keegan, 1984: 87).
        وفيما يتعلق بهذه الواجبات فالأساتذة الدائمون يمثلون خياراً طيباً إذ أنهم متواجدون طوال الوقت، ولذلك فالواجبات لا تتأخر وترجع للطلاب مع التعليقات المناسبة، كما يلاحظ جودة مستوى هؤلاء الأساتذة ولكن من ناحية أخرى فإن هذه المهمة ليست مناسبة لهؤلاء لأنها مملة ومكررة وليس من المناسب أن يشغل وقت هؤلاء بها وفي بعض الكورسات قد لا يوجد عدد كاف من الطلاب لشغل كل وقتهم ولذلك فالجامعات المفتوحة تعتمد على المتعاونين في هذه المهمة وتستطيع المؤسسة الاستفادة بأكثر المتعاونين كفاءة وقدرة، ولكن مشاكل هؤلاء كما قلنا في عدم الانضباط وتأخير عمل ودراسة الطلاب تعتبر مشكلة تواجه مختلف مؤسسات التعليم عن بعد، وقد يكون السبب في ذلك أن هذا المشرف لم يستلم الواجبات في الوقت المحدد أو هو مشغول بمهام أكاديمية أخرى في مؤسسته الأم أو مؤسسة أخرى يتعاون معها أو أن المقابل الذي يدفع له قليل لا يتناسب مع جهده، ولذلك لا يعطيها الأولويات المطلوبة وقد يتعامل معها بعدم مسئولية ولا يصححها أو يعلق عليها بالطريقة المطلوبة وهذا لا شك يعرقل دراسة الطلاب ويؤخرهم، وقد لجأت بعض المؤسسات لمعالجة ذلك من خلال تعيين كبار مشرفين يراقبون عمل هؤلاء ويوجهونهم ويعينوهم في أداء عملهم. (Beevers 1975: 11)
3.                 الإذاعة
 تعتبر الإذاعة أهم وسيلة اتصال سمعية، إذ أن البث الإذاعي يتميز بقدرته على الانتشار أكثر من البث التلفازي وذلك نظراً لقدرة الموجات الإذاعية على الوصول إلى المستمعين إلى مسافات واسعة. فهي أكثر قدرة على ربط المستمعين بالمركز في العديد من البلدان وهذه الميزة تجعل مراكز ومؤسسات التعلم عن بعد أقدر في الوصول إلى المستفيدين من برامجها التعليمية. وقد تتميز الإذاعة عن التلفاز في أن أجهزة الاستقبال الإذاعي تكون متاحة أكثر من أجهزة الاستقبال التلفازي، كما أن الكلفة الاقتصادية للبث الإذاعي أقل منها في البث التلفزي الأمر الذي يقلل من كلفة التعلم. وبالرغم من ذلك فإن البث التلفازي ما زال يتفوق على البث الإذاعي في قدرته على جذب المشاهدين وتوظيف حاستي البصر والسمع في آن معا.
منذ أن أخذ البث الإذاعي وضعه المستقر في العشرينات من القرن الفائت، فإن الاتصال قد انتقل نقلة نوعية تفوق الخيال، وأضحى اتصالاً جماهيرياً تجاوز الحدود ومع تقدم تجاوز القارات، ومع الاتصال الجماهيري انتقل التعليم بالمراسلة من مرحلة البريد إلى مرحلة التعليم عن بعد. وكانت تقنية الراديو فاتحة جديدة لعهد جديد، وتتميز الإذاعة كوسيط في التعليم بالآتي: Sharma (2001: 164)
1.    قليلة الكلفة في متناول الجميع.
2.    سهلة الاستعمال.
3.    يمكن أن ينتشر البث عبر مساحات شاسعة قومية – إقليمية – عبر القارات خاصة في السنوات الأخيرة بعد التطور الكبير وظهور الراديو الرقمي – والراديو عبر القمر الصناعي فيما يعرف (بالراديو الفضائي).
4.    إمكانية البث المتواصل (24 ساعة) بفضل الأجهزة المتقدمة مما يتيح للدارس اختيار الزمن المناسب في التلقي.
5.    أجهزة الراديو أصبحت صغيرة الحجم جداً وخفيفة الوزن ويساعد ذلك في الاستعمال كثيراً.
6.    تم تطوير مصادر للطاقة (خفيفة – صغيرة الحجم) لتشغيل الراديو، وبعض الأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية عبر لوحة عبارة عن شريحة لا وزن لها مثبتة في وجه الجهاز.
7.    يمكن استخدام الراديو في التعلُّم وبث البرامج التعليمية ليلاً ونهاراً، ويمكن للدارس أن يستقبل البث في المكتب، أثناء الرياضة، في المقهى، في النادي، في السيارة وبالتالي يحقق فلسفة وأهداف التعليم المفتوح وعن بعد أيضاً تماماً.
8.    البث التعليمي له فائدة عظيمة للمعاقين الذين لا يقوون على معاودة المراكز الدراسية، ولمن فقد بصره ويعتمد في جل تعلُّمه على حاسة السمع، سيما أن تصميم كتاب على طريقة بريل لم تنتشر بالقدر الكافي، ولم تشمل جميع المراحل الدراسية.
9.    من سلبيات البث الإذاعي انه اتصال من جانب واحد واخيراً تم توفير أرقام مؤقتة للمداخلة مما خفف كثيراً من هذه السلبية.
        وبالتالي فإن الراديو تقنية علمية وميسرة بدرجة كبيرة جداً، وقد اعتمدت عليها الجامعات المفتوحة في جميع أنحاء العالم سيما العالم النامي فهي أنسب وأمثل تقنية لهذه الدول. ونسبة لفاعلية هذه الوسيطة فقد أنشأت بعض الجامعات ذات الإمكانات نظاماً إذاعياً خاصاً بها يبث برامجها التعليمية من استديوهاتها الخاصة كجامعة السودان المفتوحة.
4. الأشرطة السمعية: إن الغاية الأساسية للأشرطة السمعية هو تدريس المناهج وتدعيم طرائق التعليم، كما أن الشريط السمعي يعتبر شريكاً للمادة المكتوبة القائمة على التعلم الذاتي ومن مزايا أشرطة التسجيل فى التعلم الذاتى:
1.    يمكن الإحتفاظ بالمادة التعليمية أكبر فترة ممكنة.
2.    يمكن إعادة وتكرار المحتوى بلا حدود حتى يتمكن الدارس من إستيعاب خبرات البرنامج المذاع.
3.    يعين المعاقين بصرياً كثيراً فى إستيعاب المادة.
4.    قليل التكلفة.
 ويعتبر من التقنيات المتاحة فى جميع الدول النامية، وفى منازل الجميع، ولكى يكون مفيداً ومثمراً بحاجة إلى خبرة كافية وواسعة فى إختيار المادة ثم فى التصميم والإخراج. ويمكن أن تكون الأشرطة السمعية مهمة فيما يلي: بطاز و الفقهاء (2004: 11، 17)
1.    توضيح لفظ المصطلحات والأسماء والمعادلات وفي دروس اللغة الأجنبية.
2.    توضيح الخبرات الموثقة بمساعدة الوثائق السمعية (الصوتية).
3.    المساعدة في التعريف عن الجامعة وما يمكن أن تقدمه من تعاون ومساعدة الدارسين.
4.    توفير طرق خاصة في الاتصال، فاللغة المنطوقة تعني التصاقاً أكثر بالدارس من المادة المكتوبة.
5.    التنوع في عمليات التعلم بتطبيق وسائل متعددة في تدريس الموضوعات، وإثارة عمليات التعلم، وزيادة كفاية التعلم لتجنب الرتابة في استخدام المادة المكتوية.
6.    تطبيق وسيط ثان إلى جانب المادة المكتوبة ويساعد في نقلها.
7.    في بعض الحالات الخاصة يمكن أن تفيد الأشرطة في الأنشطة الشفوية فعلى سبيل المثال يمكن إجراء تمارين لغوية على هذه الأشرطة.
8.    يمكن المساعدة في إنتاج بعض المقررات أو تعديلها من خلال الملاحظات التي تسجل على الأشرطة لاختصار الزمن اللازم لذلك.
5.    التلفاز
 يعتبر التلفاز من مصادر التعلم الجماهيري. ونظراً لانتشار البث التلفازي على نطاق واسع فقد أصبح من المفيد استخدامه في التعلم وذلك لأن معظم الدارسين يستطيعون الحصول على المعرفة من خلال البرامج المعدة لهذا الغرض. فالبرامج تصل إلى الدارسين حاملة معها المواد التعليمية، وهي في الوقت نفسه تثير اهتمامهم نحو التعلم، وتستطيع أن توفر فرصاً لمشاهدة أماكن بعيدة عن خبرة الطالب والتجارب المعقدة، والزيارات الميدانية والتوضيحات المجهرية، والعمليات الصناعية، والمواقف الصفية. لذا فالتلفاز يفيد في الجوانب الآتية: الدبس و أندراوس (2000: 207)
1.    تشجيع التفسيرات الفردية.
2.    إثارة التفكير الابتكاري.
3.    توفير النظرة الشاملة أو التركيبية.
4.    سرد القصص.
5.    نمذجة عملية التعلم.
6.    إثارة الاهتمام.
7.    تطوير مهارات التقويم.
6.    أشرطة الفيديو
 إن أشرطة الفيديو من الوسائل المهمة في التعلم عن بعد نظراً لأهميتها للاستخدام الشخصي وما يترتب على ذلك من سيطرة من قبل الطلبة، والتحكم في عرض المادة التعليمية واسترجاعها إذا اقتضت الضرورة. ويمكن أن يسجل على هذه الأشرطة المحاضرات والمناقشات، والندوات والأفلام التعليمية المساندة. كما أن أشرطة الفيديو تدخل في مواد التعلم الذاتي كالرزم التعليمية حيث تتضمن الشروحات اللازمة والمرافقة للمادة الدراسية.
 أضاف شريط الفيديو بعداً مرئيا زاد من مستوى التفاعل وعرض المواد التطبيقية، والخبرات التعليمية التى بحاجة إلى إجرائية مكثفة مثل التجارب العلمية، والتوضيحات العملية، التدريب بصفة عامة، وتسجيل البيئات الطبيعية والواقع من حوادث ومناسبات ومؤتمرات وحلقات نقاش ومقابلات مع علماء وإختصاصيين من مختلف المجالات العلمية التي يحتاجها الدارس لتنمية معلوماته، كل ذلك أصبح ميسراً كما أصبح الاحتفاظ بالمادة عبر أشرطة الفيديو متاحاً ومن مزايا اشرطة الفيديو:
1.    نقل الحوادث حية مهما طال عليها الزمن، فالذي يشاهد محاضرة ألقيت قبل سنوات يحسب أنها مباشرة إذا كان لا يعلم مسبقاً بأنها مسجلة على شريط فيديو.
2.    يمكن إيداع الشريط في الجهاز وترتبي التسجيل اتوماتيكياً بضبطه على الزمن المعين ليلاً أو نهاراً فيؤمن للدارس الاحتفاظ بالمادة التعليمية في حالة نومه أو انصرافه لأداء أعمال أخرى.
3.    إعادة تكرار التسجيل على الشريط الواحد لمواد جديدة لاحقة بعد الاستغناء عن المواد السابقة.
وقد تطورت أشرطة التسجيل والفيديو بعد التقديم في أوعية الحاسوب إذ ظهرت في إطار جديد تتمثل في الأقراص المدمجة CDS التي أضحت أكثر كفاءة وسعة في نقل الصوت والصوورة والنص المكتوب والحركة أيضاً، مما جعل الإقبال عليها عظيماً على الرغم من ضرورة توظيفها عبر الحاسوب – ومن المتعذر في دول العالم الثالث أن يمتلك معظم الدارسين أجهزة حاسوب – وسنتعرض لهذه الوسائط لاحقاً. هذا ويمكن تصنيف أشرطة الفيديو على النحو التالي: Cope Peter (2003: 3-12)
1.    أشرطة ذات صبغة توضيحية، وتتضمن النظريات والمصطلحات التي يمكن شرحها تجريبياً أو بطريقة غير منهجية.
2.    أشرطة المحاضرات وذات الصبغة التدريبية وتقدم بعد النوع الأول حيث يتم استخلاص النظريات وشرحها.
3.    أشرطة تتضمن معلومات عامة والتي لا تكون بالضرورة أساسية لفهم موضوع دراسي، ولكن لاستكماله بطريقة مثيرة.
4.    أشرطة تكميلية أو بديلة لحالات آنية، كشرح التجارب في المقررات العملية.
5.    أشرطة لإثارة قضايا ومشكلات تتعلق بمفهوم معين لإثارة نقاش حوله.
6.    أشرطة للتدريب الشخصي للسلوك (التعليم المصغر).
7.    الحاسوب
 أصبح استخدام الحاسوب كأداة تعليمية أمراً شائعاً لا سيما بعد انتشار الحواسيب الشخصية في الوقت الراهن. وقد أدى هذا التوسع في استخدام الحواسيب إلى تطوير البرامج التعليمية في المدارس لا سيما في المرحلة الأساسية حيث صمم الكثير من هذه البرامج بحيث يتعلم الطالب ذاتياً، ويسير في تعلمه لموضوع معين تدريجياً وفي كل خطوة تطرح تمارين ويزوده البرنامج بتغذية راجعة فورية قبل الانتقال إلى تعلم الجزئية التالية.
        وفي التعلم يمكن استخدام الحاسوب بفعالية في برامج تعليمية بهدف تعزيز التعلم في المقرر ويحصل على المعرفة حيثما ووقتما يشاء. ولهذا فقد أصبح استخدام الحاسوب في التعليم أمراً مفيداً. ويمكن أن يستخدم الحاسوب في التعلم في الجوانب التالية: عمور و أبورياش (2007: 133- 143)
1.    نهاية طرفية مع الحاسب المركزي.
2.    أداة لبرنامج تعلمي منضبط.
3.    أداة لكتاب على شكل شاشة.
4.    مثير للتعلم.
5.    أداة تعليمية في أوقات الفراغ أو التعلم في أثناء الرحلات.
6.    في بعض الحالات يمكن استخدامه في الأنشطة اللغوية الذاتية مثل تحويل التمارين اللغوية إلى أشرطة.
        أتاح الحاسوب مجالاً خصباً للاتصال والتواصل والتفاعل من على البعد، وفيما يلي عرض موجز لإمكانات الحاسوب الكثيرة والمتطورة:
ميزات استخدام الحاسوب في التعليم
        بالنظر إلى دور الحاسوب ومساهمته في التعليم فإن استخدام الحاسوب في التعلم يفتح آفاقاً جديدة، تختلف عن تلك المساهمات التي تتيحها أدوات وأجهزة أخرى كالتلفزيون والفيديو والراديو، وذلك لأن الحاسوب كجهاز مستحدث يمتاز بما يلي: بيرغز و بورك (2005: 352- 362)
1.    يسهم في تحسين مستوى التعليم ويزيد من فعاليته، لأنه يوفر بيئة تفاعلية Interactive يكون فيها المتعلم إيجابياً وفعالاً، عكس الأدوات الأخرى التي تقوم على أساس سلبية المتعلم لأنها أدوات ذات اتجاه One-way، مما يساعد في تنمية الاتجاهات الإيجابية للمتعلم نحو المواد الدراسية التي تعرض من خلال شاشة الحاسوب في صور مبرمجة.
2.    سرعة الحاسوب العالية في الاستجابة لتعليمات التمليذ والتي تسمح له بالحصول على تعزيز فوري لأنشطته في أشكال مختلفة، كما يمكن أن يقوم عمل التلميذ بشكل مستمر، وتقديم خطوات علاجية له إن لزم الأمر.
3.    يساعد الحاسوب في الإقلال من زمن التعليم المستغرق في دراسة المقررات الدراسية، مما يتيح الفرصة للتلميذ لممارسة عدد من الأنشطة الاتزانية التي قد تدفعه لتنمية قدرات عقلية مرغوبة.
4.    يعتبر الحاسوب أداة من الأدوات المساعدة في تنمية التفكير ومهاراته إلا أنه يثير دافعية التلاميذ نحو ممارسة النشاط التخيلي، وبعض العمليات الأخرى الضرورية لحدوث الأبتكار مثل Attention، الإدراك Perception، كما يتيح الحاسوب إمكانية عرض الأفكار والمواقف بصورة حية على شاشته، مع تمثيل محسوس للأشياء تمثيلاً من خلال المحاكاة Simulation بواسطة عدة وثائق للتصميم Design Documents التي تستخدم في بناء البرامج التعليمية، ومن أهم هذه الوثائق: خرائط المسار Flow charts، لوحة تسلسل الأحداث Story Board والحوار مع اللقطات Scripts.
5.    يساعد الحاسوب على عملية تفريد التعليم، حيث يمكن تقديم التعليم الملائم لكل تلميذ حسب مستواه وقدرته وسرعته الذاتيه في التعليم.
6.    يسهم الحاسوب في إقبال المتعلم على الدراسة بحب وشغف إلا أنه يجعل التعليم أكثر عملية فاستخدام الحاسوب في المقررات الدراسيه يزيد من ارتباط النواحي النظرية بالتدريب العملي فالعمل بالحاسوب يماثل العمل داخل معمل التجارب المعلمية.
7.    يتيح للمعلم ممارسة دوره الجديد في التوجيه والإرشاد ومعاونة التلاميذ ومراقبتهم للتاكد من ممارستهم للتعلم الذاتي الذي يمثل جوهر التعليم المفرد.
8.    يتيح للمتعلم مزيد من الحرية التعليمية عند ممارسة التعليم المفرد لأنه يشجع على فتح الحوار مع المتعلم، ويسمح له بالتفكير في نسق مفتوح واختيار ما يحتاج من بدائل تعليمية، ولا يحتاج المتعلم في بعض الأحيان إلى المعلم ولكن هذا لا يدفعنا إلى تقليص دور المعلم أو الاستغناء عنهن فيجب ألا نتوقع أن كل مستحدثات تكنولوجيا التعليم ومنها الحاسوب يمكن أن تحل محل المعلمين في المستقبل القريب فليس هذا بالشئ المستحب أو المرغوب فيه لأسباب منها: أنه توجد حدود للعمل الذي تستطيع هذه المستحدثات القيام به وأن التربية عملية التعليم والتعلم المختارة التي تقوم على أساس التعامل والتفاعل بين المعلم والمتعلم لها أهميتها الإنسانية وطابعها الإجتماعي بجانب أهميتها وفوائدها التعليمية.
9.    يستطيع الحاسوب تخزين كم هائل من المعلومات وعرضها في زمن قياسي بالإضافة إلى قدرته على تعويض النقص في عدة وسائط تعليمية أخرى فهو بمثابة عدة أجهزة في جهاز واحد.
يوفر للتلاميذ فرصاً للتجربة والمغامرة دون رهبة أو خوف، فعند التعامل مع الحاسوب يتحر التلميذ من الخوف، وكبح الرغبة في الإنطلاف نحو التفكير في استكشاف آفاق جديدة وإنجازات متطورة.
8. القرص المدمج CD
        تطور القرص المدمج CD منذ عام 1980 م تطوراً عظيماً من حيث سعة ونوعية ونقاء المعلومات والأصوات والصور التي يحملها، وبما أنه يقوم بتخزين كل ذلك بطريقة رقمية فإنه يتميز بالدقة والسعة بالنسبة للوسائط الأخرى، وقد ظهر أخيراً الـ CD DVD، وهذه وسيطة صغيرة يمكن أن تسع عدة كتب ومجلدات، ومما لاشك فيه أن هذه الوسيطة تعين أيما إعانة على التعلم والبحث وسعة الأفق خاصة إن سعة التخزين الضخمة لا تعيق سرعة الاستدعاء للمعلومات والبيانات المطلوبة.
9. الهاتف
 يحتاج الدارسون في التعلم عن بعد في كثير من الأحيان إلى مراجعة المشرف الأكاديمي وهم في أماكن إقامتهم أو عملهم، وقد يتعذر عليهم الانتقال إلى مراكز التعلم عن بعد، وفي هذه المرحلة يمكن أو يوظف الاتصال الهاتفي بين المشرفين الأكاديميين في مراكز التعلم والدارسين في توجيه الأسئلة واستقبال التفسيرات والتوجيهات، وقد يستفيد الدارسون من هذه الخدمة فرادى أو كمجموعات صغيرة.      التلفون يستخدم في الاتصال المباشر بين الدارس والمشرف للإفادة عن صعوبات التعلُّم وهو وسيلة عملية وعاجلة للإفادة أثناء التعلُّم. ومن بين خطط الجامعة المفتوحة إتاحة أرقام هاتفية بالمجان لدارسيها حتى ترتقي بالاتصال والتواصل المزدوج بين المؤسسة والمشرف – الدارس. ولقد طوعت جامعة السودان المفتوحة هذه التقنية في خدمة أهدافها التعليمية عبر نظام للخدمة المشتركة يسمى الـ S M S، وهو اتفاق بين هيئة الاتصالات السودانية Sudatel بتجميع كل أرقام الدارسين الراغبين في الخدمة، وإرسال الرسائل الهامة والضرورية لهم بصورة فردية وعاجلة، مثل موعد الإمتحانات- الجداول- بداية العام الدراسى- أية توجيهات هامة وملحة، وهذه خدمة عظيمة نسبة لضخامة أعداد المنتسبين للجامعة وتبعثرهم فى كل آفاق السودان، وأحياناً كثيرة لا يجدي الإعلان عبر الصحف والراديو والتلفاز لإبلاغ الرسائل الهامة- لكن الجوال حاسم فى هذا الباب إذ يخاطب صاحبه مباشرةً وفى زمن قياسى.
 ويمكن بيان استخدامات الهاتف على النحو التالي:
1.      توضيح الصعوبات التي يواجهها الدارسون في مادة المقرر.
2.      تطوير مناقشة الدارسين لموضوعات معينة.
3.      تعديل أو تغيير تفسيرات الدارسين لقضية معينة.
4.      مناقشة المشكلات المتعلقة بالواجبات حديثة الإعداد.
5.      مراجعة وتصحيح إجابات الدارسين لمسائل معينة.
6.      تحليل مادة الكتاب المقرر.
7.      تقديم دراسات حال قصيرة.
8.      لعب الأدوار في تمرين معين.
9.      تحديد وتوضيح مفاهيم في الوراثة باستخدام أشكال معدة مسبقاً.
10.  توظيف التعبيرات الرمزية باستخدام أوراق عمل معدة مسبقاً.
11.  بناء وتقويم الرسومات باستخدام أوراق عمل معدة مسبقاً.
12.  تفسير ومناقشة بيانات موزعة على الدارسين مسبقاً.
تطورت تقنية الهاتف بان أصبح مرئياً أثناء المحادثة عبر شاشة صغيرة وهو يضيف إلى التفاعل بين المعلم والدارس بعداً آخر، لكنها تقنية لم تشمل البلاد النامية بعد، وستكون مكلفة، الأمر الذي يجعل من الهاتف المرئي فوق إمكانات البلاد النامية في الوقت الحاضر.
10. المؤتمرات المسموعة
 ويتم ذلك من خلال ربط عدة هواتف عبر معالجة رقمية معينة بواسطة إدارة الهاتف، وغالباً ما تكون الهواتف فى مؤسسة ما(خاصة فى قواعد الجيش والشرطة) مزودة بإمكانية الربط بين جميع الهواتف فى مكاتب المؤسسة عبر الضغط على (*، 1 النجمة والرقم واحد مثلاً)، وبالتالى بإمكان المجتمعين فى مكان ما من سماع آراء الآخرين أو أحدهم من خلال الهاتف ويمكن إضافة مكبر إذا كانت القاعة كبيرة، كما يمكن إدارة إجتماعات عبر الهاتف أيضا بأن يتصل المدير من على البعد ويدير الإجتماع من خلال الهاتف المشترك، فهذا النظام يهيىء للمشرف ومجموعته بأن يسمعوا بعضاً ويتحاوروا من خلال الهاتف.
        ومع ظهور الحاسوب وإمكانية الاتصال هاتفياً من خلاله أصبحت المؤتمرات المسموعة أكثر تقدماً وإتقاناً وأتاحت مجالاً أوسع، لأن مؤتمرات واجتماعات الهاتف التقليدي تصلح مع الأعداد القليلة، ومع الهواتف المحصورة في دائرة محددة، ومع السلبيات فإن المؤتمرات المسموعة تقينة ممتازة في التعليم عن بعد سيما في مناقشة قضايا محورية ملحة أو صعوبات تعليمية عارضة أو طرح معطيات جديدة والدارس بحاجة لمعرفتها والاستفادة منها.
        والمؤتمرات المسموعة مجربة في عدة جامعات منها على سبيل المثال الجامعة البريطانية المفتوحة والجامعات المفتوحة في استراليا.
11. التيليتكست Teletext
        نظام ينقل النصوص والصور والبيانات على شاشة التلفاز، وتنقل بعدة طرق منها الراديو أو الكابل، أو الميكرويف، أو الأقمار الصناعية ويمثل الحاسوب وسيطاً لنقل هذه الإشارات وعرضها على شاشة التلفزيون حيث يستغلها الناس في المنازل، وعيب هذه التقنية أنها تمثل طريقاً واحداً للاتصال فلا تؤمن التفاعل بين الدارس والمعلومات المعروضة، ويمكن لمؤسسات التعليم أن ترسل النصوص والمعلومات والتوجيهات إلى الدارسين في البقاع المختلفة عبر التلفزيون من خلال هذه التقنية. (تكنولوجيا التربية، 1992).
12. الفيديوتكست Video Text:
الفيديوتكست هو يماثل التيليتكست تقريباً، ولكنه يختلف عنه أنه يتيح التفاعل مع حاسوب قاعدة البيانات المنظمة لهذه التقنية حيث يتصل بخط تلفون مزدوج يتيح الاتصال المزدوج بين المستقبل والمرسل عن طريق طباعة شفرات خاصة على لوحة المفاتيح وبالتالي يمكن اختيار المعلومات التي يريدها، أو يتحصل على الإجابة المطلوبة معروضة على شاشة التلفاز، وهذه الخدمة أفضل للتعلُّم والتعليم. (تكنولوجيا التربية، 1992).
13. برامج الأقمار الصناعية
        تستخدم برامج الأقمار الصناعية لتسجيل عدد كبير من الطلبة في برامج التعليم عن بعد ومن أجل خفض نفقات التعليم وتسهيل وصول المادة العلمية للطلبة خارج الحرم الجامعي مع المحافظة على جودتها النوعية. في هذه العملية يرتبط القمر الصناعي بشبكة اتصالات حاسوب وتكون ثنائية الاتجاه ومدمجة لها قنوات سمعية وبصرية لجعل طريقة التدريس أكثر تفاعلية وأكثر حيوية وكذلك جعل الطلبة خارج الجامعة يشعرون بقربهم من الأستاذ المحاضر وليس بمعزل عنه عند مواقعهم البعيدة.        ويشترط في عملية التدريس بهذه الوسيلة التكنولوجية توافر البنية التحتية بتجهيز المراكز الدراسية بأجهزة استقبال وبث خاصة.
يمكن تلخيص فوائد استخدام برامج الأقمار الصناعية بالآتي: شمو (2004: 248- 249)
1.    تقديم الخدمات الأكاديمية على نطاق واسع وبذلك يتم توفير مبالغ طائلة يلزم صرفها على الترحال والسكن والمعيشة في مناطق بعيدة عن سكن الطلية ومسقط رأسهم.
2.    توسيع مدى الخدمات التعليمية في الجامعة المفتوحة بتقديم برامج التعليم المستمر لأفراد المجتمع كافة.
3.    تسجيل عدد كبير من الطلبة مما يساعد على خفض نفقات التعليم عن بعد لاسيما فيما يخص أثمان الكتب والمواد الدراسية اللازمة كالحقائب الدراسية والوسائط التعليمية السمعية والبصرية.
4.    إيصال المادة العلمية إلى جميع الطلبة بعد تزويد المراكز الدراسية بأجهزة استقبال وبث خاصة.
5.    تعزيز عملية التعليم عن بعد وجعلها تفاعلية يتحاور فيها الطلبة مع أساتذتهم ومع بعضهم البعض.
6.    توزيع المعلومات الأكاديمية بما فيها التعليينات والامتحانات على جميع مراكز التعليم التابعة للجامعة المفتوحة.
7.    عرض نشاطات وفعاليات الجامعة الثقافية والفنية والرياضية.
8.    من الواضح أن تقنيات برامج القمر الصناعي التعليمية تساعد كثيراً على نشر التعليم عن بعد وتوسيعه في البلاد.
    بالإضافة إلى أنه ومن خلال قمر الاتصالات تصبح المعاهد العليا قادرة على تبادل الندوات وأفلام الفيديو والمحاضرات والمناقشات والتعليم الجماعي والفردي بوساطة الاتصال التبادلي المرئي والمسموع.
    وتقدم الأقمار الصناعية خدماتها لكونها تحويل فضائيات لبث إشارة ترسل بواسطة المحطات الأرضية والتي تعمل أيضاً على ربط الاتصالات الأرضية من خلال شبكات الهاتف.
    وقد أخذت الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية تلعب دوراً هاماً في مجال نقل الرسائل والمعلومات بفضل فعاليتها وعدم تأثرها بالظروف المحيطة.
    ويمكن القول بأن للاتصالات عبر الأقمار الصناعية فائدتين عامتين هما: عليان والدبس (107: 2003)
أولاً: إمكانية البث المتوافق بحيث تستطيع كل محطة في الشبكة أن ترتبط مع كل المحطات الأخرى وفي الوقت نفسه.
ثانياً: إمكانية الوصول إلى أماكن بعيدة ودعمها اللامركزية في أساليب جمع وتوزيع الرسائل والمعلومات.
 وتسمح الأقمار الصناعية للمحادثات التلفزيونية ورسائل التلكس وبرامج الإذاعة والتلفاز أن تنتقل من بلد إلى بلد آخر وحتى عبر المحيطات، وتستطيع أيضاً التعامل مع كمية ضخمة من البيانات وأن تنقلها بين الحواسيب، وتستطيع تداول (30) الف مكالمة هاتفية في وقت واحد للوصول إلى جمع كبير من الناس في وقت واحد. وتعد الأقمار الصناعة ملائمة ومثالية لتناقل وتناول جميع أشكال الربط بين الشبكات القياسية التشابهية (Analog) والرقمية (Digital).
14. الإنترنت و التعليم المفتوح
يرى Bitter & Pierson (2007: 231) بينما تواكب وفرة المصادر التعليمية على الانترنت التغير في النماذج التقليدية للتعليم، فانها توافر بشكل متزامن بعدا جديدا لبعض النماذد البديلة للتعليم في قاعة الدرس. إن خدمة الانترنت للتعليم المفتوح تتمثل في الآتي:
البريد الإلكتروني E-Mail
        من أعظم الوسائل في تأمين اتصال سريع بين شخصين او مجموعة أو شخص واحد ومجموعة، كما أنها اقل تكلفة من الوسائل الأخرى.
        وتعتمد بعض الجامعات المفتوحة التواصل كليةً مع دارسيها من خلال البريد الإلكتروني، ومن الخدمات التي تقدمها بعض الشركات الانضمام "إلى قائمة العناوين البريدية Mail List، وهذه الخدمة تمكنك من إرسال الرسالة إلى جميع المتسبين للقائمة المذكورة بسرعة فائقة وبطريقة تلقائية" وفي هذا مجال خدمي كبير للمؤسسات التي تضم أعداداً ضخمة مثل الجامعات المفتوحة.
اللوحات الإخبارية الإلكترونية
        عن طريق هذه اللوحة يمكن تقديم خدمة المشاركة في المعلومات للدارسين لبرنامج واحد، وتسمح الخدمة ايضاً بإرسال واستقبال برنامج ونصوص دراسية بأكملها وبتكاليف منخفضة إلى درجة ما واللوحات الإلكترونية تنتشر في مؤسسات التعليم المفتوح بأستراليا كوسيط لإتاحة المعلومات بطريقة تفاعلية مزدوجة ذات اتجاهين. وتشبه هذه التقنية إلى حد بعيد خدمة الفيديوتكست لكنها أكثر خصوصية وتستقبل على الحاسوب كما أنها أرخص ثمناً سيما في الدول ذات البنية الاتصالية الأكثر تقدماً.
المعلومات الإلكترونية
        تضم الشبكة كماً هائلاً وبلا حدود من المعلومات والمعارف في مواقعها المختلفة وتتشكل هذه المعارف في مواقعها المختلفة في:
1.    النصوص المكتوبة.
2.    الأصوات المسموعة.
3.    الصور وأفلام الفيديو.
ويتم التقاط كل ذلك من خلال البحث عنها في المواقع المختلفة، ومن المعلومات الإلكترونية الهامة التي تفيد الدارس في التعليم المفتوح هي:
المكتبة الإلكترونية
        وهي المكتبة المخصصة لجامعة معينة أو مؤسسة بذاتها، وتمنح هذه المكتبة جميع الأفراد المنتسبين للجامعة الشفرة الخاصة بها للدخول للمكتبة والاستفادة من جميع المعلومات والمصادر والمراجع المتوفرة فيها، وإستدعائها إما على شاشة الحاسوب أو طباعتها والاحتفاظ بها. وتحرص الجامعات المفتوحة والمقيمة على إنشاء المكتبات الإلكترونية على مواقعها وذلك لسعتها التخزينية اللامحدودة، واختصارها لجهود كبيرة ومتنوعة وتوفيرها للوقت حيث يمكن التقاطها في أي زمان ومكان ووفق ظروف الدارس، وسهولة تغذيتها بكل جديد وتمددها مع شبكات ومكتبات أخرى، وإن كانت تكلفة التغذية بالمراجع والمعلومات الحيوية المتجددة باهظة إلا أنها من أكثر التقنيات فائدة في البحث العلمي والتطور والمواكبة وإعداد الكفاءات العلمية في هذا العصر.
المكتبة الافتراضية
        هناك من لايفرق بين المكتبات الافتراضية والمكتبات الإلكترونية، لكن البعض يذكر فرقاً ضئيلاً مميزاً، وهو أن كل المعلومات على الإنترنت هي مكتبات افتراضية ويمكن الاستفادة من كل رصيدها الضخم من المعلومات والبيانات الموجودة على الشبكة العالمية لكن المكتبة الإلكترونية لا يمكن الدخول إليها إلا بشروط معنية أهمها الرسوم المالية التي يترتب عليها الإتاحة او الإنتماء إلى المؤسسة المالكة، والمكتبة الإلكترونية بما أنها خاصة بمؤسسة معينة (كجامعة السودان المفتوحة مثلاً)، فهي تتيح لمنتسبي الجامعة حق الاستفادة الكاملة، وقد تضمن مثلاً معلومات استراتيجية لا تسمح بها إلا لأعضاء المؤسسة فقط. لكن المعلومة التي يجب أن يعلمها الجميع هي أن مكتبة جامعة السودان المفتوحة هي متاحة لكل سوداني دون قيد أو شرط و يمكن الدخول إليها عبر www.ous.edu.sd ثم الضغط على المكتبة الالكترونية و أن تكتب S4972623المستخدم و أما كلمة السر هي password.
        والمكتبات الإلكترونية والافتراضية من أنسب وأمثل مصادر المعلومات والتعلم لدارس التعليم المفتوح، فهي تحقق التكافؤ في فرص الاستفادة لجميع الدارسين المنتشرين على امتداد البلد بل العالم، ولا تشكل عوائق الزمان والمكان ومحدودية المصادر والمراجع عائقاً كما هو الحال في المكتبات التقليدية.
الكتاب الإلكتروني Electronic Book
        يعد من التقنيات المعاصرة التي تمخضت عن الثورة المعلوماتية، وهو كتاب يشابه إلى حد بعيد الكتاب التقليدي من حيث وجود النص والصفحات لكنها إلكترونية، كما يتضمن الصور والرسوم الثابتة المتحركة، وبه المؤثرات الصوتية، ويمكن أن يتم مزج هذه الأبعاد الصوت والصورة والحركة لكي تحدث تفاعلاً متجانساً يخدم الدارس ويؤثر في تعلُّمه الذاتي كثيراً، والكتاب الإلكتروني يمكننا من بث معلم في ثناياه إلى درجة تكاد تقارب الحقيقة، وسمي إلكترونياً لأنه يخزن مادته على أقراص الفيديو المدمجة (CD-ROM)، كما لا يمكن مشاهدته وقراءته إلا عبر الحاسوب. (الشرهان: 2003)
مؤتمرات الفيديو Video Conferences
        يمكن عقد مؤتمرات الفيديو باستخدام الصوت والصورة معاً إذ يتمكن المؤتمرون من إجراء المناقشات والحوار عبر التخاطب مباشرة عبر الشبكة، ولكن هذه التقنية بحاجة إلى وجود كاميرا وفيديو وميكرفون لكل جهاز آلي له علاقة بالمؤتمر وهذه التقنية تفيد كثيراً دراسي التعليم المفتوح وتسهم في تبادل الآراء والمعلومات وإثراء التعلم لدي كل منهم وهذه التقنية تعاني من البطء في نقل الصورة الواضحة عبر الإنترنت، كما أنها عالية التكلفة بالنسبة للدارسين في السودان.
الفيديو المتدفق Streaming Video:
        نظام البث الفيديوي المباشر عبر شبكة الإنترنت، وهو عبارة عن نقل مباشر للصوت والصورة من مصدره عبر شبكة الإنترنت مروراً بالحاسوب الشخصي يظهر أخيراً بشكل واضح على شاشة المستفيد دون الحاجة إلى تخزين على القرص الصلب أولاً ثم إعادة بثه، ويتضمن هذا النظام ايضاً عروض الشرائح، ونظام حوار مباشر عبر الشبكة مما يفيد التعلم كثيراً، كما أن هناك برامج تسمح بتفاعل أكثر والتدخل في الصور بالقطع واللزق والإضافة إلى المعلومات واختزال النص. WWW. Odube. /produets/premiere/
مجموعة الحوار Chat:
        تتيح شبكة الإنترنت إتاحة الحوار بين مجموعة كبيرة أو صغيرة حول محور هام أو موضوع مُلِح معين يهم المجموعة او يتعداها إلى نطاق قومي أو إقليمي أو عالمي، وهو يشبه إلى حد كبير المؤتمر، لكنه يختلف في طريقة التنظيم، فهي خدمة متاحة على مدار الساعة ولأي شخص الاتصال عبر خدمة Chat للتحدث مع شخصين أو أكثر، وقد يكون الحوار من خلال نص مكتوب على الشاشة أو محادثة صوتية باستخدام المكرفون والسماعة المرتبطة بالحاسب الآلي والمتصلة بخدمة الإنترنت.
الواقع الإفتراضىVirtual Reality:
 من أحدث التقنيات ظهوراً، وقد بدأت تظهر لأول مرة عام 1989م، وقد أطلقت عليها عدة مصطلحات منها الحقيقة الإصطناعية، والعوالم الإفتراضية، والبيئات الإفتراضية، ومنها القاعات الإفتراضية، والفصول الذكية أيضاً.
http: /www. moe. ede. org/a/tec/masder - site/link4-4-htm
القاعات الإفتراضية فى التعليم:
 من المعلوم أن تقنية الواقع الإفتراضى تحاول أن تكيف بيئة تقارب أو تكاد تطابق ما هو موجود فى الواقع أو الخارج، فعندما تنقل لك ما يدور فى قاعة بعيدة عنك كل البعد، وتمكنك من الحوار والتفاعل مع كل من فى القاعة، والآخر أيضاً يشاهدك فى قاعتك ووسط زملائك فكأنما أنت موجود فى هذه القاعات وجها لوجه مع المعلم فى قاعة واحدة، ولكن فى الحقيقة الوضع غير ذلك، الواقع الإفتراضى يحقق تفاعلاً أعمق وأكثر راحة للنفس فى الحوار والنقاش دونما حرج من مجموعة الرفاق والمعلم كما هو فى التعليم الوجاهى.
 يتم تجهيز قاعة الواقع الإفتراضى بكاميرات وإضاءة مناسبة مع مكبرات صوت لازمة، ويبدأ المحاضر فى محاضرته مع طلابه، ويتم ربط هذه القاعة مع قاعات أخرى قريبة أو بعيدة بوسائط متنوعة منها وصلات الميكرويف أو قد يكون الوصل عبر الأقمار الصناعية أو الكوابل المحورية أو شبكة ألياف ضوئية، وكل القاعات المربوطة مع بعضها البعض، ترى الأستاذ والطلاب عبر أجهزة التلفاز الموجودة أمامهم ويسمعون بعضهم بعضاً أثناء الأسئلة ويسمعون السائل ويرونه جيداً وهكذا تكون عدة قاعات كأنما أجتمعت فى قاعة واحدة، وأن معلماً واحداً قد حاضر هذه المجموعة من الدارسين المنتشرين فى بقاع شتي. حمدان و العبيدي (2007: 21)
مراكز تكنلوجيا التعليم
 تكاد لا تخلو جامعة من الجامعات أو المؤسسات المفتوحة من مركز أو كيان ما ينهض بتوظيف تكنلوجيا التعليم، وقد تختلف التسميات لكن الجوهر المتمثل فى الأهداف والوظائف والخدمات تكاد تكون متطابقة فهى تمثل تقريبا مجال تكنلوجيا التعليم بأبعاده النظرية والتطبيقية من بحث علمي وتصميم وإنتاج للتقنيات وإدارة توظيف وتقويم وتطوير لها بصفة دائمة. والنموذج المحتذى فى هذا المجال يتمثل في معهد تكنلوجيا التربية Institute of Education Technology والمشور بـ (IET)، وأحياناً يترجم بـ معهد التقنيات التربوية، ويعد المعهد من البنيات والمقومات الأساسية في جامعة لندن المفتوحة، وتذكر المراجع أنه قبل أن تشرع الجامعة في برامجها التعليمية عام 1971م، ألقت على عاتق المعهد مهام جسيمة تتمثل في الأبحاث العلمية الموظفة لإنتاج مواد ووسائط تعليمية ناجعة لدارس التعليم المفتوح المتصف بخصائص ووضعية وظروف مختلفة جداً، ولقد نجح المعهد إيما نجاح في ابتكار وتصميم وتوفير تقنيات تناسب أكثر البرامج التعليمية تعقيداً في تناولها من على البعد، فقد طور المعهد الحقائب والرزم التعليمية، والمعينات المصغرة مثل معامل التعلم الذاتي (Portable – Labs)، وصناديق الاستكشاف (Kits)، والموتورات الصغيرة، والحواسيب المصغرة... الخ ولا يزال المركز يواصل تقدمه وابتكاراته فقد انتقل إلى التقنيات المتقدمة التي تتمثل في وسائط الحاسوب التي تتيح التجارب الافتراضية، والواقع الأفتراضي من خلال برامج المحاكاة Simulation. وأهم ما يقوم به المركز هو (التقويم وضبط الجودة) لكل الفعاليات ذات العلاقة بالتعليم مما يتمخض عنه:
1.    تطوير توظيف التقنيات المتوفرة توظيفاً فعالاً بما يحقق الأهداف على الوجه الأمثل.
2.    والتوظيف مصطلح له أبعاد ووجوه متعددة، فقد تتوافر للجامعة تقنيات كثيرة وعلى مستوى من الحداثة بمكان، وكل هذه مزايا لا غنى عنها، لكن التوظيف يعني إتقان الاستخدام والتطويع للتقنية في خدمة الأهداف التعليمية المرجوة من الدارس في المقام الأول، التوظيف لكي يكون فعالاً ينبغي أن يشمل الآتي:
3.    الدارس وقدراته المعرفية والمهارية واتجاهاته نحو التقنية؛ فإذا كانت أياً من المجالات المذكورة منقوصة، فلن يتأتي للدارس التوظيف الفعَّال.
4.    الجامعة أو المؤسسة ومركز تكنولوجيا التعليم والقائمون عليه، حتى نخلص إلى حصيلة دقيقة عن:
5.    إمكانات الجامعة المادية والبشرية قبل اختيار او انتاج الوسيلة الأنسب.
6.    وإمكانية المراقبة والمتابعة عالية الجودة اثناء التوظيف.
7.    متابعة التقويم بعد التنفيذ للاستفادة من تطوير التقنية تطويراً مستمراً في كل أبعادها.
        يقول مالك: "إن وجود كيان مسؤول عن توظيف تكنولوجيا التعليم أمر أساسي ومسلم به لأي مؤسسة تقدم التعليم المفتوح" مالك (282: 2000) ويقول أيضاً: " إن تكنولوجيا التعليم لها دور كبير في تنفيذ برامج التعليم المفتوح وتحقيق أهدافها يتوقف على حسن توظيفها لتكنولوجيا التعليم" مالك (38: 2000).
        وأخيراًً تجدر الإشارة إلى أن مركز تكنولوجيا التعليم يمثل ميداناً استثمارياً واسعاً خاصة في ظل اقتصاديات التعليم واقتصاديات المعرفة، وفي ظل الجامعات المفتوحة التي تعتبر مشروعاً استثمارياً ضخماً، فالتعليم في ظل النظريات الحديثة من أنجح مجالات الاستثمار وأعظمها وأسرعها عائداً بل إن عوائده لا تقدر بثمن فهو تنمية للثروة البشرية في المقام الأول، ولابد للتعليم من مقومات يرتكز عليها ليؤدي دوره كاملاً ويتقدم فيه باضطراد، والمقوم الجوهري هو توفير راس المال، فالمراكز تضطلع بإنتاج البرامج والوسائط للجامعة ولغيرها من الجامعات وللمؤسسات والمراحل التعليمية المختلفة، وقد تقوم بتدريب الكوادر المختلفة على توظيف التقنيات، وقد تعين بعض الجامعات التي تعاني من نقص في موارد التدريس كماً وكيفاً وفي بث محاضرات على الأثير، وقد تساعد على حل صعوبات التعلم من خلال دارئرةالبحوث العلمية، وقد تقدم الاستشارات للبُحاث والدارسين وتقدم لهم المصادر التقليدية وغير التقليدية من الخدمات التي تدر عائداً ضخماً يسهم في التطوير والسير قدماً في تحقيق طوحات وآمال الجامعة على الواقع.
1.    9 أساسيات استخدام الوسائل الاتصال التعليمية
إن وسائل الاتصال التعليمية لها اساسيات معينة عند استخدامها في العملية التعليمية. و تتمثل تلك الأساسيات في شرف الدين والشاعر (41- 35: 1983)
1-   تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة
وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الاهداف بشكل دقيق قابل للقياس ومعرفة أيضاً بمستويات الأهداف: العقلي، الحركي، الانفعالي … الخ. وقدرة المستخدم على تحديد هذه الاهداف يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق هذا الهدف أو ذلك.
2- معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها
 ونقصد بالفئة المستهدفة التلاميذ، والمستخدم للوسائل التعليمية عليه أن يكون عارفاً للمستوى العمري والذكائي والمعرفي وحاجات المتعلمين حتى يضمن الاستخدام الفعّال للوسيلة.
3- معرفة بالمنهج المدرسي ومدى ارتباط هذه الوسيلة وتكاملها من المنهج
 مفهوم المنهج الحديث لا يعني المادة او المحتوى في الكتاب المدرسي بل تشمل: الأهداف والمحتوى، طريقة التدريس والتقويم، ومعنى ذلك أن المستخدم للوسيلة التعليمية عليه الالمام الجيّد بالاهداف ومحتوى المادة الدراسية وطريقة التدريس وطريقة التقويم حتى يتسنى له الأنسب والأفضل للوسيلة فقد يتطلب الامر استخدام وسيلة جماهيرية أو وسيلة فردية.
4- تجربة وسيلة الاتصال قبل استخدامها
 والمعلم المستخدم هو المعني بتجريب الوسيلة قبل الاستخدام وهذا يساعده على اتخاذ القرار المناسب بشأن استخدام وتحديد الوقت المناسب لعرضها وكذلك المكان المناسب، كما أنه يحفظ نفسه من مفاجآت غير سارة قد تحدث كأن يعرض فيلماً غير الفيلم المطلوب أو ان يكون جهاز العرض غير صالح للعمل، أو أن يكون وصف الوسيلة في الدليل غير مطابق لمحتواها ذلك مما يسبب إحراجاً للمدّرس وفوضى بين التلاميذ.
5- تهيئة أذهان التلاميذ لاستقبال محتوى الرسالة
 ومن الأساليب المستخدمة في تهيئة أذهان التلاميذ:
أ‌.       توجيه مجموعة من الاسئلة إلى الدارسين تحثهم على متابعة الوسيلة.
ب‌.  تلخيص لمحتوى الوسيلة مع التنبيه إلى نقاط هامة لم يتعرض لها التلخيص.
ت‌.  تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلّها.
6- تهيئة الجو المناسب لاستخدام وسيلة الاتصال
 ويشمل ذلك جميع الظروف الطبيعية للمكان الذي ستستخدم فيه الوسيلة مثل: الإضاءة، التهوية، توفير الاجهزة، الاستخدام في الوقت المناسب من الدرس. فإذا لم ينجح المستخدم للوسيلة في تهيئة الجو المناسب فإن من المؤكد الاخفاق في الحصول على نتائج المرغوب فيها.
7- تقويم وسيلة الاتصال
 ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من أجلها. ويكون التقويم عادة بأداة لقياس تحصيل الدارسين بعد استخدام الوسيلة، أو معرفة اتجاهات الدارسين وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية. وعند التقويم على المعّلم أن مسافة تقويم يذكر فيها عنوان الوسيلة ونوعها ومصادرها والوقت الذي استغرقته وملخصاً لما احتوته من مادة تعليمية ورأيه في مدى مناسبتها للدارسين والمنهاج وتحقيق الاهداف.
8- متابعة وسيلة الاتصال
 والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها الدارس بعد استخدام الوسيلة لأحداث مزيد من التفاعل بين الدارسين.
ثانيا: التعليم عن بُعد
 إن مهمة هذا الجزء من البحث تمكن في تسليط الضوؤ على هذا النمط من التعليم. Ramanujam P.(2002: 19) يعتبر التعليم عن بعد تطورا تجديديا في المجال التربوي، حيث تستخدم التقنيات الحديثة فيه لتيسير التعلم دون الالتزام بمحددات الزمان و المكان. إنه عملية تعليمية تجري دون الحاجة لوجود المعلم و المتعم في نفس المكان. و أطلق عليه ايضا في كثير من الأدبيات التعليم المفتوح. و سمي مفتوحاً لأنّه يتيح فرص متابعة الدراسة والتعلّم لكل راغب فيه وقادر عليه عقلياً وعلمياً ومعرفياً، بغض النظر عن سنِه ومكان إقامته ومدى تفرُغه للدراسة المنتظمة، وعن قدرته على حضور الدروس والمحاضرات ومشاغل العمل، في حرم الجامعة، وعن سرعته وأسلوبه في التعلّم. ولا تشترط مؤسسات التعليم المفتوح التفرُغ للدراسة ومتابعة التحصيل ولا الانتظام في الحضور اليومي إلى الجامعة. ولكنها تشترط ما يلي:
القدرة على الاستمرار في التعلّم.
القدرة على الاستفادة من جلسات التعليم المباشر عند حدوثها (وهي تشكل حالياً 25% تقريباًً) من الوقت المخصص لكل مقرر.
تنفيذ الواجبات والأنشطة التي تتطلبها الدراسة.
اجتياز الاختبارات والامتحانات التي تنظمها الجامعة.
يرتبط مفهوما التعليم المفتوح (Open Education) ومفهوم التعلّم عن بعد (Distance Learning) في أغلب الأحيان معاً. لأن معظم المؤسسات التربوية التي تتخذ نمط نظام التعليم المفتوح في مبادئها وسياساتها تستخدم التعلم عن بعد في أساليب وطرق تعليمها وتدريسها. فما المقصود بالتعلّم عن بعد؟ هناك عدّة تعريفات للتعلم عن بعد، و من أبرزها ما يلي:
تعرف منظمة اليونسكو (1996: 8) التعلّم عن بعد على أنه: التعليم والتعلّم الذي يعبر عن جملة من الخدمات والوسائط البريدية والإذاعية والتلفازية والمحوسبة والهاتفية والصحفية، مع نسبة محدودة ومحددة من التعليم المباشر وجهاً لوجه بين المدرس والدارس. ويجري إيصال التعليم بصورة أساسية، عبر وسائط من المواد التعليميّة المطبوعة المعدة خصيصاً لهذه الغاية والمدعمة بالوسائط السمعية والبصرية.
و يتضح من التعريف السابق أنّ هذا النظام التعليمي يعمل على نقل التعليم إلى الطالب في موقع إقامته أو عمله بدلاً من انتقال الطالب إلى مؤسسة التعليم ذاتها. وبذلك، يمكن للطالب أنْ يزاوج، إنْ رغب، بين التعلّم وبين العمل، وأنْ يكيّف برنامجه الدراسي وسرعة التقدم في المادة الدراسية المقررة بما يتفق مع أوضاعه وظروفه. والتعلّم عن بعد قد يكون:
متزامناً (Synchronous) أي يستخدم وسائط التفاعل المباشر بين المدرس والدارسين. أو غير متزامن (Asynchronous) أي يجري فيه التفاعل بين المدرس والدارسين بصورة غير مباشرة؛ أي بوساطة الحاسوب والفيديو وتبادل الرسائل الصوتية المسجلة،أو عبر البريد والفاكس والبريد الإلكتروني.
في نظم التعليم التقليدية ينتقل الطالب إلى المؤسّسة التعليمية للاستماع إلى المحاضرات بصورة مباشرة ومنتظمة؛ ولا يتم ذلك في نظام التعليم المفتوح إلاّ في حدود ضيّقة تفرضها الظروف. يتسم نظام التعلّم عن بعد بأنه أكثر مرونة؛ حيث يستطيع طلبة الجامعة العربية المفتوحة مثلا اختيار البرامج كل حسب قدرته على التعلّم واهتماماته وظروف حياته وعمله من دون أية شروط مسبقة تتصل بالفترة الزمنية المسموح بها للانتهاء من البرنامج. أمّا نظم التعليم التقليدية فهي تشترط الحضور، وتلزم الطلبة ببرامج جاهزة ينبغي الانتهاء منها في فترة زمنية محددة؛ أضف إلى ذلك أنها لا تراعي التباين بين الطلبة من حيث القدرات والاهتمامات فيما تستخدمه من وسائط التعلّم وطرائقه ومواعيده.
تمتاز نظم التعلّم عن بعد، بأنّها توظف وسائط عديدة لنقل الفرص التعلّمية إلى مكان وجود المتعلم، إضافة إلى توفير فرص الالتقاء المباشر المتمثل في اللقاءات الفردية والجماعية والمحادثة الإلكترونية والمؤتمرات الإلكترونية. وفي المقابل نجد نظم التعلّم التقليدية مقيدة بالتفاعل المباشر والاستخدام المحدود للتقانات الحديثة.
تلعب الجامعة في إطار نظم التعلّم عن بعد دوراً مهماً في عملية تطوير المواد التعليميّة، حيث يتم إعدادها بصورة تنسجم مع أهدافها وغاياتها من جهة، كما تنسجم مع خصائص المتعلم وسماته وظروفه. يلاحظ من التعريفات السابقة للتعليم عن بُعد أنها تشترك في: البُعد الجغرافي بين المعلم والمتعلمين، وضرورة وجود وسائط لنقل المعلومات مثل المواد المطبوعة، والإذاعة والتلفزيون، والحاسب الآلي، ولإنترنت، وكذلك الاهتمام بالاتصال بين المعلم والمتعلمين رغم البُعد الجغرافي بينهم والاستفادة من التقنيات الحديثة في ذلك، وتوفير الدعم والمساعدة للمتعلمين وتوجيههم. وبمزيد من التأمل في النقاط المشتركة في تعريفات التعليم عن بُعد نجد أن هناك تدرج منطقي بين هذه النقاط فالبعد الجغرافي بين المعلم والمتعلم يُوجب وجود وسائط لنقل المعلومات بين الطرفين، وتطوّر تقنيات التعليم ووسائل الاتصال سّهل عملية التواصل بين المعلم والمتعلمين و أتاح للمعلمين فرصة دعم ومساعدة المتعلمين وتوجيههم.
2.    1 التطور التاريخي لنظام التعلّم عن بعد
يرى Sharma S. (2001: 24- 40)أن نظام التعلّم عن بعد من الأنظمة التعليميّة القديمة، إلا أنه عُرِفَ من خلال أشكاله المتعددة، واستخدمت في تسميته مصطلحات عديدة، ومنها:
الدراسة المنزلية Home Study
الدراسة المستقلة Independent Study
الدراسات الخارجية External Studies
التعليم بالمراسلة Correspondence Study or Education
التعليم الموزّع Distributed Learning.
ويشير التطور التاريخي إلى أنّ نظام التعلّم عن بعد قد مر بمراحل تطور مختلفة كانت حصيلتها بروز الجيل الأول من أنماط التعليم عن بعد، ومنها: التعليم بالمراسلة، والتعليم بالانتساب، ثم بروز الجيل الثاني من أنماط التعليم التي توظف الوسائط المتعددة ومنها الوسائط المطبوعة والمتلفزة؛ أما الجيل الثالث فقد عمل على توظيف التقانات الحديثة، وأفاد كثيراً من التطورات التي طرأت على التقانات الرقمية، وتعد الأنظمة المذكورة أدناه هي أكثر أنواع التعلّم عن بعد شيوعاً: نظام التعليم بالمراسلة و نظام التعليم بالانتساب والتعليم المفتوح.
2. 2 أثر التغيرات المعاصرة في مجال الاتصالات على أنماط التعليم والتعلّم
       شهدت نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحالي تطورات كبيرة في مجال الاتصالات، ومن ضمنها شبكات الحواسيب والتواصل بوساطة الأقمار الصناعية ومحطات التلفزة الفضائية. وأثرت هذه التحولات العميقة في طرائق انتقال المعرفة والمعلومات خلال وسائط التواصل المتاحة في المجتمع. كما أنّها أثرت في مضمون المواد التعليميّة وأساليب عرضها؛ حيث لم تعد الكلمة المكتوبة هي السبيل الوحيد لانتقال المعرفة. وقد تزامنت هذه التطورات مع التوجهات التربوية الحديثة التي دفعت ميدان التربية باتجاه التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد، بهدف توظيف هذه التقنيات في تطوير منظومة التربية والتعليم من ناحية وزيادة فرص التعلّم التي تواكب التغيرات التي طرأت على حياة الدارس من ناحية أخرى. وباتت الأقمار الصناعية وشبكات الحاسوب في خدمة الدارس، واستطاعت أنْ تشكل إضافة نوعية إلى جملة الوسائط الأخرى التي خدمت منظومة التربية والتعليم.
وفي إطار التفاعل النشط بين التقنيات الحديثة والتوجهات التربوية الجديدة نشأت المؤسسات التربوية الافتراضية، مثل: بطاز و الفقهاء(2004: 76-86)
الصفوف التخيلية (Virtual Classroom) و المكتبات التخيّليّة (Virtual Library) و المواقع الإلكترونية التي توفر المواد التعليميّة المحوسبة.
وان التغير الذي حصل في مجال التواصل، ومن ثم التعلّم، تجاوز بكثير تنوع سبل الاتصال وتكاثرها أو تعاظم حجم المعلومات المتاحة، إلى تغير نوعي ينطوي، من بين ما ينطوي عليه، على الانتقال إلى نمط جديد في الاتصال يتسم بتعدد وسائطه وتزامنها وبالتفاعل الحي بين مصادر المعلومات أو المعرفة، وبقدر أكثر من المشاركة بين المتعلم والوسيلة، في عملية التعلّم.
وهذا ما يحققه التعلّم عن بعد باستخدامه وسائط التعلّم المتنوعة والدمج بينها بشكل وظيفي تكاملي يحقق تعلماً تشاركياً تفاعلياً لا يقل قوة وربما يزيد عن قوة التعلّم التقليدي الذي تقدمه مؤسسات التعليم والتدريب المقيمة.
في ضوء ما تقدم نخلص إلى القول: لقد ساعدت التقنيات الحديثة على إثراء التربية والتعليم، وانعكست بإيجابياتها على تنوع المحتوى وعمقه وطبيعة التفاعل مع المتعلم وهذا بدوره انعكس على نتائج التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد.
        التعليم عن بُعد نمط من أنماط التعليم معمول به على نطاق واسع " ففي عام 2001 م أطلقت جامعة بكين موقعاً لبوابة تعليمية لخدمة مليون طالب جامعيّ، كما أن هناك العشرات من الجامعات والمعاهد الرائدة في أستراليا وكندا تعتمد الآن برامج التعليم عن بُعد، وفي بريطانيا تقوم العديد من الجامعات بوضع اللمسات النهائية لتأسيس جامعة افتراضية تقدم جميع برامجها بصورة إلكترونية للطلاب داخل وخارج بريطانيا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية بادر عدد كبير من الجامعات بتقديم فرص التعليم عن بُعد بشكل منفرد مثل جامعة تكساس أو على شكل اتحادات تعرض برنامجاً مشتركاً مثل مجمع كاليفورنيا الإفتراضيّ وجامعة ولاية كونيكتكت ومجمع إلينوي الإفتراضيّ " حمدان و العبيدي (50- 72: 2007)، والتعليم عن بُعد معمول به جزئياً في بعض البلاد العربية بتقديم بعض المقررات عن بُعد كما هو الحال في جامعة الكويت و جامعة جوبا.
        وأثبتت دراسة استطلاعية عن واقع التعليم عن بُعد بجامعات ومؤسسات التعليم العالي أن معظم الجامعات الخليجية تخطط للأخذ بنظام التعليم عن بُعد، والسبب واضح هو أن هذا النظام أصبح منتشراً وبسرعة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ليس في الدول المتقدمة فحسب بل حتى جامعات الدول النامية تحاول جادة الاستفادة من ايجابيات هذا النظام.
2.    3.  أنماط التعليم عن بُعد
تتطوّر أنماط التعليم عن بُعد وتتعاقب أجياله بتطور وسائط نقل المعلومات المستخدمة فيه كما يوضح ذلك الجدول التالي: عليان و الدبس (2003: 311- 362يل الأول

الجيل الثاني
الجيل الثالث
الجيل الرابع
التعليم بالمراسلة عن طريق المطبوعات
التعليم باستخدام الوسائط التعليمية التالية:
المطبوعات
الوسائل السمعية
الوسائل البصرية
الوسائل السمعية بصرية
برامج الحاسوب

وامتاز هذا الجيل بالتواصل بين المعلم والمتعلمين سمعياً، وكتابياً، وبث المادة حيّة عن طريق البث الإذاعي أو البث التلفزيوني
واستخدم في هذا الجيل الأقراص المدمجة، والمكتبات الالكترونية، والوسائط المتعددة، والإنترنت كمصدر للمعلومات أولنقلها وتبادلها
يلاحظ من الجدول السابق أن الجيل الرابع من أنماط التعليم عن بُعد يتمتع بأفضل مواصفات لتقنيات التواصل المستخدمة للتعليم عن بُعد، ويلاحظ أيضاً " أن التعليم عن بُعد ليس جديداً، لكن الجديد هو المفهوم الإلكتروني للتعلم عن بُعد electronic distance learning (EDL)". "وقد أثر ظهور التقنيات الحديثة وخاصة الحاسب الآلي في استخدام بعض المصطلحات التي قد تعبر عن التعليم عن بُعد، من هذه المصطلحات: التعليم المفتوح open learning، والتعلم عن بُعد tele- learning، والفصل الالكتروني الافتراضي virtual electronic classroom، والتعليم الالكتروني. e-learning.
ثالثا. جامعة السودان المفتوحة
 امتداداً لثورة التعليم العالي، و زيادةً في محتوى مواعينها بما يناسب الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و العلمية لطالبي التعليم العالي، و رغبةً في تحرير التعليم العالي من كافة القيود الزمانية و المكانية كان لا بد من توفير هذا النوع من التعليم المفتوح و ذلك للمميزات العديدة التي لاتتوافر في غيره من نظم التعليم، وتكاملاً مع الدور الذي يقدمه التعليم المقيم فقد أصدر مجلس الوزراء الموقر قراره رقم (164) في أبريل 2002م الموافق 2 صفر 1423هـ بإجازة مشروع جامعة السودان المفتوحة، ثم تلى ذلك إجازة قانون الجامعة من قبل المجلس الوطني في جلسته رقم (11) من دورة الإنعقاد السابع بتاريخ 9 ربيع أول 1425ه الموافق 28 أبريل 2004م و في نفس العام تمت إجازة مشروع الهيكل التنظيمى للجامعة الذي جاء مطابقاً لكثير مما ورد في قانون الجامعة المجاز لسنة 2004م والذي يتكون من تسع إدارات وأمانات، ثم بدأت الجامعة في إستكمال هيكلها باستيعاب ما تحتاجه من القوى العاملة كماً ونوعاً، وبوضع النظم السياسية واللوائح التي تحقق الإستقرار الوظيفي. (مطبق تعريفي بالجامعة المفتوحة، 2003).
3. 1 رؤية الجامعــة
تتمثل رؤية الجامعة في شعار "التعليم للجميع. "
3. 2 رسالة الجامعــة
1.     تأكيد هوية الأمة وتأصيلها من خلال المناهج التي تقرها وتطبقها الجامعة.
2.     غرس عادات تعليمية وسلوكية جديدة تنمي قيم الإعتماد على النفس والتعليم الذاتي والمستمر، وتنمية مواهب الإنسان وملكاته الذهنية والنفسية والبدنية والجمالية والإبداعية، وقيمه الأخلاقية والروحية.
3.     تحقيق مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية والمساواة بين المواطنين دون تمييز، وذلك عن طريق توسيع فرص التعليم العالي والتدريب للفئات التي فاتتها هذه الفرص، وتوفير فرص المزاوجة بين التعليم والعمل.
4.     إشاعة التعليم المستمر والتعليم المجتمعي.
5.     تأهيل وإعداد القوى البشرية المدربة والقادرة لمقابلة احتياجات التنمية.
6.     الإسهام في تطوير وتجويد نوعية التعليم باستخدام الوسائط التقنية الحديثة المتعددة.
7.     إرساء التعاون التعليمي والثقافي مع المؤسسات التعليمية محلياً وإقليميا وعالمياً.
8.     المساهمة في التنوير والتثقيف.
3. 3 أهداف جامعة السودان المفتوحة
1.     توسيع فرص التعليم العالي والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد عليه بتنويع البرامج الأكاديمية وتوفير إمكانية الوصول إليها.
2.     تعويض الفرصة لمن فاتهم الإلتحاق بالتعليم العالي لظروف إجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية.
3.     توفير فرص التدريب والتعليم المستمر أثناء الخدمة للمنخرطين في سوق العمل، وفقاً لاحتياجات التنمية المهنية، ولتطوير الكفايات ورفع مستوى الأداء والإنتاج بينهم.
4.     توفير التعليم للدارسين في أماكن إقامتهم.
5.     تطوير مشاركة المجتمع بفئاته المختلفة لأجل التنمية المحلية.
6.     تهيئة البيئة المناسبة للدراسات الجامعية العليا والبحث العلمي المرتبط بحاجات المجتمع المختلفة.
7.     توطين التقنية الحديثة وحسن استخدامها في التوصيل الفعال للبرامج الأكاديمية.
8.     توطيد التعاون بين نظامي التعليم الجامعي التقليدي والمفتوح لتسهيل حراك الدارسين بين المؤسسات التعليمية المختلفة.
9.     توثيق الصلة بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة لتلبية احتياجاتها من تخطيط برامجها ومناهجها وفي تقديم الإستشارات العلمية والفنية لها.
10.        تأصيل العلوم والتأكيد على مكان اللغتين العربية والإنجليزية والإهتمام باللغات الأخرى وبالترجمة.
11. الإهتمام بالتوثيق التراثي والوجداني والبيئي.. (مطبق تعريفي بالجامعة المفتوحة، 2003).
3. 4 الفئات الإجتماعية المستهدفة
تعمل جامعة السودان المفتوحة على توفير فرص واسعة ومفتوحة لفئات مختلفة من طالبي التعليم الجامعي بالإضافة إلى خريجي المرحلة الثانوية الذين لا يمكن للجامعات المقيمة أن تستوعبهم. تتيح الجامعة فرصاً واسعة لإستيعاب الفئات الآتية:
         أ‌-         العاملين في قطاع الخدمات الفنية والإدارية والعسكرية الذين لا يستطيعون ترك مسئولياتهم ولا التقيد بنظام الجامعة التقليدية، ويرغبون في دعم اختصاصاتهم أو إضافة مؤهلات أخرى إلى مؤهلاتهم القائمة.
      ب‌-      فئات مجتمعية يكون موقعها الجغرافي بعيداً عن أماكن تواجد الجامعات، وتلزمها المهام الإسرية والإجتماعية بالبقاء في مواقعها.
      ت‌-      النساء اللواتي لا يساعدهن وضعهن الإجتماعي والثقافي من التعليم الجامعي، وكذلك ربات البيوت اللواتي يصعب عليهن ترك مسؤولياتهن في تربية الأطفال والقيام بمسؤوليات البيت.
      ث‌-      العاملين في مضمار التدريس والتعليم من ذوي الإختصاصات العلمية البحتة الذين يرغبون في رفع مؤهلاتهم إلى المستوى الجامعي (معلمي مرحلة الإساس).
       ج‌-       المغتربين الذين تحول قوانين البلدان التي يقيمون فيها دون الحصول على تعليم جامعي، أو الذين يرغبون في الحصول على التعليم الجامعي المطبق في السودان.
3. 5. نظام الدراسة
    انتهجت جامعة السودان المفتوحة النظام الفصلي القائم على نظام الساعات المعتمدة، حيث يجلس الطلاب للإمتحان نهاية كل فصل دراسي وينتقلون إلى الفصل الدراسي التالي بعد استيفاء النجاح. وتتكون الخطة الدراسية لكل برنامج من مقررات موزعة على النحو الآتي:
 مطلوبات الجامعة: وهي مقررات إجبارية لكل الدارسين.
 مطلوبات كل برنامج دراسي: هي مقررات إجبارية لكل الدارسين في البرنامج.
 مقررات تخصصية.
 مقررات اختيارية.
 مشروع يقدم قبل نهاية الفصل/ العام الدراسي (إذا كان مطلوباً).
 يشمل العام الدراسي للجامعة فصلين دراسيين، ويستمر الفصل الدراسي خمسة عشر أسبوعاً، ويتراوح المطلوب الدراسي الفصلي العادي من 16-22 ساعة معتمدة في الفصل الدراسي، ويتم تقويم عمل الطلاب في كل مقرر بصورة مستمرة، تبدأ من بداية الفصل الدراسي عن طريق: الاختبارات الدورية، والتقارير، وحلقات النقاش، والواجبات، والمشاريع، وتنتهي بإجراء الامتحانات الفصلية أو النهائية التي يعدها أعضاء هيئة التدريس بمركز الجامعة الرئيسي، وترسل إلى مراكز الجامعة المتعددة لتعقد في وقت واحد على أن يتم التصحيح بإشراف المركز الرئيسي للجامعة.
3. 6 المواد التعليمية
 المواد التعليمية المطبوعة
 هي مجموعة من المقررات التي أعدت خصيصاً لجامعة السودان المفتوحة، وتشمل: الكتاب المقرر ومواد قرائية مساعدة، تساعد الطالب على اختبار مدى استيعابه للمادة، بالإضافة إلى تجهيزات خاصة بالتدريب العملي.
المواد العلمية السمعية و السمعيبصرية
تشمل برامج إذاعية وتلفزيونية بالإضافة إلى شرائط سمعية وسمعيبصرية.
المواد الحاسوبية
تمكّّن الطالب من تطبيق البرامج المرافقة للمواد التعليمية، وتشمل المواد المعدة على الأقراص الحاسوبية، بالإضافة إلى المواد التي تبث عبر شبكة الإتصالات الدولية (الإنترنت).
3. 7 وسائل التعليم
 البث المسموع والسمعبصري في إتجاه واحد ويشمل البث الإذاعي و التلفزيوني.
 شبكة الإتصالات الدولية (الإنترنت والبريد الإلكتروني) التي تمكّّن الطلاب من الإطلاع على المواد التعليمية باستخدام الحواسيب الشخصية، والإتصال فيما بينهم أو بينهم وبين الجامعة عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.
المراكز الدراسية
قامت الجامعة بفتح عدد(23)ثلاث وعشرين منطقةً تعليمية تقع في (19) تسعة عشر ولاية من ولايات السودان، في كل منطقة تعليمية يوجد عدد من المراكز، تعمل على تزويد الطلاب بالمواد التعليمية المطبوعة والسمعية والسمعيبصرية وإتاحة اللقاءات الصفية التي تتم تحت إشراف مشرفين أكاديميين، بالإضافة إلى الإستفادة من البنية التحتية الحاسوبــية والشبكية الموجودة في المناطق التعليمية ومراكزها. وستتسع بإذن الله تعإلى دائرة المناطق التعليمية ومراكزها الدراسية لتشمل كافة ولايات السودان وخارجه.
الدراسة المقيمة
سوف يستفيد طلاب الجامعة من التسهيلات التي ستوفرها الجامعات القائمة من حيث استخدام المباني والتجهيزات والمعامل والمكتبات وغيرها وفق إتفاقيات خاصة بين الجامعة وتلك الجامعات.
3. 8 شروط القبول
تتميز جامعة السودان المفتوحة بمرونة شروط القبول بها وفقا للضوابط الآتية:
 استيفاء شروط القبول العامة بالحصول على الشهادة السودانية أو ما يعادلها.
 استيفاء شروط القبول الخاصة بالبرنامج الدراسي المعين.
 قبول الطلاب الناضجين:
 تقوم الجامعة بقبول الطلاب الناضجين بنسبة أكبر من بقية الجامعات، وذلك بعد استيفاء الشروط التي حددتها لائحة قبول الناضجين.
الهيكل التنظيمي للجامعة(منشورات جامعة السودان المفتوحة،2007: 16).