الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

ستخدام الحاسوب في التعليم لماذا تستخدم تقنيات الحاسوب في التربية؟



استخدام الحاسوب في التعليم
لماذا تستخدم تقنيات الحاسوب في التربية؟
إعداد: دزكتورة صفاء عباس عبد العزيز
مبحث ماجستير تربية - مناهج وطرق تدريس2010م
       منذ بضع سنوات سابقة لم تكن أجهزة الحاسوب موصولة مع الشبكة في المدارس الأمريكية العادية. واليوم فإن المؤسسات التعليمية تعمل على تركيب شبكات ذات سرعات عالية لربط المناطق التعليمية مع المدارس. وبفعل هذا فإن المدارس من مرحلة الرياض إلى نهاية المرحلة الثانوية ستحصل على فوائد مهمة، إحدى الفوائد من استخدام الشبكات أنها تتيح الفرصة للإداريين والمعلمين والطلبة المشاركة في أجهزة الحاسوب والبرمجيات وفي مصادر البيانات المتوافرة في الجامعة وفي المنطقة التعليمية. وعلى سبيل المثال فإن  الإداريين يستطيعون المحافظة على ملفات الطلبة والمعلومات الخاصة بهم بسرية في الموقع الرئيس. كما أن الإداريين والمعلمين والذين لديهم الحاجة للحصول على معلومات عن الطلبة فإنهم يستطيعون الدخول على الشبكة والحصول على معلومات مختلفة من قاعدة البيانات من أي جهاز داخل الجامعة متصل مع الشبكة.
       على أية حال إن من أهم فوائد استخدام شبكات الحواسيب المدرسية أن الإداريين والمعلمين والطلبة يستطيعون بسهولة وسرعة الحصول على الحد غير المحدود من المصادر التربوية المتوافرة على الإنترنت، وكذلك الاتصال مع التربويين الآخرين والطلبة في جميع أنحاء العالم، وبإختصار فإن الشبكات تعمل على دعم مواقف التعليم والتعلم بإمكانات لا حد لها. وبدون سؤال فإن الإنترنت والشبكات لمدارس اليوم سيكون لها تأثير كبير جداً على الجيل القادم من المعلمين والطلبة.(مصباح الحاج وآخرون، مرجع سابق،82).
من هنا على وزارات التربية والتعليم في الدول العربية تلبية متطلبات المرحلة المقبلة من خلال آليات محددة لعل من أهمها ما يلي:
- مراجعة شاملة للمناهج بالتركيز على تكنولوجيا التعليم.
- إعداد وثيقة لتحديد الكفايات المتوقعة ومستويات الإتقان من كل صف ومبحث (National Standards) تكون شاملة لكل صف ولكل مبحث دراسي.
- وضع نظام لمراقبة تعليم الطلبة ومستوى الإتقان، وتحدبث المناهج في ضوء هذا النظام بالتعاون مع المختصين في هذا المجال
(عياصرة، 2002، ص23).
في أي مجتمع يملك التربويون القدرة الكبيرة للمشاركة الإيجابية، ومثل هذه المشاركة هي التحدي للمعلمين على تقديم فرص تعليم وتعلم جديدة. وقد بدأ المربون  يدركون أنه يجب عليهم أن يدربوا قادة المستقبل ومواطنين صالحين للمجتمع ممن تلعب التكنولوجيا دوراً رئيسياً في مستقبلهم. واليوم يزود التربويون الطلبة بمهارات يحتاجونها للنجاح والتقدم في مجتمع غني بالتكنولوجيا. ولم يعد الآباء يحثون المدارس على استخدام التكنولوجيا في القاعات الدراسية بل بدأ الآباء يؤكدون عليها، وعندما تستخدم هذه التكنولوجيا بطريقة سليمة، فإنها ذات طاقة معززة لتحسين تحصيل الطلبة ومساعدتهم على تحقيق الأهداف التعليمية الخاصة.
       إن التكنولوجيا تستطيع دعم التعلم بطرائق مختلفة، وباستخدامها في القاعة الدراسية على سبيل المثال يمكن أن تكون ذات دافعية للتعلم. لقد وجد المعلمون باستخدام أجهزة الحاسوب الحديثة أو أي تكنولوجيا  ذات علاقة أنها تستطيع أن تجذب انتباه الطلبة.
الحواسيب تستطيع أن توفر الكثير من الطرائق المميزة والفعالة وفرص قوية للتعليم والتعلم. هذه الفرص تتضمن بناء المهارات التطبيقية وحل مشكلات حقيقية عالمية التعلم التفاعلي والتعلم الاستكشافي وربط المتعلمين بمصادر التعليم المختلفة.
الحواسيب تستطيع دعم الاتصال خارج جدران الصف الدراسي، مما يساعد المدارس والمجتمع ويوفر بيئة تعلم تعاونية لتطوير مهارات تفكير عالية وحل مشاكل معقدة. وكنموذج لهذه الأمثلة، تعمل الحواسيب عندما توضع بين أيدي المعلمين والمتعلمين على توفير فرص مميزة وفعالة وقوية لغرض مختلفة ومتنوعة من التعلم والتعليم. بعض المؤسسات التربوية والقيادات الوطنية والعالمية تدعم استخدام التكنولوجيا التربوية ومن هذه المؤسسات الدولية للتكنولوحيا التربوية الجمعية International Society for  ISTE Technology in Education – ISTE.
  (ISTE ) وهي عبارة عن مؤسسة نفعية تدعم الاستخدام الجيد للتكنولوجيا من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم. ويبلغ عدد أعضائها أكثر من 6000 عضو، وتحتوى على شبكة من أعضاء ذوي علاقة يزيدون على 40000 يكونون أدوات تطوير مجموعة من أساسيات مفاهيم ومهارات التكنولوجيا. كما أن ICATE المركز الوطني لاعتماد المعلم التربوي هو عبارة عن الهيئة الرسمية لإعتماد برامج إعداد المعلمين. وتلاحظ من خلال استخدامك لهذا البحث مواقع الإنترنت ذات العلاقة أن لديك صورة أوضح للمفاهيم والمهارات الموضوعة من قبل ISTE.(مصباح الحاج، ،2005، ص51).




الحاسوب و العملية التعليمية
    الحاسوب في التعليم(Computer Assisted Instruction (CAI))
    إن تقنية المعلومات في تطورها المعاصر، تمثل كما يعتقد جيتس ( gates  1999) حقبة غير مسبوقة في التاريخ البشري، حقبة تتميز بالإثارة والتحديات والفرص الحقيقية لتغير نمط الاتصال الإنساني كماً وكيفاً، حقبة أو رحلة كبرى بدأت لتوها، ويصف علي (1994م، ص74) القرية الإلكترونية التي رسمتها تقنية المعلومات وأحالت عالمنا إلى عالم يتميز بالشفافية الجغرافية، حيث فقد المكان سؤدده القديم وأصبح البعيد متاحاً في متناول أيدينا نشاهده ونحاوره ونتحسسه، نؤثر فيه ونتأثر به.
     من هنا يذكر الصالح (2003) أن مفاهيم (العصر المعلوماتي) و (طريق المعلومات فائق السرعة) و (المجتمعات الافتراضية) و (العالم الرقمي) و...إلخ لم تعد مجرد مصطلحات أوحدساً مستقبلياً، وإنما حقائق قائمة (حمدي،2003).
واستجابة لهذه التحديات وهذا الانفتاح العلمي الذي كسر العوائق، وسهل التواصل بين الشعوب، والتغير السريع الذي ظهر على جميع نواحي الحياة يجعل من الواجب على المؤسسات التعليمية الأخذ بوسائل التعليم الحديثة، لاسيما وقد أضاف التطور العلمي والتكنولوجي كثيراً من الوسائل التعليمية الجديدة التي يمكن الاستفادة منها في تهيئة مجالات الخبرة للمتعلمين؛ حتى يتم إعداد الفرد بدرجة عالية من الكفاءة تؤهله لمواجهة تحديات العصر(حمدان،2005م ص67).
     فهذا التوجه نحو حوسبة التعليم واستخدام التطبيقات التربوية للإنترنت في العملية التعليمية، بدأ بإنشاء الجامعة العربية في يوليو عام (2000م) لتخدم المراحل التعليمية قبل الجامعية بشكل عام، وكذلك افتتاح مقر للجامعة العربية المفتوحة, كما شهدت الجامعات الحكومية توجهاً تقنياً في إنهاء جميع الأعمال الإدارية؛ كالتسجيل ونشر النتائج وتبادل المعلومات (الجامعة العربية: www.Schoolarabia.net).    وهذا أسهم في زيادة الاتجاه نحو التعلم، وإتاحة الفرصة للفرد المتعلم لزيادة كفاءته ومهارته، فلم تقف ساعات العمل الصباحية والارتباطات الاجتماعية دون الحصول على شهادات علمية، أو الوقوف والاطلاع على آخر المستجدات العلمية في مختلف التخصصات, عن طريق مكاتب ومراكز ارتباط لهذه الجامعات، وتزويد المتعلم بطريقة الدخول إلى موقع الجامعة الإلكتروني، من أجل تلقي المادة العلمية في أي زمان ومكان يريد بشكل ذاتي. بحيث أصبح إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي، وغرس حب المعرفة وتحصيلها في هذا العصر، من الأهداف الرئيسة للمنهج الدراسي.
 وتركزت الممارسات التعليمية حول فردية المواقف التعليمية، وزادت درجة الحرية المعطاة للطلاب في مواقف التعلم، مع زيادة الخيارات والبدائل المتاحة أمامهم، وأسهمت المستحدثات التكنولوجية إسهاماً فعالاً في ظهور العديد من التطبيقات التربوية الأخرى مثل: التعلم بمساعدة الحاسوب والإنترنت بتطبيقاتها المتعددة، ومراكز مصادر التعلم وتكنولوجيا الوسائط المتعددة، والجامعات المفتوحة (علي، 1996م ص90).
     وقد علق بل جيتس (Bill Gates, 1998) المدير العام لشركة مايكروسوفت العالمية على تطبيقات الإنترنت في التعليم بقوله: "...فإن طريق المعلومات السريع سوف يساعد على رفع المقاييس التعليمية لكل فرد في الأجيال القادمة، وسوف يتيح – الطريق – لظهور طرائق جديدة للتدريس ومجالاً أوسع بكثير للاختيار... وسوف يمثل التعلم باستخدام الحاسوب نقطة الانطلاق نحو التعلم المستمر من الحاسوب... وسوف يقوم مدرسو المستقبل الجيدون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات عبر طريق المعلومات السريع فسيظل مطلوباً منهم أن يدركوا متى يختبرون، ومتى يعلقون، أو ينبهون، أو يثيرون الاهتمام".
      ويقول أوتو (Otto, 2000): كلما استخدمنا وسيلة تعلم أكثر انتشاراً فإن ذلك قد يضمن وصولها إلى كم أكبر من المتعلمين، إلا أنه لا يعني بالتبعية جودة تفاعل هذه الوسيلة مع هؤلاء المتعلمين. وهو بهذا يشير إلى أن جودة الوسيلة التعليمية لا تقاس فقط بسعة انتشارها، بل بقدرتها على التفاعل مع المتعلمين وتلبية حاجاتهم المختلفة. وقد طرح عدد من الكتاب تساؤلاً واحداً بصيغ مختلفة هو "لماذا الإنترنت في التعليم؟" وحاولوا الإجابة عنه.
     ويرى أيان (Ian, 1999) أن دور الإنترنت لا ينبغي أن يتوقف على كونها وسيلة بديلة لتقديم المقررات الحالية عن بعد. فعلى الرغم من قدرة الإنترنت على ذلك، إلا أن الغرض الأساسي منها ليس مجرد أن تكون وسيلة بديلة لتقديم المقررات الدراسية. وهو يحذر من هذه النظرة التي أدت في مجملها إلى جعل معظم المواقع التعليمية، لنظم تقديم المقررات الدراسية، أشبه ما تكون بامتداد لتكنولوجيا الكتاب؛ فهي تتضمن المحتوى نفسه، وربما أضافت إليه بعض تقنيات الوصول العشوائي والفهرسة لهذا المحتوى، دون تفاعل حقيقي مع الدارس.
     وتتفق ماريان (Marian, 1999) وزملاؤها مع الرأي السابق؛ حيث ترى أن التحول إلى الإنترنت ليس مجرد ترجمة لمحتوى المقرر التقليدي بشكل يسمح بطرحه على الإنترنت لأن الغرض الحقيقي من الإنترنت في العملية التربوية هو إعطاء المتعلم المزيد من التحكم في تعلمه، من حيث إمكانية وصوله إلى المعلومة اعتماداً على مبادرته الفردية وقدراته في البحث والوصول إلى المعلومة، وقد أدى ذلك إلى ضرورة وجود طريقة بديلة لتقديم المقررات.
ولما كان التعلم من خلال الإنترنت قد جاء برؤية جديدة للتعلم تنظر إلى ما وراء الكتاب المدرسي، أو أسلوب الإخبار والتلقين؛ فإنه قد اتسم بسمات عدّة ميزته عن باقي أشكال التعلم، فقد أشار كل من وليو وبها (Peha, 1995; Leu & Lue, 1997) إلى الجوانب الإيجابية الآتية في استخدام الإنترنت كأداة أساسية في التعليم.
·       إعطاء التعليم الصبغة العالمية، والخروج من الإطار المحلي.
·       تغيير نظم التدريس وطرقه التقليدية يساعد على إيجاد فصل مليء بالحيوية والنشاط.
·       سرعة التعليم، وبمعنى آخر فإن الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليدية.
·       الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات في أي قضية علمية.
·       سرعة الحصول على المعلومات.
·       وظيفة المعلم في الفصل الدراسي تصبح الموجه والمرشد، وليس الإلقاء والتلقين.
·       مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالمية – إن صح التعبير.
·       إيجاد فصول دون جدران.
·       تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب.
·       عدم التقيد بالساعات الدراسية؛ حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الإنترنت، ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان، وفي أي وقت.
فإدخال الإنترنت إلى التعليم يعتبر ضرورة لأطفال العصر الحاضر،الذين يجب إعدادهم لمجتمع الغد، مجتمع المعلومات. وأن استخدام الحاسوب في معظم مرافق الحياة المحيطة هو جرس الإنذار المبكر الذي ينبه رجال التربية إلى ضرورة تبنى تربويات الحاسوب، الذي يعد من أبرز معطيات التكنولوجيا الحديثة؛ لذا نجده قد اجتاح المجال التربوي، وأصبح استخدامه في مجال التعليم والتعلم، ضرورة لا بد منها
(الفار، 2001ص76)
 منذ ظهور الجيل الأول من الحاسوب في الأربعينات، تطورت المعلوميات بوتيرة مطّردة و اكتسحت تدريجيا معظم الميادين الفاعلة في المجتمع.
  وبعد ذلك، ساهم حلول وحدة المعالجة المصغرة Microprocesseur، في بداية السبعينات، من جهته تسارع أكثر لتنامي المعلوميات، التي منذ ذلك الحين، ما فتئت تتسرب، إلى حياتنا اليومية بحيث أصبحت حقيقة، يصعب أحيانا تقبلها، بعد أن كانت تكتسي طابع الأسطورة.
     من جهته، لم يكن تطور التطبيقات البيداغوجية(التديسية) للحاسوب A.P.O دائما مسايرا للتطور المذهل للمعلوميات. فالإستعمالات الأولى للحاسوب لأغراض تربوية طرأت في أواسط الستينيات بيد أن التطبيقات البيداغوجية للحاسوب، كفرع تربوي، لم تطرأ بشكل فعلي إلا بعد ظهور المعلوميات المصغرة micro-informatique سنة 1975م.
    وبموازاة مع هذه الثورة التكنولوجية، كان من نتائج البحث في ميداني علم النفس و البيداغوجيا (اصول التدريس) أن تبلور تجديد في الميدان التدريسي)، تمخضت عنه نظريات ومفاهيم جديدة حول التعليم و التعلم، كان من شأنها أن تحالفت مع نمو تكنولوجيات التواصل ممهدة لتطور إطار تربوي خاص بوسائل التدريس. يتعلق الأمر بالتكنولوجيا التربوية التي تستشف كمقاربة، الفائدة من التطورات المهمة لكل من علم النفس، علوم الإتصال و علوم التربية، كما تشكل الإطار المرجعي للتطبيقات التدريسية للحاسوب.
1- بدايات الحاسوب في مؤسسات التدريس:
أ- التدريس المبرمج
   يعتبر التدريس المبرمج، كحركة قائمة بذاتها، حديث و للتدقيق، نستطيع القول أنه ولد إثر مقالة لسكينر Sknner تحت عنوان "علم التعلم وفن التدريس" ( 1954 ) رغم أن سيدني بريسي Sidney Pressey يعتبر بحق أول من وضع قواعده سنة 1926.
     ويمكن تقديم التدريس المبرمج بمثابة تطبيق عملي لمجموعة ضوابط متعلقة بالتعلم، مرتكزة أساسا على ما عرف لدى السلوكيين الاشراط الإجرائي Le conditionnement oprérant ولقد لخصها سكينر في ما يلي:
     " يجب أن يكون كل مسار، لاكتساب مهارة في ميدان ما، مجزءا إلى عدد جد كبير من الخطى الصغيرة، كما يجب أن يكون الدعم ناجما عن إنجاز كل خطوة... بجعل كل خطوة أصغر ما أمكن ذلك، نرفع من وثيرة الدعم إلى درجة قصوى في حين، نقلص، أقصى ما يمكن، من النتائج العكسية المحتملة في حال ارتكاب الخطأ."
  وفي ما يلي تلخيص للقواعد المنظمة للتدريس المبرمج الواجب مراعاتها:
·       تحديد برنامج التدريس مسبقا.
·       أن تقدم العروض بوضوح.
·       عرض مقاطع التدريس بصفة منطقية في وحدات صغيرة.
·       أن تكون الأجوبة بشكل نشيط.
·       أن يكون رد الفعل Retroaction فوريا.
·       أن يحترم التدريس المبرمج الإيقاع الشخصي للمتعلم.
·       أن تقيم باستمرار أداءات Performances انتعلم
    وبهذا يكون التدريس المبرمج طريقة تدريسية تمكن من التعلم الفردي Individualisation التعلم وتلقين المعارف دون التدخل المباشر للمدرس. يتميز هذا التدريس بنمط خاص في تقديم المادة، بالتزامن مع إيقاع عمل كل فرد، بالمشاركة النشيطة و المدعمة للمتعلم و أخيرا بالتقييم الفوري لعمله.
     وكان لهذه الطريقة، التي نتجت عن تطور تاريخي للعديد من الأسماء المرموقة في علم النفس، أن أفرزت نظرة جديدة لتدبير العملية البيداغوجية باقتراح استعمال آلات التدريس.
ب.آلة التدريس
     قد يصعب، بالضبط، تحديد متى استعملت لأول مرة آلة التدريس في ميدان التربية، إلا أن المؤكد هو كون أصلها جد مرتبط بأصل التدريس المبرمج. فمنذ العام 1926، عرض بيرسي Bressey) (آلة بسيطة ذات وظيفة أساسية تتمثل في إجراء الروائز ووظيفة ثانوية للقيام بالتدريس. يتعلق الأمر بطبل مكتوبة عليه سلسلة أسئلة، ذات أجوبة مقترحة، ومعروضة من خلال نافذة صغيرة بالآلة. وحسب الوضع المعطى، من طرف المستعمل، لأحد المفاتيح تقوم الألة بإحدى وظيفتيها. و للإجابة عن الأسئلة، يقوم الطالب باستعمال أحد المفاتيح الأخرى، الأربعة، المخصصة لهذاالغرض.
     في وضع إجراء الروائز تكتفي الآلة بتسجيل الأجوبة الصحيحة وبعد كل محاولة تعرض السؤال الموالي، في وضع التدريس، يظل السؤال معروضا بنافذة الآلة طالما لم تحصل الإجابة الصحيحة.
     تعد آلة بيرسي Pressey في نفس مستوى الخمسينات و الستينات، بحيث نجد مبادئها معتمدة في آلتي سكينر Skinner و كراودر Crowder و الآلات المزامنة لهما. و إن كان هناك اختلاف بين كل هذه الآلات فهو منحصر في طبيعة تكوينها من جهة، كأن تستعمل الطبل، الورق الملفوف أو الأسطوانة، أو في نوع آخر المسار الذي تعتمده، من جهة، في تقديم الدرس فقد يكون خطيا أو متشعبا.
ج. التدريس المساعد بالحاسوب L'enseignement assisté pa) (Ordinateur
     يعد الحاسوب كحلقة مهمة في تطور التدريس المبرمج. و إذا كانت آلات بسيطة كآلات بيرسي و سكينز تستطيع التدريس، فإنه يجب أن يكون بمقدور الحاسوب التأقلم مع الخصائص الفردية للمتعلم، و ذلك باستعماله لوظائف التشعب    Branchement كما هو الحال في آلة كراودر Crowder.
     كانت شركة أي بي أم IBM سنة 1958، أول من برهن عن إمكانية استعمال الحاسوب كآلة للتدريس. و في الحقيقة، لم  تستعمل هذه التجربة الحاسوب كآلة للتدريس بقدر ما كانت تستعمله كوسيلة لمحاكاته Simulation، و ذلك لأن باحثي IBM كانوا يعتبرون فكرة تمكين الطلاب من الاتصال المباشر بالحاسوب، مجازفة و أمرا مستبعدا على المستوى الاقتصادي.
و لم يمنع هذا شركات أخرى من استمرار البحث لاختبار مدى إمكانية إدماج الحاسوب في عملية التدريس. و في نفس الفترة بدأت البحوث الجامعية في نفس المضمار، لكن بإمكانيات مادية أقل من الشركات.
      و لعل أول مجهود، جدير بالذكر، لوضع نسق (( للتدريس المعان بالحاسوب )) كان هو برنامج Programmed Logic for Automatic Teaching Operation المعروف ب PLATO و الذي ظهر سنة 1958 بجامعة إيلينوى Illinoi. وكانت أهدافه تتمحور حول تحديد على المستويين الاقتصادي و التدريسي. و أمكنت هذه التجربة من استنباط الخلاصات التالية:
·       يهتم تدريس المعاني بالحاسوب للطلاب من مختلف الأعمار و المستويات.
·       يسير هذا النوع من التدريس في اتجاه التفريد Individualisation في عديد من المواد.
وبعد هذه التجربة ظهرت مشاريع أخرى، إلا أنه و حتى ظهور الحواسيب المصغرة ظل (( تدريس المعاني بالحاسوب )) معروفا باستعمال الحاسوب لتقديم الدروس ثم لتقييم أجوبة الطلاب و تسجيل درجاتهم في التحصيل. و بهذا  ظل لصيقاً بمبادىء التدريس المبرمج.
2.3.2. مزايا التعليم بالحاسوب
الحاسوب من الأجهزة التقنية الحديثة، التي انتشرت بسرعة فائقة في مختلف مجالات الحياة وفي شتى شؤونها، وذلك لما يتمتع به من مزايا عديدة، وقد دخل الحاسوب في التعليم نتيجة إثبات مزاياه المتعددة التي تبدو جلية من خلال الخبرات المتعددة والمتراكمة الناتجة عن التطبيق الفعلي له في مختلف مجالات عمليات التربية والتعليم، ومن أهم تلك المزايا:
1.   يعمل الحاسوب على توفير الفرص الكافية للمتعلم للعمل بسرعته الخاصة حسب قدراته وإمكانياته حسب مفهوم تفريد التعليم
2.   إمكانية تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة الفورية وبذلك يعمل على تعديل مسار التعلم ويوجهه الوجهة الصحيحة.
3.   يجعل عملية التعلم أكثر فاعلية وأكثر تشويقاً من خلال توظيف الحركة والألوان والوسائط المتعددة.
4.   يعمل الحاسوب على تخزين استجابات المتعلم ورصدها مما يمكنه من إجراء عمليات التشخيص الفورية وتنبيه المتعلم لذلك.
5.   يعمل الحاسوب على مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين حيث أنه يتعامل مع المتعلم من النقطة التي يقف عندها وبسرعة تتلاءم مع قدراته وإمكاناته.
 
يعمل الحاسوب على توفير وقت وجهد المعلم والمتعلم على حد سواء.
يعمل الحاسوب على زيادة فاعلية التعلم وثقة المتعلم بنفسه وينمي مفهوم الذات الإيجابي لديه.
وقد أدخل الحاسوب إلى التعليم لما له من ميزات على نوعية التعليم وفاعليته، ومنها:
أولاً: التفاعل الثنائي المتبادل بين (المتعلم - الحاسوب/ الحاسوب – المتعلم):
      إن استخدام الحاسوب في التعليم من خلال البرمجيات التعليمية الجيدة يزود الطالب بكميات هائلة من التفاعل الحقيقي في أثناء عملية التعلم، تفوق أي وسيلة تعلمية أخرى. وكلمة التفاعل تعني النشاط المتبادل بين كائنين؛ ويقصد بالتفاعل هنا المشاركة المباشرة المستمرة في اتجاهين؛ بين المتعلم والبرنامج التعليمي المقدم بوساطة الحاسوب، متضمنة أنشطة إيجابية من قبل كل من الطرفين (الفار، ،2002 م ص34). فعملية التواصل هي عملية متبادلة تفاعلية بشكل مستمر ودرجة ذلك التفاعل وما فيه من أنشطة مشتركة يعتمد على طبيعة نموذج البرنامج التعليمي، الذي يتكون عادة من:
 تقديم المثيرات التعليمية من خلال شاشة الحاسوب في شكل إطارات.
 تقديم أنواع مختلفة من الأسئلة من قبل البرنامج التعليمي.
ثانياً: الإثارة والتشويق والدافعية: يعتبر عاملا التشويق والدافعية نحو التعلم من أهم عوامل نجاح العملية التعليمية. ويتوافر في الحاسوب – من خلال البرمجيات التعليمية الجيدة – مرونة وفرص لا يقدر عليها المعلم. وحتى يكون البرنامج التعليمي مشوقاً، يجب أن تتوافر فيه: المرونة، والملاحظة والحساسية sensitity للمجالين الإدراكي والوجداني للمتعلم. وتوافر هذه الخصائص ليس سهلاً في أي برنامج تعليمي؛ فالمرونة في البرنامج التعليمي تعني القدرة على التكيف في ضوء قدرات المتعلم، أي أن تحليل استجابات المعلم لأسئلة محددة من قبل البرنامج التعليمي، تمكنه من معرفة مستوى ذلك المتعلم مما يؤدي إلى تفريغ جزء من البرنامج يتناسب مع قدرات المتعلم وإمكاناته. أما قوة الملاحظة والإحساس للمجالين الإدراكي والوجداني للمتعلم فهي قدرة على التقييم الصحيح والدقيق لقدرات المتعلم، من خلال استجاباته ليكون تحديد المستوى والتفريغ الناتج عنه صحيحين ودقيقين. ومن عناصر التشويق والإثارة تزويد المتعلم بنتائج استجاباته أولاً بأول، وتزويده بمجموع تحصيله الدراسي من ذلك البرنامج التعليمي كل فترة معينة. ومن عوامل التشويق التدريب، بهدف تثبيت المفهوم أو القاعدة، وكذلك عرض الأشكال، وتحريكها في أثناء شرح المادة التعليمية، وكذلك عرض الأشكال والرسومات في أثناء طرح الأسئلة إضافة إلى وجود الألعاب التعليمية والتغذية الراجعة التي يتلقاها المتعلم من الحاسوب، فكل هذه العوامل تثير الرغبة، وتولد الحماس لدى المتعلم، وتوجد عنده التشويق والاندفاع الداخلي نحو التعلم (الجابري، 1995؛ الخطيب، 1993ص45-89).
ثالثاً: مراعاة الفروق الفردية:
إن أكبر قوة تعليمية تكمن في أجهزة الحاسوب، هي القدرة على التكيف وفق حاجة الطالب، في حين أن المعلم لا يتكيف مع حاجة الطالب إلا إذا كان يقوم بتدريس طالب واحد فيتكيف تبعاً لتفاعل ذلك الطالب واستجاباته. لكن خاصية التكيف هذه ينعدم وجودها من قبل المعلم في الصفوف المدرسية المعروفة؛ وذلك بسبب كثرة الطلاب فيها، في حين تتوافر في الحاسوب القدرة والطاقة على توفير بيئة تعليمية قابلة للتكيف مع حاجة المتعلم الفرد المستخدم لجهاز الحاسوب (الفار، 2002؛ الجابري، 1995).
    وفي هذا المجال، يشير بارجر (1983) إلى ما يقدمه الحاسوب من تلبية لحاجات المتعلمين، وذلك عن طريق استخدام ذلك الجهاز في التعليم، من خلال استخدام البرمجيات التعليمية، ذات الإعداد التربوي، حيث يقول: بوساطة جهاز الحاسوب يتعلم الطلاب حسب قدراتهم، فهم قادرون على قضاء وقت أطول في دراسة المادة التي يحتاجها كل منهم ليتمكن منها، ويستطيع كل منهم الإسراع في دراسة المادة السهلة. وبوساطة الحاسوب يمكن أن يتفرغ الطالب المتعلم للمادة العلاجية إن كان في حاجة إليها، ويمكنه أن يقفز إلى مادة تعليمية متقدمة اعتماداً على استجابات ذلك الطالب.
رابعاً: تحييد عناصر الخوف والرهبة والخجل من نفس المتعلم:
       إن التباين بين طلاب الصف الواحد في خصائص كثيرة مثل: الذكاء، وسرعة الفهم والإبداع، وبنية الجسم، والنطق السليم، وغير ذلك من المزايا الفردية لا بد وأن تؤدي إلى تكوين عنصر أو أكثر من العناصر السلبية؛ كالخوف، أو الرهبة، أو الخجل، أو التردد عند كثير من الطلاب. فقد يكون لدى أحد الطلاب صعوبة في نطق بعض الأحرف فيخجل أو يتردد، وأن مثل هذه العناصر السلبية تختفي تماماً عند استخدام أجهزة الحاسوب، ويتمتع الطالب بكامل حريته في التفاعل مع الجهاز دون خوف أو خجل من أحد( الفار، 2002، ص76).ويعتبر الحاسوب أداة مناسبة لجميع الطلاب، فكل طالب يتقدم في عملية التعلم حسب مستواه التعليمي (متفوق، ومتوسط، وضعيف) فهو ينتقل من برنامج لآخر حسب قدراته. ونتيجة للأثر الإيجابي لاستخدام الحاسوب في عملية التعليم وفعاليته، فقد استخدمت برامج تعليمية تهدف إلى تحسين أداء الطالب ومعالجة نقاط الضعف التي يعاني منها؛ فقد ينجح الحاسوب في معالجة ضعف الطالب في مادة ما أكثر من المعلم، خاصة المعلم التقليدي (الفار،ص 56 2003).كما يستطيع الطالب الضعيف استعمال البرنامج التعليمي عدة مرات ؛ دون الشعور بالخوف من المعلم، أو الخجل من زملائه؛ فالطالب يتفاعل مع الحاسوب بحرية تامة بحيث يستطيع قضاء وقت أطول في دراسة المادة العلاجية التي يحتاجها (الشرهان، 2002‘ص98).
خامساً: إثراء المادة التعليمية بالخبرات والمعلومات والتجارب
    بالرغم من أن المادة التي تحويها البرمجيات التعليمية تكون غنية في المحتوى والتصميم والإخراج والشمول والدقة والحداثة... الخ إلا أن التغذية الراجعة الميدانية لا بد وأن تثري تلك المادة في المحتوى والأسلوب، وأن تنفيذ تلك البرمجيات من قبل مجموعات مختلفة من طلاب الفئات المستهدفة، وإخضاعها لمراقبة وتقييم عدد من مدرسي تلك المادة، وتحليل النماذج المرافقة لتلك البرمجيات من قبل لجان مختصة مسؤولة في المؤسسات التعليمية؛ لا بد وأن ينعكس على تلك المواد، ويؤدي إلى تحسينها في كل من: المحتوى، وأسلوب العرض خاصة في الطبعات الجديدة المحدثة لتلك البرمجيات (الجابري، 1995ص69).
سادساً: انهماك الطالب في عملية التعلم
       وهذا يعود إلى الميزات الآنفة الذكر لأثر استخدام الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلم، سواء أكان التعلم فردياً أم على شكل مجموعات. ويعد الحاسوب مصدراً من مصادر إتقان العمل، وحل المشكلات، وتطوير القدرات الإبداعية. كذلك يساعد على تحسين النتاجات المعرفية والانفعالية (الجابري،   1995،ص8).
ويمكن استغلال الميزات السابقة لاستخدام الحاسوب في التعليم في تنفيذ التعلم من خلال استراتيجيات متعددة؛ فالبرمجيات التعليمية المستخدمة في التعليم تشتمل على أنماط واستراتيجيات متعددة منها:


1.   التدريب والممارسة
    توفر البرامج التعليمية باستخدام الحاسوب، نمطاً متميزاً من التفاعل بين الطالب والحاسوب؛ بحيث يستجيب الطالب إلى الحاسوب بشكل سريع، ثم يعطيه تعزيزاً على شكل تأكيد لصحة إجابة الطالب، كتغذية راجعة. وإذا ما أخطأ الطالب عند استجابته، فعندئذ إما أن يعطي الطالب فرصة أو أكثر، لتصحيح الإجابة، أو يحدث نوعاً من التفريع، من أجل الرجوع إلى المادة للتمكن منها وفهمها قبل استمرار التدريب، وذلك في ضوء نتيجة الطالب (الفار، مرجع سابق ص98،2001).
2. المحاكاة والتقليد
      المحاكاة في البرامج التعليمية المحوسبة، تمثل تكراراً لسلوك ظاهرة ما في الطبيعة بحيث يصعب أو يستحيل تنفيذها في غرفة الصف، أو بشكل فردي؛ إما لخطورتها، أو استحالتها، أو لارتفاع كلفة تنفيذها، أو لطول المدة اللازمة لمعرفة النتيجة. ولهذا النوع من البرامج التعليمية فوائد كثيرة، من حيث إثارة اهتمام الطلاب والوقوف على كثير من مشكلات الحياة الاجتماعية، كما تشجع على البحث وتمثيل الأدوار لدى الطلاب (الخطيب، 1993ص67).
   وتعتمد استراتيجية المحاكاة والتقليد على نموذج يحاكي موقفاً،ثم تعرض المشكلة بهدف قيام الطالب أو المتعلم باستخدام النموذج لإيجاد الحل؛ فمن خلال هذا النموذج يتدرب المتعلم على موقف مشابه للموقف الحقيقي دون التعرض لخطر محتمل،أو التعرض لأعباء مالية باهظة فيما لو تم تطبيق هذا التدريب على أرض الواقع (الحيلة، 2003، ص54 ).
ومن خلال هذه الاستراتيجية سيتاح للمتعلم فرصة لتطبيق ما تعلمه في بيئة آمنة وسهلة واقتصادية، والموضوعات التي قد تتناولها برامج المحاكاة تتعلق بمشكلات إدارية تجاريه؛ إذ يمكن محاكاة موقف اجتماعي، أو انشطار نووي، أو تجارب علمية، أو عمليات بيع وشراء.


3.الألعاب التعليمية
    وتوصف على أنها مواقف (استراتيجيات) أو ألعاب منطقية. وفي هذه المواقف يقوم الحاسوب بتوفير الدعم والاقتراحات للطالب خلال محاولته الوصول إلى مواقف أو استراتيجيات معينة، وتتميز هذه البرمجيات التعليمية بعنصر التسلية والتشويق والإثارة وزيادة الدافعية عند المتعلم (الفار، مرجع سابق 2002 م).
ويمكن تلخيص فوائد الألعاب التربوية بما يأتي
- تزود المتعلم بخبرات أقرب إلى الواقع العملي من أي وسيلة تعليمية أخرى؛ إذ يتعرف المتعلم إلى المشكلات التي يمكن أن تواجهه في المستقبل ثم يضع حلولاً لها، ويتخذ قرارات إزاءها.
- تزيد من دافعية المتعلمين للتعليم، لأنهم يقومون بأدوار حقيقية لمعالجة مشكلات قد تواجههم في المستقبل، بالإضافة لتوافر عنصر المنافسة والإثارة في الألعاب التربوية.
- تعمل على إشراك المتعلم إيجابياً في عملية التعلم، لأن له دوراً أساسياً فيها، ويستخدم الطالب قدراته المختلفة في أثناء اللعب، ولذلك تعد الألعاب وسائل فعالة لقياس اتجاهات المتعلمين وتنميتها وتعزيزها (أبو ريا وحمدي، 2001).
- يستفيد الفرد البطيء، أو المحروم اجتماعياً من الألعاب التعليمية ؛ فعن طريقها تتاح له فرص قلما تتوافر في الملعب أو الشارع، ولأنه في هذه اللعبة لا بد لكل متعلم من أن يندمج في مواقف اللعب، وأن يكون له دور محدد.
التدريس الخصوصي
    ويقدم من خلال هذا النمط من التعليم المواد التعليمية بشكل فقرات متنوعة، أو ممزوجة بأسئلة وتغذية راجعة، وبتعزيز يعتمد على نوع الاستجابة. فمن خلال نمط التدريس الخصوصي يستطيع الحاسوب الجمع بين الكلمات المسموعة والمكتوبة، والرسومات المدعمة بالحركة واللون، ويعرضها بأسلوب فيه مرونة وبكلفة قليلة؛ بحيث يستطيع المعلم أو المتعلم – في الصف وخارجه – عرض البرمجيات التعليمية على شاشة الحاسوب.
      وهنا يعمل البرنامج على أن يشارك المتعلم مشاركة فعلية في عملية التعلم، الخاضع لقدرات الاستيعاب الذاتية. فيتفاعل الحاسوب مع المتعلم؛ إذ يوجه إليه الحديث باسمه، ويهتم به اهتماماً خاصاً مما يولد الألفة بين الحاسوب والمتعلم في أثناء عملية التعلم.
 ونظراً لما يتمتع به الحاسوب من مميزات؛ فإنه يحث المتعلم ويشجعه على التعلم، ويجعله متحفزاً لأداء الواجبات والتدريبات التي تطلب منه.ويمكن للحاسوب من خلال هذا النمط أن يتعامل مع المتعلم، كمعلم خصوصي فيقوم بتقديم المعلومات والتعريف بالمهارات المختلفة، مع توجيه المتعلم إلى استخدام المعلومات وتطبيق المهارات في مواقف جديدة.
 وهذا النمط إما أن يكون خطياً أو متشعباً ففي حالته الخطية يتعرض جميع المتعلمين إلى المسار نفسه، وللمعلومات نفسها؛ حيث يطالع المتعلم ويقرأ ويمارس، ويستجيب لكل وحدة أو جزئية في المقرر، بغض النظر عن الفروق الفردية بين المتعلمين. أما في حالته المتشعبة؛ وهي النوع الأكثر شيوعاً؛ فليس من الضرورة أن يتعرض المتعلمون للمسار نفسه أو المعلومات نفسها، بل يختار كل منهم ما يناسبه حسب قدراته، وبناء على استجابته. والمتعلم هنا يتعامل مع الحاسوب طبقاً للنظرية السلوكية التي تقوم على مثير، واستجابة، وتدعيم، حيث يقوم بالانتقال من مرحلة تعلم إلى مرحلة أخرى ومن موقف تعليمي إلى موقف آخر طبقاً لسرعته الخاصة.
   وفي إطار إمكاناته وقدراته، دون ملل أو كلل من جانب الحاسوب، مع التحلي بالصبر إلى أكبر درجة ممكنة؛ مما يجعل الحاسوب يعمل، كمعلم خصوصي، لكل متعلم. وغالباً ما يتضمن هذا النمط الأنشطة الآتية: العرض والمناقشة، والمحادثة والحوار، والأمثلة المحلولة، والتمرينات والاختبارات السريعة لتقويم وتقييم تحصيل المتعلمين من حين لآخر (الفار،2002 ،ص45).



مسوغات استخدام الحاسب ومشكلاته في التعلم والتعليم
يتميز الحاسبُ عن التقانات والوسائل التعليمية التقليدية بأنّـه يجمع جميع مكونات التعلُّم الذاتي في برامجه فهو وسيلة للتعلم الذاتي، (فخر الدين القلا، 2004م ص 76) فيمكن استخدام الحاسوب كأداة في التعلم الذاتي وآلة تعليمية مُتكاملة، تجمع بين عرض المعلومات واستجابة المتعلم والتغذية الراجعة... ويستخدم وسائط متعددة لعرض المعلومات وتسجيل الإجابات ( فخر الدين القلا ، 2002 م ص 403 ) ولذلك يُعد الحاسوب آلة تعلم وتدريب متكاملة، ساعدت على تغيير البنية المنهجية للتعليم نحو منهجة مدخل النظم، والتعليم المبرمج، التي تعد المنهجية الأكثر مردودية علمية في عصر المعلومات (ويليم بلفروم، 43). بسبب امتلاكه طاقة كامنة هائلة في مجال نحو التراكيب الذهنية وذلك في المقررات الدراسية كلها والمستويات كافة(د. فخر الدين القلا، ص1)، وإمكان تحليل محتوى المادة الدراسية واختبار الطرائق التي يجب اعتمادها ضمن عملية التعليم والتعلم، وتحديد الأهداف السلوكية المطلوب تمثلها من قبل المتعلم، وساعد على توضيح المفاهيم وإزالة الغموض، بالإضافة إلى إيجاد عنصر التشويق (محمد بن علي ملق ص19). كما يُمكّن الحاسوب من إيجاد جو تعليمي خارج نطاق قاعة الصف. ويُساعد على تأمين بُنية تفاعلية بين المُتعلم والبرنامج الحاسوبي، فيُقبل المُتعلم على التعلم في جو يَمتازُ بالتفاعل والتركيز. من خلال تأدية المتعلم لعدد من الأنشطة التعليمية معاً مثل القراءة والمُلاحظة والاستماع والاستجابة للمثيرات التعليمية، إضافة إلى اطلاعه على نتيجة استجابته بصورة فورية مما يُسهم في تعزيز عملية التعليم وتعديل اتجاهها. ( موفق حياوي علي، ص 33 ).
وتوصّل أحد الباحثين الغربيين لدى مراجعته لكثير من البحوث في مقالته عن استخدام الحاسب في التدريس إلى: أن المتعلمين يتعلمون عند استخدام الحاسوب بسرعة أكثر من تعلمهم وفق الطرائق العادية، إذ يختصر الحاسب الوقت بما يعادل 40 % من الوقت العادي، وأنّ الحاسب يُثير دافعيتهم نحو التعلم، ويزيد قدرتـهم على المُتابعة، ويُثير انتباههم نحو الموضوع، وعلى الاحتفاظ بالمعلومات. ( فخر الدين القلا،مرجع سابق ص 329).
ولكن لاستخدام الحاسوب مُشكلات كثيرة في التعليم بعضها نفسي يتمثل بعزل المتعلم، وإضعاف التواصل الاجتماعي بين المتعلمين، ووضع مغريات كثيرة أمامه قد تجعله ينصرفُ إلى البرامج والألعاب غير التعليمية، وبعضها الآخر صحي، يُلخص بتأثير الإشعاعات الضارة المنبعثة من شاشة الكمبيوتر على عيني المتعلم، وأثر الكهرباء الساكنة على أعضائه، إضافة إلى كون الجلوس الطويل يؤدي إلى أمراض كثيرة في الظهر، والرقبة وما إلى ذلك.
2.3.2.         أبرز مجالات استخدام هذا الجهاز في العملية التعليمية التعلمية ما يلي:
أ- مجال الجامعة الإلكترونية ؛ حيث تقوم الجامعة العصرية بإنشاء موقع إلكتروني لها يخدم العملية التعليمية التعلمية، ويرتبط ارتباطاً مباشراً بشبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت )، وتقدم فيه المعلومات على هيئة صفحات تعليمية، إضافة إلى ربط جميع أقسام الجامعة الإدارية والفنية بشبكة داخلية وخارجية تقدم المعلومات للإداريين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
ب- مجال المكتبة الإلكترونية ؛ وتحتوي على أوعية من المعلومات المخزنة على وسائط ممغنطة أو مليزرة وتكون متاحة للمتعلمين عبر طريق الاتصال المباشر أو عبر نظام الأقراص المدمجة.
ج- مجال التعليم الافتراضي ؛ حيث تستخدم التقنيات التربوية الحديثة ومن أبرزها الحاسب الآلي حيث يتوفر للمتعلمين مصادر للمعلومات في حالة وجود المعلم أو عدم وجوده، ويتطلب العمل في هذا المجال وجود عدة مقومات من أبرزها:
1. وجود مختبر حاسوب مرتبط بشبكة الإنترنت.
2.  تصميم المناهج الدراسية بحيث يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بنفسه.
3. تأهيل المعلمين ليحسنوا توظيف هذا النمط من التعليم لمساعدة الطالب في عملية التعلم الذاتي.
4. مجال الفصول الذكية، وهي عبارة عن معامل حاسوب ذات مواصفات عالية، تستخدم للتدريس والتدريب، وفيها تمارس العملية التعليمية التعلمية بشكل فاعل، ويسهل فيها التواصل الإيجابي بين المعلم والمتعلم من جهة وبين سائر المتعلمين فيما بينه.
من ابرز استخدامته:
أ.  تسجيل الطلبة، وتنظيم الملفات الإدارية.
ب. تعليم الطلاب مختلف المواد وخصوصاً الرياضيات والعلوم.
ج. بناء الاختبارات وتدقيقها.
د. عمل الجدول المدرسي.
وهناك محاولات مستمرة لتطوير أساليب تعليمية بوساطة الحاسوب، وإبداع طرائق جديدة للاستفادة من المناهج الدراسية المقررة بصورة دقيقة وشاملة.
و من جهة ثانية، يلبي متطلبات التطور التقني الذي يسود العالم، و يجعل التعليم أكثر فاعلية وأبقى أثراً، وعلى وجه الخصوص في الرياضيات والعلوم.
     يساعد في تدريب المتعلمين على اكتساب بعض المهارات فيما يتعلق بالتعلم الذاتي.
·       يستخدم في تحرير النصوص.
·       يساعد في تعليم الخط والموسيقى.
·       يساعد في عمليات التعليم عن بعد.
·       ينمي لدى المتعلمين مهارات حل المشكلات.
·       يزوّد المتعلمين بالمعلومات عبر شبكة المعلومات العالمية.
·       يساعد في عمليات إبداع رسوم وتصاميم فنية وهندسية.
·       يستخدم في عرض التجارب وخصوصاً تلك التي يشكل عرضها في المختبر خطورة.
·       يمكن توظيفه في كتابة الاختبارات وتصحيحها.
·       يُوظف في الألعاب التربوية للطلاب من خلال البرامج الترفيهية.
·       يوظف في تعليم الطلاب الذين يعانون من إعاقات.
·       يستخدم في تحسين أداء المعلمين.
·       يوفر الوقت والجهد على المعلم والمتعلم.
·       يساعد المعلم والمتعلم على تخزين كميات هائلة من المعلومات على أسطوانة.
·       يساعد في عمليات التقويم الذاتي وتعزيز التعلم وذلك من خلال برمجة مواد المنهاج الدراسي والأنشطة المصاحبة لها.
·       يساعد المعلم على تنويع أساليب تقديم المعلومات للمتعلمين بوجود المعلم أو عدمه.
·       يساعد المعلم على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة حيث يتعلم كل طالب حسب قدرته.
·       يجعل التعليم أكثر جاذبية ومتعة من خلال توفير الألوان والصور والموسيقى. ويمكن الطلبة الضعاف من تصحيح أخطائهم دون إحراج.
ويتم توظيف الحاسوب في التعليم عبر مجموعة من النظم أهمها: الحاسوب المساعد في التعليم من خلال الإجابة على أسئلة الطلاب وتقديم تدريبات مساندة. وقد استخدم هوفت Hoftهذه الوظيفة سنة1975م، بطرائق عدة منها:
أ- طريقة المحاكاة Simulation.
ب- تشغيل التدريس تلقائياً.
ج- ربط الحاسوب بالتلفاز.
د- البرمجة الخطية.
      وهكذا فإن للحاسوب دورا مهما في تطوير استراتيجيات التدريس وجعل التعلم أسرع وأبقى أثراً كما أن المتعلم يكتسب من خلاله العديد من المهارات الحياتية النافعة. لكن المسألة المهمة هي أن تدرك الإدارة المدرسية الفوائد المرجوة من توظيف التكنولوجيا في التعليم وإلا فإن الأموال التي ستنفق في هذا المجال ستكون محدودة المردود، ولا بد أن يكون الهدف الاستراتيجي الأول هو تنشيط وتفعيل عمليات التفكير العليا للمتعلم من خلال الاستكشاف والبحث وتفسير الظواهر المشاهدة عبر التفكير وصولاً بالمتعلم إلى مرحلة الإبداع، وهذا لا يكون إلا بتكاتف حواسه وعقله فإذا استطاعت الجامعة توفير مختبرات حاسوب كافية ومتطورة، وتدريب المعلمين على توظيفها بما يخدم المناهج، وتمكين المتعلمين من استخدامها بمنهجية علمية، فإنها تكون بذلك قد خطت خطوة مهمة في سبيل تحقيق مخرجات تربوية تامة.
  وقد اكّدت المؤتمرات الدولية على أهمية استخدام الحاسب والبرامج لمعلوماتية التربوية، فعلى سبيل المثال جاءَ عن مؤتمر اليونسكو (المنعقد في باريس عام 1989) تحت اسم المؤتمر الدولي للتربية والمعلوماتية بأن المعلوماتية مدعوة إلى احتلال مكان دائم لها في عداد الأدوات القادرة على تحسين الفاعلية الداخلية والخارجية للنظم التربوية.( اليونسكو 1989، ص 111).
          ويُمكن أن يكون الحاسب مادةً للتدريس، ويمكن أن يكون أيضاً آلةً تعليمية، -وهو ما يعنينا هنا- فالحاسبُ يُساعد على إتـمامِ العملية التعليمية التعلُّمية وإنجازها، من خلال المُساعدة في شرح الدروس، وحَلِّ التمارين، وتقديم المعارف، وإجراء تمارين المُحاكاة للواقع في المخابر والمعامل، وتـمثيل الظواهر الطبيعية أو مُـحاكاتـها، كما يُساعد المُدرس على تصميم الدروس وفق الأهداف التعليمية الموضوعة. (. فخر الدين القلا، جامعة العين 2006) ص 334.)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق