الاثنين، 13 أكتوبر 2014

التجارب العالمية في التعليم الالكتروني




 التجارب العالمية والعربية في تطبيق نظام التعليم الالكتروني 
حذيفة مازن عبد المجيد   إشراف:مزهر شعبان العاني

و في ما يلي بعض التجارب المهمة في هذا المجال والتي طبقت تجربة التعليم لالكتروني التفاعلي في بيئات مختلفة وأوقات مختلفة واستخدمت أساليب مختلفة وحسب الحاجة التي يقتضيها الاختصاص.
أولا: التجربة الأمريكية

        في الولايات المتحدة الامريكية تقدم معظم الجامعات نوعا من التعلم الألكتروني والأفتراضي المعتمد على تقنية الحاسوب و الأتصالات. و تعمل هذه الجامعات بالأضافة الى مراكز البحوث و الشركات المتخصصه على توظيف كل ماهو جديد في عالم الحاسوب و الاتصالات و الأجهزة الألكترونية لتطوير المواد التعليمية الألكترونية ، وتسهيل عملية الوصول اليها و التعامل معها من قبل المتعلم وكذلك توفير وسائل فعالة لتفاعل المتعلم مع المادة التعليمية عبر الأنترنت.

عند الحديث عن التعليم الالكتروني في أمريكا لابد من الحديث عن تجربة جامعة فونكس الأمريكيةwww.phoenix.edu التي تأسست عام 1976 و اعتمدت كجامعة خاصة في عام 1978. وعام 1989 تأسست جامعة فونكس عبر الأنترنت (www.uoponline.com) التي تعتبر أول جامعة خاصة تمنح درجة البكالوريوس في العديد من التخصصات عبر ألإنترنت. وهي اكبر جامعة معتمدة يعمل فيها بحدود 8000 من حملة الدكتوراه و الماجستير من ذوي الخبرة في حقل التعليم بالإضافة إلى أكثر من 9000 مدرب وفني ومشرف و إداري يعملون في أكثر من 170 مركز  تعليمي للجامعة. يتفاعل الدارس مع المادة التعليمية بشكل لا توافقي مثل البريد الالكتروني، و بذلك يتسنى الطريق للدارس أن يختار الوقت المناسب للتعامل مع المادة التعليمية عبر الإنترنت و التفاعل معها بالعمق الذي يحدده، حيث يكون المقرر الدراسي على الانترنت لمده محددة تصل إلى (5-6) أسابيع، وبإمكان الدارس أن يكمل دراسته خلال فتره زمنيه لا تقل عن سنتين،وتصل الرسوم الدراسية إلى 10 آلاف دولار وتشكل 50% من الرسوم الدراسية في الجامعات التقليدية. ويتم تطوير المناهج التعليمية على ضوء الحاجات الحالية و المستقبلية للصناعة وحقل العمل. حيث حصل أكثر من 171 ألفا من الملتحقين بالجامعة على درجاتهم الجامعية منذ تأسيس الجامعة.
       كما تعتبر جامعة جونز (www.aiu.edu) من الجامعات الالكترونية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت من قبل هيئة اللأعتراف الأمريكية (NCAA) عام 1999. وقد اثأر هذا الاعتراف في حينها عاصفة من الاحتجاجات بحجة انه سيؤدي إلى تدهور نوعية التعليم، قام على أثرها ستيفن كرو احد أعضاء لجنة الاعتراف بالدفاع عن قرار الهيئة بالصحف، وأكد إن الجامعات الالكتروني/ الافتراضية تستحق الاعتراف حيث يمكنها تحقيق مستويات متقدمه من التعليم الجامعي لشرائح المجتمع (عمر همشري و عبد الحميد بوعزة 2000ص23 ).
    أما جامعة اتلنتا العالميةwww.aiu.ed ) ) التي تقع في ولاية فرجينيا. تضم الجامعة ثلاث كليات رئيسية هي كليات التجارة و الهندسة و الدراسات الإنسانية و الاجتماعية. تشمل كل كلية منها على عدد من التخصصات، فمثلا كلية الهندسة تضم الهندسة الميكانيكية و الهندسة المدنية و الهندسة الصناعية و الهندسة الكهربائية و هندسة الحاسوب و البراجيات كذلك تضم الجامعة مكتبة الكترونية تحتوي على أكثر من عشرة ملاين مقالة الكترونية بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات المصورة و الأبحاث المقتبسة من حوالي 4000 مجلة الكترونية.  وتفتخر الجامعة بأن لديها أكثر من 100 مستشار وخبير في مختلف العلوم و الفنون يتعاونون مع إدارة الجامعة و الهيئة الأكاديمية فيها بتقديم التوجيه و الإرشاد للدارسين عبر الانترنت. ويتم التسجيل مباشرة على موقع دائرة التسجيل  بالجامعة(admission@aiu.Edu) أو يرسل طلب الالتحاق عن طريق الفاكس. وفي حال موافقة اللجنة الأكاديمية  على طلب الالتحاق يقوم الدارس بدفع الرسوم على أساس الدرجة العلمية المطلوبة بغض النظر عن عدد المقررات الدراسية و الساعات المعتمدة اللازمة للحصول على هذه الدرجة العلمية أو تلك ، كما يجري عادة بالجامعات المقيمة أو نضام التعليم عن بعد.
وجامعة جون هويكنز(www.jhu.edu) الأمريكية، التي أسسها المصرفي الثري جونز هوبكنز عام 1976، لها خصوصية متميزة حيث تهتم بالتخصصات العلمية و التطبيقية التي تتطلب توفير تطبيقات للمواد التعليمية الالكترونية. تعرض الجامعة عشر تجارب مختلفة في تخصصات علمية وهندسية وإحصائية وهي موضوعة على موقع الجامعة (www.jhu.edu ) بحيث تساعد الطالب على اختيار التجربة و إتباع الإرشادات لتنفيذ الإجراءات الواحدة تلو الأخرى وبالتالي اكتساب الخبرة والمهارات وتشمل التجارب مواضيع هندسية متنوعة منها على سبيل المثال تصميم وتنفي دوائر منطقية، عمليات الحفر لاستخراج النفط وعمليات انتقال الحرارة بالأنابيب، وكذلك تصميم وتنفيذ الجسور.
تتميز هذه التجربة بالعدد الكبير من التدريسيين و المستشارين و المدربين و المشرفين وهذا ما ميزها أيضا بعدد كبير من المتخرجين كما ذكرنا سابقا مما يجعلها موثوقة عند جمهور المتعلمين وأكثر اعتمادية في سوق العمل.
و تواجه هذه التجربة مشكلة المنافسة الكبيرة بين هذه الجامعات و الكليات والسباق على إيجاد آخر التقنيات وأحدثها ، و في نفس الوقت فهي تواجه مشكلة قلة عدد الكليات الأدبية لقلة عدد الطالبين فيها في تلك المنطقة وخاصة الطلاب الأجانب القادمين من خارج أمريكا الذين يواجهون مشكلة اللغة وعدم وجود كورسات تقوية أللغلة الانجليزية.
و ترى الباحثة في هذه التجربة بأنها جيده جداً وفعالة لان التعليم عن بعد و بالذات التعليم الالكتروني في أمريكا بدأ يتجه نحو الأفضل و التنافس فيه كبير جداً و خصوصا في السنوات الأخيرة.  و لكن هناك الحاجة لتعلم كيفيه التعامل مع هذه التقنيات ألحديثه ، وكذلك فهي صعبة لحد ما على الطلاب الوافدين وخاصة العرب  لذلك وجود كورسات خاصة لتقوية اللغة ستكون تطوير لهذه التجربة وكذلك فتح اختصاصات أدبيه وعلمية مصممة بلغات مختلفة لتلبية حاجة الجمهور المهتم بهذه التجربة
ثانياً: التجربة الكندية
        لم تستطع المساحة الكبيرة التي تتمتع بها كندا كثاني اكبر دولة في العالم إن تقف حائلا أمام التواصل بين المدن و المقاطعات و القرى الكندية بمختلف مستوياتها. واستطاعت تكنولوجيا الحاسوب و الاتصالات التي تتميز بها كندا إن تحقق الأهداف التربوية التي ينشد المسئولون التربويون الكنديون بحصول اكبر عدد ممكن من السكان على حقهم في التعليم ومتابعته لأعلى المراحل الدراسية سواء لسكان  المدن أو القرى. وتعتبر كندا واحده من أهم ثلاث دول في مجال التعليم الجامعي.
إن  النسبة المئوية التي تنفقها كندا على التعليم من الدخل القومي أعلى مما تنفقه أي دولة أخرى، وتعتبر كلفة التعليم في كندا تنافسية ، ويتضح ذلك لمقارنه بين بعض الدول المتقدمة في مجال التعليم لكلفة سنة دراسية جامعية شاملة، رسوم الدراسة وتكاليف الأعاشه بالدولار الأمريكي حيث تبلغ في بريـــطانيا: 27400، وفي أمريكا ( حكومي )22600، ( خاص) 32100، أما في استراليا 23250، بينما في كندا 1500فقط.
يعتبر مجلس الدراسات الكندي الجهة المشرفة في كندا عن التعليم عن بعد منذ سنوات حيث يقوم من خلال وسائل الاتصال الحديثة بتقديم هذه الخدمة للمدارس الكندية المختلفة ولطلبة الكليات و الجامعات و المنظمات الثقافية.
وفرضت المساحات الشاسعة التي تتمتع بها كندا استخدام التعليم عن بعد في مختلف المناهج الدراسية من خلال شبكة الاتصال عبر القمر الصناعي. وتساعد هذه الطريقة الحديثة في التغلب على مشكلة عدم وجود متخصصين في بعض المناطق وخصوصا في بعض القرى التي تقع في أقصى الشمال و التي لا زال البعض منها يتحدث بلغة خاصة بعيده عن الإنجليزية أو الفرنسية باعتبارها اللغة الرسمية المعتمدة في كندا.
ومن الجدير بالذكر فأن الجامعات الكندية لها تجارب متميزة في برامج التعلم عن بعد و التعلم الالكتروني.
وحيث  إنها ساهمت في تصميم برمجيات متميزة تمكن معد ومصمم المادة التعليمية من وضعها على الانترنت و التعامل معها بسهولة وكذلك توفير البيئة التعليمية المناسبة للمدارس وللدارس.
ولا يقتصر الأمر على الطلبة إذ يستفيد منها المدرسين كذلك من خلال تقديم عدد من الدورات التدريبية لهم عبر الشبكة و الاعتماد على مبدأ العمل الجماعي الذي يوفر قدرا من التفاعل بين الأطراف المتصلة بالشبكة و التي لا توفر فقط المعلومة وإنما تتيح الفرصة كذلك للتفاعل مع الحضارات و الشعوب الأخرى. ويعتبر التعلم عن بعد دافعا لتعلم اللغات الأخرى حتى يستطيع المتلقي إن يتفاعل مع الآخرين من أعضاء الشبكة ويستفيد مما لديها من خبرات.
تواجه كندا مشكلة المساحة الواسعة للمنطقة وما تقتضيه هذه المساحة من صعوبة في تواجد الخبرات و المصادر التعليمية (المصادر  البشرية و المصادر المادية ) لتغطية جميع أنحاء كندا و مناطقها الشاسعة بالإضافة إلى  وعورة بعض المناطق وسوء أحوالها الجوية مما يصعب تطبيق هذه التجربة أو إرسال التقنية في بعض المدن.
و ترى الباحثة إن التعليم عن بعد في كندا تجربة تستحق الوقوف باعتبارها رافد للتعليم يوفر لطالبي العلم سواء داخل أو خارج كندا ما يحتاجونه من معلومات و مواد دراسية وتفاعل مع الآخرين رغم المسافات الشاسعة التي تفصل بين المتعلم والمعلم ولهذا فهي ضرورية لبلد مثل كندا نظرا لما يتمتع به من مساحة شاسعة كما ويرى أيضا بأن من الضروري تقوية وتوفير وسائل الاتصال المتعلقة وخاصة الانترنت و بسرعة عالية وكفاءة عالية  لتحقيق عملية التفاعل و التواصل بين المتعلم والمعلم. (أبو عمة،2000 ص25).
رابعاً: التجارب الأوروبية
أولت المجموعة الأوربية اهتماما خاصا للتعليم الالكتروني نظرا لأهميته في توفير فرص التعليم والتدريب عبر الشبكة العالمية.
وعملت معظم دول هذه المجموعة على تطوير البنية التحتية للاتصالات وتوفير أجهزة الحاسوب للمواطنين بأسعار معقولة حتى أصبحت النسبة حاسوب لكل 17 مواطن ، ونتيجة ذلك أصبحت 93%  من المدارس في أوربا متصلة بالشبكة العالمية.
وضمن برامجه لدعم العلوم والتكنولوجيا والتعليم من خلال الجامعات ومراكز البحث العلمي، أولى الاتحاد الأوربي الدعم الكبير لمشاريع التعليم الالكتروني حيث تم دعم العديد من المشاريع الكبيرة مثل مشروع: (Menu: Model for a European Networked University for E- earning )والذي يهدف إلي استحداث نموذج جامعة أوربية افتراضية لتوفير فرص تعليمية لأكبر عدد ممكن من مواطني الاتحاد من خلال التعليم الالكترون (p12:ASTD 2005).
    والمشروع الريادي الثاني هو ( Minerva E-learning Action Plan ) والمتضمن دعم صناعة البرمجيات والبنية التحتية الخاصة بالتعليم الالكتروني وكذلك التعليم المفتوح ومن خلال التعاون بين الصناعة والجامعات ومراكز البحث العلمي. وقد تم رصد ميزانية تصل إلي (8.5 ) مليون يورو و على مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات بحيث يتم دعم ( 35-40 ) مشروع كل عام وبدعم يصل إلى 130 ألف يورو.
يعمل الاتحاد الأوروبي على دعم برامج التدريب الالكتروني ، وهناك أكثر من 60% من برامج التدريب تتم من خلال الشبكة العالمية ، ونتيجة لذلك وفرت الشركات الأوروبية فواتير مباشرة وأصبح التدريب الالكتروني لا يقل أهمية عن التعليم الالكتروني لكونه يوفر التدريب المطلوب بمرونة عالية من حيث الوقت وعدد المتدربين بالإضافة إلى الكلفة القليلة مقارنة مع التدريب التقليدي.
     ولا يقتصر دعم الاتحاد الأوربي للدول الأوربية بل يساهم وبشكل كبير في دعم مشاريع تطوير التعليم الالكتروني ومن خلال المساهمة في توفير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكذلك دعم مشاريع إعداد المواد التعليمية عبر الشبكة العالمية في الدول العربية والدول الإفريقية والأسيوية وأمريكا اللاتينية ، ومن المشاريع المتميزة مشروع الجامعة الافتراضية الشرق أوسطية.
 وتعتبر جامعة فيرن المفتوحة(www.fernuni-hegen.de)  التي تقع في مدينة هاجن الألمانية أول جامعة تبنت نظام التعلم عن بعد في ألمانيا وتمنح درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. بلغ عدد طلبة الجامعة  في منتصف عقد التسعينات بحدود 50 ألف طالب وطالبة موزعين على تخصصات الهندسة وعلوم الحاسوب والرياضيات والعلوم الأساسية والاقتصاد والتربية والعلوم الاجتماعية. وللجامعة مراكز دراسية منتشرة في ألمانيا بالإضافة إلى عدد أخر من الدول المجاورة مثل النمسا وسويسرا وهنغاريا (مجلة أفاق الصادرة العدد 3، يوليو  1999).
     يستطيع الدارس من خلال المراكز الدراسية استعمال أجهزة الحاسوب والاتصالات للوصول إلي المادة التعليمية المطلوبة وكذلك تصفح العديد من المصادر والمراجع العلمية المتوفرة في المكتبة. كما تقدم المراكز التعليمية الإرشاد اللازم للطلبة بالإضافة إلى اللقاءات الإشرافية لتعزيز عملية التعلم. وتعمل جامعة فيرن على تطوير الأساليب التي تقدم من خلالها المادة التعليمية من خلال استغلال التطورات التكنولوجية في الحاسوب والاتصالات وتقنيات الواقع الافتراضي.
يميز المنطقة الأوربية تعدد مناطقها ولغاتها وقوانين كل بلد عن الأخر وسياساتها تجاه التعليم وهذا يؤدي إلى تعدد واختلاف لغات وطبيعة المناهج المتبعة لكل دولة ، ومن هنا تأتي مشكلة تكامل هذه المناهج مع بعضها البعض وكذلك مشكلة اللغات المتعددة التي تتكلمها كل دولة والتي تحتاج إلى هذا التكامل لتوافق منهجها مع منهج كل الدول التي ترغب بتطبيق هذه التجربة على أراضيها.
رابعاً: التجربة الصينية
          إن الحديث عن التعليم الالكتروني في الصين له خاصية تختلف عن بقية الدول لكون الصين من الدول التي حققت قفزة نوعية في معدلات النمو وأصبحت من الدول المتقدمة.
يشكل الطلبة بحدود 17 % من عدد سكان الصين وقد ازداد عدد طلبة الجامعات والمعاهد العليا من 1.1 مليون طالب عام 1998 إلي حوالي 3مليون طالب وطالبة في عام 2002. إن هذه الزيادة في إعداد الطلبة وكذلك حاجة السوق الصينية إلى كوادر مهنية لتلبية حاجات الشركات والمؤسسات تطلب التفكير في استخدام التعليم الالكتروني وتوفير البنية التحتية الضرورية لإيصالها إلى ابعد نقطة في الصين( p76:RongliangW (2004) وقد تطور التعليم الالكتروني في الصين منذ العام 1999 بشكل كبير واعتمد كبرنامج تعليمي جديد ووضع له نظام وعملت الحكومة على توفير ما تتطلبه البنية التحتية الضرورية ، ونرى حاليا شركات كبيرة تعمل في مجال التعليم الالكتروني وتقوم بمساعدة الصين في توفير ما تحتاجه من حلول برمجية وأجهزة لدعم المؤسسات التعليمية.
  إن التعلم الالكتروني في الصين بدأ من خلال التعاون والشراكة مع شركات عالمية متقدمة في حقل تكنولوجيا المعلومات والتعليم. وتعتبر شركة Blackboard الأمريكية (www.blackboard.com) من الشركات العالمية الرائدة في مجال تكنولوجيا التعليم الالكتروني التي عملت في الصين وساهمت في تشجيع الجامعات والمعاهد والمدارس الصينية على استخدام منتجاتها والحلول المقدمة من قبلها في مجال التعليم الالكتروني. حيث اختارت أكثر من 40 مؤسسة تعليمية في الصين نظام التعليم المقدم من قبل هذه الشركة. وفى العام2003 تم إنشاء شركة (www.cbb.edu.cn) CerBino في الصين بالتعاون مع شركة Blackboard وشركة Cernet الأمريكيتين  (www.cernet.at). وتقـــدم الشركة الجديــدة حـلولا برمجية جــاهزة للتعـليم الالكتروني تتضمن برمجيات (Blackboard Academic Suite) وخدماتها من خلال مركزها في العاصمة بكين. فعلى سبيل المثال في بداية استخدام برامج التعليم الالكتروني في كلية إدارة الأعمال في جامعة (Renmine) كان هناك بحدود 2000طالبا و120 أستاذا يستخدمون برمجيات (Blackboard Academic Suite) في أكثر من 200 مقرر تعليمي. وتشير البيانات بان معدل زيارات الطلبة المسجلين في برنامج التعليم الالكتروني خلال الفصل الأول وصل مرتين باليوم وفى نهاية الفصل أشارت الإحصاءات بان 93% من الأساتذة والطلبة يرغبون الاستمرار في استخدام هذه التقنيات (Black board inc. 2006 ).
      وضمن البرامج التي تقدمها المجموعة الأوربية لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أسيا تم تخصيص مبلغ 400مليون يورو لمشروع تطوير برامج التعليم الالكترونية المتوفرة لطلبة الصين ومدة المشروع ثلاث سنوات. تقـوم بتنفيذه جامعات صينية ( مثل جامعةShanghai Jiao Tong) وبالتعاون مع جامعات أوربية (مثل Porto البرتغالية) لتطوير مقررات عملية وهندسية باستخدام أفضل الطرق المتوفرة. كما ستعمل الجهة المشرفة على هذا البرنامج بدراسة وتقييم طرق وخيارات التعليم لغرض اختيار الأفضل وتوفير مواد تعليمية الكترونية لأكثر من 100 مليون مستخدم للانترنت في الصين( p78:RongliangW (2004.
تشير التقارير بان تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في الصين في نفس المستوى في أوربا ، وان المشكلة الرئيسية التي تواجه الصين هي كيفية الانتشار بحيث يتم إيصال هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها إلي ابعد نقطة في الصين إلى كل مدرسة والى كل مدينة والى كل قرية. لقد عملت الحكومة الصينية على وضع إستراتيجية طموحة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية في حقل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اجل جذب الشركات العالمية الرائدة للعمل في الصين نظرا لحجم السوق وكذلك الاستفادة من الأيدي العاملة في إنتاج تكنولوجيا منافسة في السوق العالمية.
وقد واجهت الصين العديد من المشاكل في بداية تنفيذ نظام التعليم الالكتروني وأهمها:
ضعف المهارات الأساسية للتعامل مع الحاسوب من قبل المتعلمين والمعلمين وكذلك طرق التقييم غير النظامية لبرنامج التعلم الالكتروني.
خامساً: التجربة الهندية
     تعتبر الهند من الدول الرائدة في صناعة البرمجيات منذ بداية العقد الأخير من القرن المنصرم، حيث ظهرت العديد من الشركات وبيوت البرمجة المتخصصة والتي وجد لها سوقا في الدول المتقدمة.
في العام 2003 قامت شركة مايكروسوفت الأمريكية وبالتعاون مع جامعات وشركات هندية بوضع مجموعة من المشاريع لدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الهند، وخصصت لها 1.8 بليون دولار أمريكي وعلي خمس سنوات ومن خلال الدعم المادي المباشر أو من خلال تقديم برمجياتها لهذه المشاريع (Microsoft Co،2004 ) تهدف المشاريع إلي دعم صناعة البرمجيات وكذلك تطوير البنية التحتية ونشر الثقافة المعلوماتية في إرجاء الهند.
          لقد عملت الجامعات والمعاهد العلمية في الهند ومن خلال التعاون مع الشركات المحلية من تطوير البرمجيات الخاصة بالتعليم الالكتروني وتوفير لأكبر عدد من المواطنين للاستفادة منها. وتعتبر شركة ( i-managerindia الهندية(www.Managerindia.com)  من الشركات الرائدة في مجال التدريب والتعليم الالكتروني والتعليم الذاتي حيث قدمت حلولا برمجية متكاملة عن إدارة نظم التعليم وخاصة التعليم عن بعد (manager's 2005p45).
 كما تعتبر جامعة انديرا غاندي (www.ignou.ac.in)  من الجامعات الرائدة في مجال التعلم الالكتروني ، حيث تم استحداثها بقانون أجازه البرلمان الهندي في أيلول/سبتمبر/ 1985 وتضم 77 برنامجا أكاديميا ومهنيا ومعرفيا ، وتستعين بخبراء من جميع أنحاء الهند لتصميم وتطوير المقررات والبرامج الدراسية. وتمنح الجامعة درجة الدكتوراه ، والماجستير ، والبكالوريوس في العديد من البرامج الأكاديمية التي تقدمها ، وتوفر الجامعة قدرا معقولا من المرونة في شروط الالتحاق بها من حيث المكان وسير الدراسة والفترة التي تستغرقها ، فبرامج درجة البكالوريوس على سبيل المثال التي تستغرق كمعدل 3 سنوات يمكن إكمالها في 8 سنوات حسب رغبة وظروف الطالب. تتبع الجامعة نظام الوحدات الدراسية القائمة على عامل الزمن في الدراسة حيث تعادل الوحدة 30 ساعة تتضمن كل النشاطات التعليمية كما توفر الجامعة فرص تحويل الوحدات الدراسية إليها من جامعات أخرى.
     يخضع الطلبة للتقويم المستمر عن طريق الواجبات التحررية والعملية والمشاريع والامتحان النصفي والنهائي. كما تقدم الجامعة للطلبة العديد من التسهيلات منها:
-         الإرشاد الأكاديمي للمواد بواسطة مرشدين أكاديميين.
-         الشرائط السمعية والبصرية وأشرطة الفيديو.
-         التسهيلات المكتبية.
-         الواجبات الدراسية.
    وتعد جامعة انديرا غاندي من اكبر الجامعات في العالم حيث بلغ عدد طلاب في الهند لديها حاليا ما يزيد عن 1.2 مليون طالب وطالبة موزعين على 1114 مركزا دراسيا منتشرة في جميع أنحاء الهند. هذا وقد بلغت المقررات الدراسية فيها 95 مقررا وتقوم الجامعة باستخدام التكنولوجيا والطرق العالمية الحديثة ( الالكترونية ) في التوصيل الفعال لبرامجها الأكاديمية (الكيلاني تيسير: 2004 ص6).
 تتميز هذه التجربة بالإضافة إلى برامج الحاسوب والمكتبات وعلوم الإعلام وبرامج الصحافة والاتصال والتغذية ورعاية الطفولة وبرامج تنمية القوى البشرية  تتبنى الجامعة نظام الوسائط المتعددة في التدريس وهي المواد المعدة للتعلم الذاتي وجلسات الإرشاد والتدريب المباشر والمؤثرات عن بعد أما بالنسبة لبرامج العلوم والحاسوب والتمريض والهندسة والتكنولوجيا تتم الدراسة العملية لها في مراكز دراسية مختارة حيث يجد الطالب كل ما تحتاجه الدراسة التطبيقية من مختبرات وورش وحسب التخصص.
تواجه الهند مشاكل وصعوبات متمثلة بالمستوى الاجتماعي للهند بصوره عامة والطلاب بصورة خاصة وكما إن الدراسة بالطرق التقليدية مكلف من الناحية المادية ومن ناحية الوقت،  فكذالك التعليم الالكتروني والمتفاعل يتطلب توفر معدات حاسوبيه وبنية تحتية معلوماتية قد تعجز الهند في توفيرها في بعض المناطق وهذه المشكلة قد تؤثر على النظام التعليم الالكتروني بصوره عامة.
ترى الباحثة في هذه التجربة بأن الهند تستطيع بتفوقها البرمجي من توفير برامج وكفاءات علمية تخدم التجربة  الهندية وان بمرور الوقت وبتوفر الموارد المادية تستطيع الهند من منافسة مثيلاتها من التجارب و الذي يصب في النهاية في خدمة المنظومة التعليمية.
 سادساً: التجربة اليابانية
      أن التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في العقدين المنصرمين وخاصة في اليابان انعكس بشكل مباشر على التعليم الجامعي والتعليم المهني ، حيث ظهرت الحاجة إلى توفير كوادر علمية مؤهلة قادرة على مواكبة العمل. أصبحت المؤسسات التعليمية في اليابان أمام تحديات كبيرة لذلك عملت على استحداث برامج تعليمية عديدة منها برامج التعلم عن بعد والتعليم الالكتروني. وفي العام 1983 تم إنشاء جامعة الهواءة اليابانية في مدينة شيبا ، وتم انتظام الدارسين في شهر نيسان / ابريل 1985.  وفي بداية الاستحداث تضمنت برامجها التعليمية حقل العلوم التطبيقية لخدمة قطاع الصناعة.    
بدأت تجربة اليابان في مجال التعليم الالكتروني في عام 1994 بمشروع شبكة تلفازيه تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال القابل و كخطوة أولى للتعليم عن بعد. وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم " مشروع المائة مدرسة " حيث تم تجهيز المدارس بالانترنت بغرض تجريب وتطوير الأنشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال تلك الشبكة.
في عام 1995 أعدت لجنة العمل الخاص في اليابان تقريرا لوزارة التربية والتعليم تقترح فيه بان تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات إقليمي لخدمة التعليم مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية، وكذالك توفير مراكز للبرمجيات التعليمية إضافة إلى إنشاء مركز وطني للمعلومات ، ووضعت اللجنة الخطط الخاصة بتدريب المعلمين وأعضاء هيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانية الحكومة اليابانية للسنة المالية 1996/1997 حيث أقر أعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنيات التعليم الجديدة وكذلك دعم كافة الأنشطة المتعلقة بالتعليم عن بعد ، وكذلك دعم توظيف شبكات الانترنت في المعاهد والكليات التربوية ، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من التعليم الحديث ، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق أساليب التعليم الالكتروني الحديث بشكل رسمي في معظم المدارس اليابانية.
         تقدم الجامعة العديد من البرامج التعليمية عبر الانترنت وفي تخصصات متنوعة. لقد كان الهدف من إنشاء هذه الجامعة هو تحسين وتوسيع فرص التعليم لأكبر عدد ممكن من اليابانيين. ويحصل الدارس على درجة البكالوريوس بعد اجتيازه بنجاح جميع الوحدات الدراسية المطلوبة والتي تصل إلي 124 وحدة دراسية ، كما يتطلب منه حضور بعض الوحدات التعليمية في احد مراكز الجامعة مرة أسبوعيا (القرني، سعيد فازع 2005ص14). وتقدم معظم الجامعات اليابانية برامج تعليم الكتروني / افتراضي وفي تخصصات متنوعة حيث تستخدم التقنيات الالكترونية في إيصال المادة التعليمية إلى الدارس بأسلوب مرن.
إن العملية التعليمية الالكترونية التفاعلية في اليابان من التجارب المهمة والتي تجدر لأشاده بها ودراستها وتحليلها ولكنها اللغة المصممة بها المنهج وهي اللغة اليابانية  قد تكون مشكلة كبيره للراغبين في الانخراط في هذه التجربة من الطلبة غير اليابانيين ولكي تصل إلى المستوى العالمي فأنها تواجه مشكلة التحويل المناهج كلها إلى الانجليزية والى براجيات و مصادر بشرية قادرة على التعامل معها باللغة الانجليزية  وبصوره فعالة.
ترى الباحثة بأن هذه التجارب من التجارب الممتازة نظرا لأمكانيات اليابان في مجال الاتصالات و تقنيات الحاسوب المختلفة وقوة البنية التحتية العلمية لليابان و ارتفاع دخل الفرد مما سهل  عملية التواصل وتوفر التقنية في مختلف أنحاء اليابان وفي مختلف منظماتها التعليمية و الإدارية كل هذا وفر بيئة مناسبة وقاعدة علميه وخلفيه معلوماتية قويه في كيفية استخدام أخر البرمجيات المتطورة و الأنظمة التعليمية الحديثة وتجاوز كل الصعوبات التي قد تواجهها في هذه التجربة والتي صممت في النهاية  لمصلحة الطالب و المعلم  من استخدام هذه المنظومة بفعالية عاليه على حد سواء.
سابعاً: التجربة الماليزية
         في عام 1996 وضعت الحكومة الماليزية خطة تقنية شاملة تجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة وقد رمز لهذه الخطة ((VisonKp:202.1997 أن أهم أهداف هذه الخطة إدخال الحاسوب والارتباط بشبكة الانترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس. وتهدف ماليزيا إلي تعميم هذا النوع من المدارس في جميع أرجاء البلاد. 
لقد أنجزت جامعة الوسائط المتعددة (MMU) الماليزية (www.mmu.edu.my) برمجيات التخاطب مع المتعلم وكذلك ما يتعلق بشبكة الحاسوب المطلوبة، فيما قامت جامعة كيوتو اليابانية (www.kyoto-u.ac.my) باستكمال البرمجيات المتعلقة بالمعالجة الرقمية للصور والأنماط. كما ساهمت جامعات وشركات يابانية وماليزية في دعم هذا المشروع المتميز الذي ساهم بشكل فعال في تشجيع طلبة التخصصات العلمية باستخدام تقنيات التعليم الالكتروني / الافتراضي، حيث يتمكن الطالب المسجل في إحدى الجامعات من استغلال المواد التعليمية الموجودة لدى الجامعات الأخرى UN report (2004 p51):).
أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بعمود فقري من شبكة الألياف البصرية السريعة التي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقل الوسائط المتعددة والفيديو (القرني، سعيد فازع 2005ص22).
      وتتعاون الجامعات الماليزية مع العديد من الجامعات الدولية لتقديم خبرتها في مجال التعليم الالكتروني/الافتراضي وكذلك لإعداد مواد تعليمية الكترونية. في منتصف العام 2002 اتفقت عدد من الجامعات الماليزية واليابانية للبدا بتنفيذ مشروع طموح لإطلاق مواد تعليمية الكترونية.
 وكان يتوقع أن تكتمل هذه الخطة ( المتعلقة بالتعليم ) قبل حلول عام 2000 لولا التدني الاقتصادية التي حلت بالبلاد في عام 1997. ومع ذلك فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الانترنت في ديسمبر 1999 أكثر من 90 % وفي الفصول الدراسية 45% وتسمى المدارس المالـيزية التـي تــطبق الـتقنية في الفصول الدراسية بالمدارس الذكية ( Smart Schools ).
إن العلوم والهندسة و مثل هذه المواد التي تتطلب التعامل مع معدلات رياضية وكتابة التقارير بخط اليد وهذا ما لا يتوفر في معظم النظم التعليمية المتوفرة. لقد تم تطوير برمجيات (ALICWBT) التي تستخدم لاستضافة برمجيات أخرى لها القابلية على تمييز الحروف المكتوبة باليد وبالتالي تتمكن المنظومة التعليمية من التعامل مع التقارير المقدمة من قبل المتعلم والمكتوبة بخط اليد وتحويلها إلى مدخلات يفهمها الحاسوب.
وعملت الحكومة على زيادة الدعم في عام 2004 من 400 مليون دولار أمريكي إلى 1200 مليون دولار أمريكي. كما زاد دعم المشاريع الريادية الجديدة من 150 مليون دولار أمريكي إلى 500 مليون دولار أمريكي (p77 jin Qun2004). هذا الدعم شجع الشركات الوطنية والشركات العالمية المهتمة بتكنولوجيا التعليم والتدريب الإلكتروني من استغلال البنية التـحتيــة وتوظيفها لخدمة المواد التعليمية و إيصالها للمسجلين في برامج التعليم الالكتروني بأقل كلفة ممكنة.
ترى الباحثة في هذه التجربة بأنها جديدة وحديثة العهد في ماليزيا فبالرغم من توفر كافة الموارد والعوامل التي تجعلها من أفضل التجارب الدولية في هذا المجال إلا إنها تحتاج إلى الخبرة و هي العامل الأكبر في هذه المسألة لذلك فأن ماليزيا تحتاج إلى وقت أكثر للتأقلم مع الواقع الجديد و الأسلوب الجديد في التعليم والتعلم وبتوفر كافة الكوادر المؤهلة لخوض هذه التجربة ستستطيع من المنافسة بين بقية التجارب التي سبقتها. 
ثامناً: التجربة الأفريقية
   تعد الجامعة الافتراضية الإفريقية ( www.avu.org ) متخصصة في العلوم التكنولوجية والتقنية وتقدم برامجها التعليمية عبر الانترنت.رسالة هذه الجامعة  تضمنت رفع المستوى العلمي للمتدربين وتغطية العجز الموجود في أنظمة التعليم في الدول الإفريقية التي تعانى من نقص واضح في عدد ونوعية المكونين (المدربين ).
تتميز هذه الجامعة بأنها بدأت نشاطها في العاصمة الكينية / نيروبي في يوليو / تموز 1997 وقد قامت ببث 2000 ساعة من الدروس لأكثر من 9000 طالب من مختلف البلدان الإفريقية. وتتعاون الجامعة مع 22 جامعة افريقية ، ويشارك في تقديم الدروس عبر الانترنت عدد من الأساتذة من الدول الإفريقية وآخرون من المتعاونين من أمريكا الشمالية وأوربا. مزيدا من المعلومات حول البرامج التعليمية الالكترونية التي تقدمها هذه الجامعة يمكن الحصول عليها من موقع الجامعة الالكتروني( www.avu.org/french). و لعل من الصعوبات والمشاكل التي تواجهها هذه التجربة هي في قلة الموارد البشرية والمادية التي تسهل من عمل وفعالية هذه التجربة وكذلك ضعف البنية التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولذلك فهي تحتاج إلى المزيد من الوقت لإنجاح هذه التجربة كمثيلاتها من التجارب.
ترى الباحثة في هذه التجربة بأنها فتية وتواجه الكثير من الصعوبات نظرا للظروف المحيطة بها (الاقتصادية والأمنية) وبتحسن هذه الظروف ستفقد الصعوباتالتي تمنع من تميز هذه التجربة.
عاشراً: التجربة الاردنية
   إن هذه التجارب التي عرضت تمثل شريحة من الجامعات الالكترونية الافتراضية من مناطق مختلفة من العالم، بعضها من الدول الصناعية، والبعض الأخر من دول نامية لها ظروف متشابهة لواقع التعليم في الوطن العربي. لقد استخدمت هذه الجامعات الواقع التطبيقي في التعليم ، منها المختبرات الالكترونية / الافتراضية والتي تمتاز بإمكانية تطورها واستخدامها في مواضيع عديدة ، إضافة إلى مرونتها وعدم محدوديتها من ناحية المكان والسعة ووقت الاستخدام مع مردود اقتصادي جيد ، وأثبتت تجارب كثيرة من هذه الجامعات ضرورة وجود المختبرات الافتراضية وتطويرها لما فيها من تأثير ايجابي على العملية التعليمية من ناحية تطوير المهارات المكتسبة للطلبة. ورفع مستواهم العلمي النظري والتطبيقي ، إضافة إلى إمكانية تطوير هذه المختبرات وجعلها مواكبة لأخر المستجدات العلمية والعملية.
     إن الولوج في عصر المعرفة الذي يرتكز على استغلال التقنيات الحديثة في شتى مناحي الحياة المعاصرة، يتطلب الارتقاء بالرؤية المستقبلية و إعادة النظر في أساليب العمليات التقليدية على كافة الأصعدة وخاصة الصعيد العربي. فقد غدت تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات وسيلة حياة، و ليست مجرد أدوات رفاهية مقتصرة على مجال معين أو نخبة اجتماعية. و في ظل التوجه العالمي نحو اقتصاديات المعرفة التي تعتمد بشكل أساس على التقنيات الحديثة لاستغلال المعرفة في رفع مستوى الرفاه الاجتماعي و استغلال الموارد المختلفة خير استغلال، أصبحت تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات وسيلة بقاء بين الأمم  و أداة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل عالم مفتوح يعتمد على القدرة التنافسية كمعيار للتقدم و الازدهار.و من التجارب العربية الرائدة في هذه المجال هي التجربة الأردنية، و إدراكاً لأهمية التعليم في الأردن و التدريب لتحقيق التغيير في نمط التفكير و الذي يجب أن يسبق التحول المطلوب في نمط الحياة، لقد ارتأيت إن اخذ التجربة الأردنية كواحدة من أهم التجارب في المنطقة العربية.
فقد انصبت جهود الحكومات الأردنية المتعاقبة في الحقبة الأخيرة على تأسيس نظام تعلّم معرفي يعتمد التقنيات الحديثة كوسيلة فاعلة لتحصيل و حفظ ونقل المعرفة بأشكالها المختلفة، و كل هذا يتم ضمن رؤية مستقبلية واعية و دعم غير محدود من القيادة العليا. و عليه فقد تم تبني إستراتيجية وطنية للتعلم الإلكتروني تنطوي على استغلال التقنيات الحديثة كوسيلة أساسية في نظام التعليم الأردني على جميع المستويات. إن النظام التعليمي في الأردن يعنــى بمـا يـزيد عـلى ثلث تعداد السكان(نبيــــل الفيــّــومي،2008 ص74)، فمن خلال الإحصائيات الأخيرة يتبين أن 75% من سكان الأردن هم دون سن 30 عاما،ً و أن 53% هم دون سن 18، وقد أكدت الإحصائيات ،أن جهود التنمية يجب أن تركز على إحداث تغيير في النظام التعليمي من خلال سياسات و استراتيجيات محكمة تدخل تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في لب العملية التعليمية، و تجعل منها قاعدة للارتقاء بالتعليم، و أداة لحفز الإبداع و التميز.  إلا أن مثل هذا التغيير يتطلب وقتا و جهداً و لا يمكن أن يحدث بين عشية و ضحاها. و نظراً لأهمية هذا الموضوع إن إمعان النظر في التجربة الأردنية لاستخدام التعلم الإلكتروني، و التي ما زالت في مرحلة البدايات، يظهر مدى تعقيد الأمور و عظم حجم المهمة، فهي تحتاج إلى إنشاء نواة لشبكة المعرفة و تم تأسيس مركز لمصادر التعلم لتزويد المدارس بالمناهج التعليمية (باللغة العربية) التي نجحت الوزارة بتحويل بعضها إلى محتوى إلكتروني تم استخدامه من قبل المدارس المربوطة بالشبكة.
بالاعتماد على بعض الأنظمة و البرمجيات التي تم تطويرها محلياً من قبل شركات أردنية لتوفير وسائل التعلم الإلكتروني باللغة العربية في مدارس المملكة التي تبنتها وزارة التربية و التعليم الأردنية على المستوى المحلي. و قد تم تبني سياسة أردنية لإنشاء ما يسمى بشبكات المعرفة و التي تربط الأنظمة التعليمية يبعضها لتحقيق التكامل المعرفي عبر تبادل البيانات و المعلومات من خلال الوسط الإلكتروني بسرعة فائقة و دون عوائق ولضرورة التحول إلى نظام التعلّم القائم على البحث و تحصيل المعرفة، كما و تم ربط ما يزيد على ألف مدرسة بشبكة إلكترونية متوسطة السعة لغاية الآن. و تم تزويد معظم مدارس المملكة بأجهزة حاسوب زاد عددها على ستين ألفاً. و لضمان استخدام هذه التقنيات الحديثة فقد بدأت الوزارة و منذ عام 2002 بتدريب جميع معلمي و موظفي الوزارة على استخدام تقنيات المعلومات و الاتصالات و استغلالها لتحسين العملية التعليمية. و مع أن هذه الخطوات أتت ثمارها و لو بشكل محدود، كذلك تبنت الحكومة الأردنية مؤخراً مشروعا لإنشاء شبكة تعليمية عالية السعة باستخدام تقنية الألياف الضوئية ستزيد كلفة إنشائها على خمسين مليون دينارا أردني، و ذلك بعد دراسة مستفيضة أثبتت جدوى هذا الاستثمار على المدى البعيد[49]. كما و تم أيضا تدريب و تأهيل ما يزيد على سبعة آلاف معلم على استخدام تقنيات الاتصالات و المعلومات و أساليب التعلم الحديثة. و متوقع أن تكتمل شبكة المعرفة هذه في خلال السنوات الخمس القادمة من خلال التدرج في تنفيذ المراحل المتوالية من المشروع الذي قد تصل كلفته إلى خمسمائة مليون دولار أمريكي تم تأمين جزء منها من خلال القروض و المنح و الميزانية و قد يتم ربطها في المستقبل بشبكة الحكومة الإلكترونية ومراكز المجتمع المحلى لتوفير فرص التعلم المستمر للجميع في الأردن.
أن مثل هذا التجربة تتطلب تغييراً جذرياً في بيئة و أساليب التعليم و يحتاج إلى جهود جبارة و مصادر هائلة مما يشكل تحديا كبيرا لبلد نام محدود المصادر و الثروات، غير أن النتائج التي سيتمخض عنها تحقيق النقلة المطلوبة ستسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بشكل مباشر و غير مباشر على المدى المنظور و البعيد. إن من أكثر التحديات التي واجهت الأردن في مجال التعلم الإلكتروني في البداية تمثلت في محدودية قدرة الشركات المحلية على إنشاء شبكات واسعة الرقعة، وتوفير أعداد كبيرة من الأجهزة و المعدات. و لكن من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي و الخاص لتحقيق الأهداف الوطنية تم التنسيق و التعاون و تقسيم العمل إلى مراحل لتمكين الشركات المحلية تنفيذها و التعلم منها. و قد أدى هذا إلى إثراء تجربة الشركات المحلية و تطوير قدراتها بحيث تجاوزت هذا العائق، و أضحت قادرة على التعامل مع شبكات كبيرة مترامية الأطراف. أما من ناحية البرمجيات، فقد شكل عدم توفر تطبيقات تعلم إلكتروني باللغة العربية تحديا لم يكن من الممكن تجاوزه إلا من خلال الاعتماد على الذات و تشجيع شركات البرمجة المحلية للخوض في هذا المجال مع صعوبته و محاولة إنتاج ما نحتاج إليه في هذا المجال.
إن اتخاذ وزارة التربية و التعليم الأردنية إجراءات عملية لإرساء قواعد التعلم الإلكتروني و توفير المصادر التعليمية و المناهج عبر شبكات المعرفة ساعد على توفير فيئه مثاليه لإنشاء تجربة ناجحة في مجال التعليم الالكتروني /التفاعلي ولهذا فأن الباحث يرى بأنها تجربة ممتازة وتنافس أفضل التجارب العالمية الموجدة وهي مثالية لطلاب العالم العربي لما تقره من مناهج باللغة العربية ومن مقومات نجاح هذه التجربة هي اعتمادها على نفسها في توف توفير البرامج التفاعلية و المصادر البشرية القادرة على أداره هذه المصادر وترسيخها لخدمة التجربة(ربيع محمد 2008،ص65).