الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

لتعليم عن بعد والتعليم المفتوح والجامعة المفتوحة


التعليم عن بعد والتعليم المفتوح والجامعة المفتوحة
إعداد: الدكتورة صفاء عباس عبد العزيز
جامعة السودان المفتوحة 2010 رسالة ماجستير تربية- مناهج وطرق تدريس
تمهيد
هذا الفصل يتضمن مجموعة من المباحث، المبحث الأول عن التعليم المفتوح والتعليم عن بعد و جامعة السودان المفتوحة كأول مؤسسة تعليمية تعتمد اسلوب التعليم المفتوح في السودان، والمبحث الثاني يتناول  نشأة وتطور الحاسوب متناولاً تاريخ الآلآت الحاسبة واجيال الحاسوب ومن ثم مكونات الحاسوب، وكيفية معالجة البيانات اما في المبحث الثالث، يوضح  كيفية استخدام الحاسوب في العملية التعليمية ومزاياه التعليمية والسلبيات الناجمة عن استخدامه في التعليم. والمبحث الرابع الدراسات السابقة لموضوع الرسالة ومناقشتها.
  التعليم عن بعد والتعليم المفتوح
 يعتبر التعليم عن بعد أحد أساليب التعلم الذاتي الذي ظهر امتدادا أو مرافقاً ومعززاً لنظام التعليم المفتوح open Learning System والتعليم مدى الحياة Life Long Education أو التعليم المستمر. وجاء ظهوره استجابة طبيعية للطلب الشعبي العالي على التعليم وسيما التعليم العالي من كافة شرائح المجتمع، ، وكما جاء إستجابة لمواجهة  تحديات الثورة المعرفية والتطور الهائل في حجم المعارف الإنسانية والتطور العلمي ودخول التكنولوجيا في مجالات الحياة كافة خلال الخمسين سنة الماضية.
لقد أصبح التعليم عن بعد  بعد التسهيلات التقنية التي ظهرت في العالم وانتشار تكنولوجيا المعلومات باستخدام الأقمار الصناعية اسلوباً فعالاً في توفير فرص التعليم، وإثراء الخبرات، كذلك منح الشهادات للأفراد الذين لم يستطيعوا إكمال دراستهم العليا، أو من الذين لا يستطيعون الانقطاع عن العمل والتفرغ للتعلم - أي الذين حرموا من التعليم النظامي في مرحلة من مراحل حياتهم.
مفهوم التعليم عن بعد والتعليم المفتوح
اختلف التربويون في تحديد مفهوم موحد لمصطلح التعليم عن بعد، بل على العكس من ذلك فقد اختلط مفهوم التعليم عن بعد بعدة مفاهيم ومصطلحات أخرى تم إطلاقها ومنها الدراسة بالمراسلة، والتعليم المفتوح.
ولهذا فقد برز تداخل وتشابك كبير بين استخدام مصطلح  التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، ولعل قرار حكومة المملكة المتحدة في أ واخر ستينات القرن الماضي بإعادة تسمية (جامعة الهواء) إلى الجامعة المفتوحة قد أسهم إلى حد كبير في تعميم مفهوم الانفتاح، وقد ظهر ذلك جلياً في عناوين جامعات تقدم تعليماً عن بعد في كل من الباكستان، وسيرلانكا، وفنزويلا. والمصطلحان ليسا مترادفين. فالتعليم المفتوح يتميز بإزالة القيود والموانع التي تحول دون التحاق الطالب بالجامعة من خلال المرونة التي يتمتع بها ومن خلال تغييرات في العلاقات التقليدية بين المحاضر والطالب، والتعليم عن بعد نمط تعليمي يركز على استخدام وسائط تعليمية متعددة، بحيث يكون المتعلم مسؤولاً عن تعلمه ودون الحاجة إلى حضور المحاضرات المنتظمة. وسوف تتناول الباحثة مفهوم التعليم عن بعد والتعليم المفتوح ثم تبين العلاقة بينهما فيما يلي.
مفهوم التعليم عن بعد
برزت تعريفات عديدة لمصطلح التعليم عن بعد  في الأدب التربوي فقد عرف التعليم عن بعد (1967) بأنه "شكل من أشكل التعليم النظامي المنتظم للدراسة الذاتية، حيث يتم تقديم إرشادات للطالب، تحضير المادة التعليمية، ومراقبة مدى تقدم الطالب وذلك من خلال فريق من المعلمين، و لكل منهم مسؤلياته، ويتم ذلك عن بعد وباستخدام وسائط متعددة يمكن أن تغطي مسافات بعيدة. وعكس التعليم عن بعد التعليم المباشر أو التعليم وجهاً لوجه، حيث يتم من خلال الاتصال المباشر بين المحاضرين والطلاب. ومن خلال التعريف تتضح عناصر تنظيم الدراسة الذاتية للمتعلم من قبل المؤسسة، واستخدام الوسائط والفصل بين الدارسين والمشرف الأكاديمي.
وعرفه مايكل مور عام (1973م،ص10) وأعاد تكرار استخدام التعريف عام 1977م، دون أن يجري عليه أية تغييرات حيث قال:"التعليم عن بعد عائلة من طرق التدريس، حيث تكون السلوكيات التعليمية منفصلة عن السلوكات التعلمية، بحيث يكون بمقدور المتعلم التواصل مع المعلم، عبر المادة المطبوعة، أو الأجهزة الإلكترونية، أو الميكانيكية أو أية وسائط أخرى.
وقد قام رنك فلنك بتوسيع المفهوم وتعديله عام 1975م فعرف التعليم عن بعد بأنه" نظام تعليمي تكون فيه السلوكيات التعليمية منفصلة عن السلوكيات التعلمية، والمتعلم يعمل منفرداً، أو ضمن مجموعة، موجهاً بواسطة المادة التعليمية المطبوعة التي تنظم من قبل المعلم الذي يعمل جنباً إلى جنب مع مشرفين أكاديميين يعملون في منطقة بعيدة عن المتعلم، بحيث يكون بإمكان المتعلم الاتصال بالمشرف، بمساعدة واحدة أو أكثر من الوسائط مثل الرسائل، التلفون، الراديو، كما يمكن ربط التعليم عن بعد بأشكال متعددة من اللقاءات المباشرة. ويتضمن التعريف ثلاثة أمور هي: فصل السلوكات التعليمية عن السلوكات التعلمية واستخدام الوسائط التعليمية، ووجود إمكانية لاتصال ثنائي بين المعلم والمتعلم.
وضع هولمبرج عام 1975م تعريفاً للتعليم عن بعد حيث قال أن"التعليم عن بعد يشتمل على أشكال متعددة للدراسة في جميع المستويات، التي ليست تحت الإشراف الفوري المستمر لمعلمين متواجدين مع طلابهم في قاعات المحاضرات، أو في نفس المناطق، ومع ذلك يستفاد من التخطيط، والتوجيه والإشراف الأكاديمي للمؤسسة التعليمية. وقد اشتمل هذا التعريف على عنصرين هما الفصل بين المعلم والمتعلم، والتخطيط من قبل المؤسسة التعليمية.
وفي عام 1980م قام كيجان بجمع العديد من تعريفات التعليم عن بعد ثم قام بتحليلها وحدد من خلالها ستة عناصر أساسية في تعريفه للتعليم عن بعد وهي:
1.   الفصل بين المعلم والمتعلم، والذي يميزه عن التعليم المباشر وجهاً لوجه.
2.   تأثير المؤسسة التربوية والذي يميزه عن الدراسة المستقلة.
3.   استخدام الوسائط التعليمية مثل المادة المطبوعة، والتي تربط بين المعلم والمتعلم، وتضم المحتوى التعليمي.
4.   وجود اتصال ثنائي مما يمكن المتعلم الإستفادة منه، وحتى في إيجاد حوار مع المعلم.
5.   إمكانية للقاءات دورية بين المتعلم والمعلم لأغراض تعليمية أو اجتماعية.
ومن الملاحظ هنا أن كيجان أكد على العديد من العناصر الواردة في التعريفات السابقة، كما أنه تأثر بمفهوم بيترز الذي وضعه عام 1973م والذي أكد على عناصر أساسية وهي:
أ‌.       استخدام الوسائط التعليمية.
ب‌. ضخامة فرص التعليم للدارسين.
ج. تصنيع عملية التعليم.
وقد عرف شعيب المنصوري التعليم عن بعد بأنه: كل نموذج أو شكل أو نظام تعليمي، لا يخضع لإشراف مباشر أو مستمر من قبل المعلم، من خلال وجوده الطبيعي مع المتعلمين في حجرة الدراسة وهو يشمل كافة الوسائط التي يتم التعلم من خلالها بما في ذلك الكلمة المطبوعة والأجهزة الأخرى المختلفة. وتلاحظ الباحثة من خلال عرض هذا التعريف أنه يتضمن العناصر التالية:
1.   انفصال المعلم عن المتعلم.
2.   استخدام وسائط تعليمية متعددة.
أما نوفل فقد عرفه في كتابه  بأنه"محاولة لإيصال الخدمة التعليمية إلى الفئات التي لا تستطيع الحضور إلى المؤسسات التعليمية. كما لخص حمادي في كتابه تعريفاً يضم عدداً من العناصر للتعلم عن بعد في إطار مفهوم شامل وهي:
1.   الفصل بين المعلم والمتعلم، وهذا ما يميز التعليم عن بعد عن التعليم وجهاً لوجه.
2.   أثر التنظيم التربوي من قبل المؤسسة التربوية، وهذا ما يميزه عن الدراسة الخاصة.
3.   استخدام الوسائط التعليمية المختلفة.
4.   وجود اتصالات ذات اتجاهين بين المعلم والمتعلم.
5.   وجود فرصة لعقد لقاءات بين المعلم والمتعلم.
وهذه العناصر انطلقت من العناصر التي حددها كيجان، فيما استبعد حمادي عنصر تصنيع التعليم. ومن خلال عرض التعريفات ومن خلال المفاهيم السابقة لمصطلح التعليم عن بعد فإن الباحثة تلخص الاستنتاجات التالية:
-  التعليم عن بعد نمط تعليمي نظامي منظم، يقوم على تمركز العملية التعليمية حول المتعلم من خلال استخدام مواد ووسائط تعليمية للتعلم الذاتي.
-      التركيز على الفصل شبه الكلي بين الدارس والمشرف الأكاديمي خلال فترة الدراسة.
-      وجود فرص للحوار الثنائي بين المتعلم والمشرف الأكاديمي.
-      دور المؤسسة التربوية في تحضير وإعداد المواد التعليمية، التي تتناسب مع متطلبات المتعلم عن بعد.
-  هنالك نظرة نحو ربط التعليم بعملية التصنيع،( وتعني عملية التصنيع ايضاً تقسيم العمل الى واضع المنهاج ، المؤلف، المصمم التعليمي،المدقق اللغوي، المصمم الفني...، على اعتبار أن التعليم يستند إلى الوسائط التقنية والتكنولوجية التي يتم إبتكارها وتوليفها لخدمة عملية التعلم سواءً أكانت وسائط نقل للمعارف، أو مصادر حصول عليها.
مفهوم التعليم المفتوح
استخدم مصطلح التعليم المفتوح في العديد من الجامعات في العالم، ووصفت تلك الجامعات بالمفتوحة، حيث يدرس المتعلم معتمداً على ذاته ، أي أن التعليم يتمركز حول المتعلم، فيما يتم تنظيم إجراءات وترتيبات لمساعدة الدارسين في تخطي القيود، التي قد تحول دون التحاقهم بالتعليم والتي قد تنشأ من الأوضاع الجغرافية، الشخصية أو متطلبات العمل، ومساعدتهم في التعلم وفقاً للوقت والمكان وبالسرعة التي تتلاءم مع متطلبات ظروفهم.
لهذا فالانفتاح يعود إلى القيود المتأصلة في التعليم التقليدي، ولذلك فهو يصف طبيعة التعليم المقدم سواء أكان ذلك عن قرب، أو عن بعد. وقد ظهر في أدبيات التعليم عن بعد العديد من التعريفات لمصطلح التعليم المفتوح، فقد عرفه ماركنز وآخرون (1975م.ص8) في كتابهم التعليم المفتوح على أنه:" مصطلح يفتقر إلى الدقة وذلك لإمكانية تضمينه معاني واسعة، وإثارته لكثير من المشاعر والإيماءات ومجالات النشاط والخبرة، كما أنه  يشير إلى وجود نقلة في العلاقة بين المعلم والمتعلم، وقيام علاقة بين المتعلم والمشرف.
وهذا التعريف من وجهة نظر الباحثة لايتضمن عناصر لمفهوم بقدر ما تضمن إشارة إلى غموض المصطلح، واتساع مجاله مما يحد من القدرة على وضع تعريف محدد له.
وقد عرفه (Coffey 1977م ) بأنه: "أحد أنظمة التعليم التي تسعى لحصر المعيقات والقيود التي تواجه الطلاب ويقوم بإزالة ما هو ممكن منها، كما أنه يوظف مداً واسعاً من استراتيجيات التدريس لاسيما تلك المتعلقة بالإستقلالية والتعلم الفردي.
كذلك تم تعريف التعليم الفتوح على أنه" ذلك النوع من التعلم الذي يؤكد على حرية الدارس في الاختيار، وعلى استخدام الوسائط التعليمية وطرق التدريس المرنة وهو تعليم يمكن الدارس من التعلم في الوقت والمكان المناسبين لظروفه، واحتياجه كما أنه يتمركز حول المتعلم بدلاً من المؤسسة التعليمية ، ومحوره الأساسي التعلم الفردي المستقل ويتخطى كافة الحواجز والعوائق التي تعيق التعلم، سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية أو مكانية أو زمانية وغيرها. فقد لخص فيل ريس (Phil Race).
مفهوم التعليم المفتوح في الخصائص التالية:
1.   منح فرص مختلفة للمتعلمين.
2.   اسخدام المواد التعليمية التي تدور حول المتعلم.
3.   إعطاء الدارسين دوراً في التعلم.
4.   المساعدة في المحافظة على المهارات الإنسانية اللازمة للوجود الإنساني.
ويلاحظ من هذه الخصائص أنها تشير إلى  تمركز التعليم حول المتعلم مع الإشارة إلى دور المتعلم، دون تحديد المدى من الإنفتاح الذي ينبغي أن تظهره المؤسسة التعليمية.
ومن خلال عرض التعريفات والمفاهيم السابقة للتعليم المفتوح، استخلصت الباحثة عدداً من النقاط الإجمالية حول مفهوم التعليم المفتوح وهي:
1.        التأكيد على تحقيق ديمقراطية التعليم من خلال إتاحة الفرص أمام الراغبين في الالتحاق بالدراسة.
2.   التأكيد على تخطي عقبات التعلم المرتبطة بالمؤهلات، بالزمان ، بالمكان، والوسيط التعليمي وحتى العقبات الشخصية.
3.   يعد مفهوم الانفتاح بأنه شامل لجوانب  متعلقة بالجوانب الإدارية والجوانب التعليمية، والجوانب الشخصية للمتعلم ويعني أيضاًإمكانية اعتماد العملية التعليمية على أساليب التعليم التقليدية والتعلم عن بعد معاً. كما يعني مرونة المداخل اي عدم التقيد بشروط التعليم كمؤسسات التقليدية
4.        أنه تعليم يتمركز حول المتعلم بالدرجة الأولى.
5.        إن مفهوم ودرجة الانفتاح تختلف إلى حد ما من مؤسسة لأخرى.
6.        وجود فرص لاتصال ثنائي بين المتعلم والمعلم.
7.   بصورة إجمالية جاء مفهوم التعليم المفتوح بإجراءت وتطبيقات مغايرة تماماً لتلك المطبقة في مؤسسات التعليم التقليدية.
8.   تم استخدام مصطلح التعلم المفتوح، وأحياناُ أخرى التعليم المفتوح وترى الباحثة أنه تم استخدام كل منها في ضوء وجهة النظر المطروحة.



العلاقة بين التعليم عن بعد والتعليم المفتوح
من خلال عرض التعريفات السابقة للمفهومين، ترى الباحثة أن هناك خصائص مشتركة بينهما تتعلق بالمرونة وإعداد وتصميم المواد التعليمية وتمركز التعليم حول المتعلم، وبالرغم من وجودهذه الخصائص المشتركة، إلا أنه برزت عدة وجهات نظر لكتاب، ومؤلفين، وباحثين في مجال التعليم عن بعد والتعليم المفتوح يتم  عرضها على النحو التالي:
-      التعليم عن بعد والتعليم المفتوح مفهومان ليسا مترادفين.
-  إن مفهوم التعليم المفتوح قد إرتبط بتحرير المتعلم من قيود الزمان والمكان، ووفر له حرية التعلم متى شاء وكيفما شاء وأينما شاء، وهذه المظاهر للتعلم المفتوح تعود إلى سياسة المؤسسة وفلسفتها أكثر منها كنموذج للتعليم والتعلم.
- في عام 1982م أشار كيجان ورامبل إلى أن الجامعات المفتوحة ينبغي أن يصطلح عليها جامعات التعليم عن بعد، وأوضح كيجان على أن مصطلح التعلم المفتوح يصف مؤسسات تتصف بالإنفتاح في السياسة الإدارية.
- أشار سميث وكيلي (1987) إلى أن هناك مؤسسات تعليمية متعددة تبنت مصطلح الانفتاح في إشارة منها إلى فرص الدخول، وحرية الزمان والمكان ولكنها في حقيقة الأمر مغلقة.
- أشار رونتري عام 1992م إلى أن جميع برامج التعليم المفتوح تتضمن درجة من التعليم عن بعد، بينما لا تتضمن كل برامج التعليم عن بعد مظاهر عالية من الانفتاح فيما عدا العوامل المتعلقة بالزمن والمكان والسرعة.
- هناك من اعتبر التعليم المفتوح هو الأساس، ويمكن أن ينضوي تحته كل من نمطي التعليم التقليدي، والتعليم عن بعد وهذه تمثل وجهة نظر جامعة ديكز. وهذا يطابق وجهة نظر كل من لويس وسبنسر التي اعتبرت التعلم عن بعد عبارة فرع من التعلم المفتوح، كما أن ماريثورب وكروغن وصفا التعلم المفتوح بأنه مظلة يمكن أن ينضوي تحتها جميع أنواع التعليم المؤسسي وفق ما ذك في ( عمر الشيخ هجو، 2006م، ص125)
- أوضح ديوال (1986م) أن التعليم عن بعد هو طريقة في تقديم المعرفة بينما التعليم المفتوح يعني بتغييرات هيكلية في بنية النظام التعليمي.
إتضح مماتقدم أن مصطلح التعليم عن بعد يشير إلى نمط تعليمي يقوم في الأساس على إيصال المعرفة للمتعلم حيثما كان وفي الوقت وبالسرعة التي تتناسب مع ظروفه وإمكاناته، بينما يعتبر مصطلح التعليم المفتوح إشارة إلى السياسة التي تتبعها المؤسسة التعليمية في تحقيق أهداف التعليم عن بعد وهذه السياسة مرتبطة بجوانب إدارية تعليمية، إقتصادية، وشخصية كما أن استخدام مصطلح التعلم المفتوح يشير إلى طرائق التعلم والتسهيلات المتاحة أمام المتعلم وهذا المصطلح يعكس بدوره مفهوم الانفتاح لدى المؤسسة، وتعدد الفرص المتاحة والتسهيلات التي يتمتع بها المتعلم.
ونظراً لأن مفهوم الإنفتاح قد يستخدم في وصف أنماط تعليمية أخرى ولإقترانه في الأدب التربوي أحياناً بالتعليم عن بعد، ولأن الباحثة في المنطقة العربية لم يحددوا مصطلحاً لكتاباتهم في حقل التعليم عن بعد، فإن الباحثة تقترح استخدام مصطلح شامل يمكن من خلاله إزالة والغموض في مضامين المصطلحات المتعددة، ولما كان الأساس اقتران مفهوم البعد والإنفتاح فإن المصطلح المقترح هو (التعليم المفتوح عن بعد) حيث يتضمن المصطلح المقترح البعدين المشمولين في مختلف التعبيرات، إضافة إلى أنه يميز بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد كما يميز بين أشكال التعلم عن بعد، أو تلك التي تتضمن جوانب من التعلم عن بعد مثل الدراسة المستقلة، أو التعليم بالإنتساب، أو الدراسة المنزلية.
لمحة تاريخية عن  نشوء التعليم عند بعد
بدأ التعليم عن بعد كتعليم بالمراسلة في حوإلى عام )1840 ( Rumble2001.p.4) ، وأصبح أوسع انتشاراً في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين(Holmberg 1986.p5)) ثم أصبحت الإذاعة أداة إضافية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. ثم دخل التلفزيون لأول مره في خمسينيات القرن العشرين، أما الوسائط المتعددة فقد دخلت التعليم عن بعد في بداية سبعينيات القرن العشرين. وقد بدأ استعمال أنظمة التعليم عن بعد بواسطة الاتصال الإلكتروني (online) منذ العام 1985 حيث بدأ استعمال البريد الإلكتروني (E-mail) والمؤتمرات بالحاسوب (Computer Conferencing) والتي تطورت الآن إلى المؤسسات الافتراضية (Virtual Institution) وما يسمى بـ  (شبكات التعلم غير المتزامنة) (ALN) أي (Asynchronous Learning Networks) (Rumble 2001).
لقد كان التعليم بالمراسلة موجهاً أساساً للناضجين وفي مجالات محددة ويعتمد على الكلمة المكتوبة، ولم يكن التعليم بالمراسلة في مجمله مخصصاً لمنح درجات علمية، ولكنه كتطور طبيعي ساعد في تطوير كتابة المادة التعليمية المخصصة للتعليم عن بعد لتكتب بطريقة معينة مما سنتطرق إليه لاحقاً. وحتى عام 1982 كان اسم التعليم بالمراسلة موجوداً بحيث كان المجلس العالمي للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد يحمل أسم (المجلس العالمي للتعليم بالمراسلة) وغير الاسم في المؤتمر الثاني عشر لهذا المجلس في ذلك العام وذلك اعترافاً بالتغيير الكبير الذي حدث في طريقة إيصال المادة الدراسية للمتعلمين ( محمد حسن سنادة 2004م، ص 125).
أن التعليم التقليدي وفي مختلف مراحله يعتمد المواجهة بين المعلم والمتعلم والتفاعل مع المواد التعليمية المستخدمة في موقف تعليمى معين، في مكان معين هو المدرسة أو المعهد أو الجامعة، (أما التعلم عن بعد فهو موقف تعلمي تعليمي تؤدي فيه وسائل الاتصال والتواصل  كالمطبوعات وشبكات الهواتف والتلكس وأنظمة التلفاز والحاسوب الإلكتروني وغيرها من الأجهزة السلكية واللاسلكية دوراً أساسياً في التغلب على مشكلة المسافات البعيدة التي تفصل بين المعلم والمتعلم بحيث تتيح فرصة التفاعل المشترك)، أي تسخير أكبر عدد ممكن من وسائل الاتصال التعليمية في التغلب على بعد المسافات ومواجهة المعلم والمتعلم وفرص التفاعل بينهما. وهو في تنظيم توصيل العلم والمعرفة إلى طالب (بعيد) عن المؤسسة التعليمية لا يستطيع أن يتفرغ لطلب العلم كما يستطيع زميله في النظام المدرسى التقليدي.
  فلسفة التعليم عن بعد
تنطلق فلسفة التعليم عن بعد من واقع المؤسسات التعليمية التقليدية في العالم، ومنها مؤسساتنا العربية، وعلى الرغم من أن التجارب في الدول العربية لم تأخذ شكلها النهائي بالنسبة لهذا النوع من التعليم- باستثناء بعض التجارب الرائدة في العالم العربي ومنها تجربة جامعة القدس المفتوح( بشير حمدان، 2001، ص 5). إلى أن فلسفة التعليم عن بعد تستند إلى المسلمات الآتية:
1.  يمكن للإنسان أن يتعلم مدى الحياة، فعملية التعلم لا تحدها مرحلة دراسية واحدة أو مجموعة مراحل بل ما دام الإنسان حياً يبقى دائماً بحاجة إلى استكمال عملية التعلم، الأمـر الذي يتطلب وجود أشكال عديدة من وسائل التعليم بما يتناسب ومرحلته العمريه أو مهنته وموقع عمله أو مسكنه.
وقد أشار التراث العربي والإسلامي إلى ذلك وأكد على طلب العلم والمعرفة، ويكفي أن نشير إلى أن أول سورة من القرآن الكريم نزلت على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أمرته بالقراءة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق 1) (هى إشارة للحث على طلب العلم الذي لم يتحدد بفترة زمنية أو مكانية، بل واعتبر العلم فريضة لقوله عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة على كل مسلم مسلمة ( المعجم المفهرس، 1988، ص 115) وهي إشارة تبين عدم اقتصار العلم على فئة أو جنس أو طبقة، والعلم عند العرب ليس مشروطاً بفئة عمريه محددة كما أشار إليه الزرنوخى، عندما قال: "إنه ليس لصحيح الدين والعقل عذر في عدم طلب العلم مهما كان عمره". )[1] كريم نايف، 1988، ص 3)
2. إن برنامج التعليم عن بعد والتعليم المفتوح يأتي من حاجة الإنسان إلى التعليم التي أكدتها الشرائع السماوية وحقوق الإنسان في العالم، وبالتإلى فإنها تستهدف تحقيق هذه الحاجة في تحقيق الذات في مجال استيعاب منجزات العلم والمعرفة ليس عن طريق المؤسسات العلمية التقليدية والتي تستخدم في الغالب نمطاً  تعليمياً واحداً يركز على السمع والبصر بل عن طريق طاقات الإنسان الخلاقة الأخرى.
3. إن برامج التعليم في المؤسسات التقليدية في الوطن العربي يجب أن تكيف وفق متطلبات المتعلم، ونقل التجارب العالمية إلى مؤسساتنا التعليمية مما يستلزم إعادة النظر في هياكل الأنظمة الحالية، وإعادة تنظيمها بما ينسجم وأهداف التنمية الشاملة، وما تفرزه ثورة المعلومات في مجالات الاتصالات من خلال أنماط تعلمية تقدم لجميع طلبة العلم بغض النظر عن أعمارهم ومهنهم، وعدم اقتصارها على قالب واحد يتمثل بالصف والمعلم والكتاب.(عبد الله عبد الدائم، ، 1991م، ص 122.)
ما يمكن تبيانه في هذا الإطار هو أن التعليم المفتوح والتعليم عن بعد ينطوي على فلسفة تؤكد:
‌أ)        حق الفرد في الوصول إلى المعرفة حتى ولو كانت بعيدة.
‌ب)  حق الأفراد في الفرص التعليمية حتى وإن تجاوزها الزمن.
‌ج)    التحول من التعليم إلى التعلم أو من نشاط المعلم إلى نشاط المتعلم.
‌د)      تدفق المعلومات إلى المتعلم بالمشاهدة وعن بعد، وبالتعامل مع البرنامج المنقول بوسائط متعددة.
‌ه)   تكيّف المتعلم مع برنامج التعليم وفقاً لحاجاته واهتماماته وقدراته وسرعته الذاتية وتعلمه الذاتى.
‌و)     انخفاض كلفة التعليم المفتوح والتعليم عد بعد عن كلفة التعليم النظامى الجامعى.
‌ز)  أن يعمل في مؤسسات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد متخصصون إداريون وأكاديميون ومتعاونون مع مبرمجين تربويين ومبرمجين حاسوبيين.
أهداف التعليم المفتوح والتعليم عن بعد
ترتبط أهداف نظام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد بالدوافع والمبررات التي تقف وراء إنشائه فإذا انبثق عن قطاع عام وضمن إطار أهداف تنموية وطنية فإن أهدافه ترمي إلى توسيع فرص التعليم ليشمل فئات لا تستطيع مؤسسات التعليم القائمة استيعابها، أما إذا كان نظام التعليم عن بعد ضمن القطاع الخاص، فإن الهدف العام من ورائه هو الربح المادى للمنشأة صاحبة العلاقة( أبو زيد1996، ص 6)
وفيما يلي أهم هذه الأهداف:
1.    توفير فرص التعليم لكل مواطن مع الإيمان بقيمة استمرارية التعلم ومواصلته.
2. توفير حرية الدراسة للمتعلم وذلك بتحريره من قيود الزمان والمكان والسماح له بالتمتع بمزيد من الفرص التعليمية والمرونة والجمع بين العمل والتعلم.
3. بالنسبة لأرباب العمل فإنه يوفر في مواقع العمل نمواً مهنياً وتعلماً للعاملين أكثر فعالية من حيث التكلفة كما أنه يتيح الفرص لتطوير المهارات وزيادة الإنتاجية وترسيخ ثقافة جديدة فيما يتعلق بالتعلم.
4.    توفير أساليب ووسائط تعليمية مغايرة لتلك المستخدمة في المؤسسات التعليمية التقليدية.
5. توفير فرص التعاون العلمي والتعليمى والبحثي بين مؤسسات التعليم في العالم العربي حيث اصبح بالإمكان الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة في تبادل المعلومات والتعاون العلمي.
6. إعداد وتنمية الكوادر البشرية في مجالات الحياة المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حسب احتياجات المجتمع.
7. إتاحة الفرصة أمام المهتمين في تلقى البرامج الثقافية والعلمية والتدريبية لتحقيق مبدأ التعليم الشعبى المستمر، وقد  يترتب على الالتحاق ببعض هذه البرامج الحصول على مؤهل جامعى، لكون هذه البرامج تهدف لتأهيل أو إعادة تأهيل بعض المهن.
8. يسهم في حل المشكلات الناجمة عن عجز مؤسسات التعليم العالي التقليدية عن استيعاب الأعداد الهائلة المتزايدة من طلاب الدراسة الجامعية، الذين يمتلكون الرغبة والقدرة على ذلك.
9. توفير الفرص لمن فاتهم إكمال تعليمهم مما يحقق مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ فرص التعليم الجامعى رغم تباين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للطلبة.
توفير فرص التعليم والتدريب المستمرين في أثناء الخدمة والعمل، وذلك لمواكبة التطورات الملاحقة في مجالات المعرفة ورفع مستوى الأداء والإنتاج بين العاملين. (محمد عطا مدني، 2007م، ص123)
10.  ويضيف القواسمة ومحمد سعيد (1996، ص8) تقديم برامج دراسية تلبي احتياجات المجتمع وتساند خطط الإنماء الشامل، وذلك من خلال الإسهام في بناء مواطن متكامل الثقافة، ذى شخصية متجانسة قادر على تمثل القيم الإنسانية الحية في تراثه، وعلى استيعاب إنجازات عصره ومتطلباته ومواجهة محتوياته بما ينسجم مع ظروف واقعه العام ودوره في مجتمعه.
11.  ويضيف يعقوب نشوان( 1997، ص 29) الإسهام  في تعليم المرأة وتشجيعها وبخاصة في المجتمعات الزراعية حيث ترتفع نسبة الأمية بين النساء.
12.  الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار إذ لا تزال فرص محو الأمية وتعليم الكبار الشغل الشاغل لجميع التربويين.
13.  يمكن أن يسهم هذا النوع من التعليم في زيادة وحدة الشعب وتماسكه وتحريره من القيود الاجتماعية والاقتصادي.
مجالات التعلم عن بعد
التعلم عن بعد، من الأنظمة الحديثة التي فتحت مجال التعلم لشرائح متعددة من المجتمع وعلى عدة مستويات منها:
أولاً: التعليم الجامعي
وقد عنيت به الجامعات المفتوحة في العالم وأعدت العديد من البرامج التي تعتمد أدوات الاتصال بأنواعها، وأقدم هذه الجامعات حالياً الجامعة البريطانية المفتوحة وقد أصبحت برامجها المسجلة تلفزيونياً في موقع الريادة من البرامج العلمية المشابهة في العالم، هذا الواقع أدى إلى تعلم لا يقل عن مستوى التعليم النظامي من حيث الأثر والمردود. كما انتشر هذا النوع من التعليم بشكل واسع في أمريكا وروسيا في الثمانينات والتسعينات.
ومن سماته أيضاً توفير الحرية للدارس في اختيار الموضوع والمكان وموعد الدراسة، وقد دلت الإحصاءات على أن هذا النوع من النظام أدى إلى تخفيض تكلفة الدراسة ومواجهة المنافسة على المقاعد الدراسية في الجامعات، لأن سعته غير محدودة وغير مرتبطة بالمكان والزمان وعدد القوى العاملة.
وتعتبر المساقات التعليمية وطرق توصيلها للمتعلم المحور الأساسي لنجاح هذا النظام، الأمر الذي يفرض متابعة هذه البرامج ومراقبة توصيلها عن طريق التقويم المستمر والتغذية الراجعة، للرقي في مستوى هذه البرامج وللتغلب على تسرب بعض طلابه وذلك بوضع اختبارات مرحلية لقياس تقدم الطالب وأهليته لتعلم برامج جديدة ومنحه الدرجة العلمية المناسبة بعد نجاحه في كل اختبار.
ثانياً: تدريب المعلمين أثناء الخدمة
استخدم هذا النظام لتدريب المعلمين وتأهيلهم في العديد من دول العالم وذلك لتطوير خبراتهم ورفع مستوى أدائهم وممارساتهم التعليمية في الصف.
     ومن النماذج الرائدة في هذا المجال برنامج معهد التربية أونروا يونسكو لتدريب المعلمين الفلسطينيين في جميع الدول المضيفة.
     يشير الكلوب إلى أن نجاح هذا البرنامج أدى إلى اتخاذه كنموذج لتأهيل المعلمين أثناء الخدمة في غالبية دول العالم العربي.([1] كلوب، 1999، ص 294-295)
ثالثاً: برامج التدريب العامة
تستهدف هذه البرامج العديد من شرائح المجتمعات في موقع عملهم، كالمهندسين والزراعيين والأطباء الإداريين والصناع وذوي المهن المتقدمة وغيرهم، لأغراض التطوير ورفع المستوى ومقابلة مستجدات مهنهم، وذلك لإثراء معارفهم وتحديد مستواهم في الممارسات التطبيقية. ونجحت هذه البرامج في العديد من دول العالم ذلك أنها تتعامل مع فئات ناضجة تبلورت أهدافها الحياتية وارتبطت دوافعها مع متطلبات العمل وتحديثه لأغراض الإبداع ورفع مستوى الدخل وتحسين الموقع (هجو، 2006م ص125).
ولنجاح نظام التعليم عن بعد أصبح هناك تطلع دولي وعالمي للتعاون في بث برامج التعليم المفتوح لفئات أكثر ومناطق أوسع إذا ما توفرت عناصر أساسية لهذا التعاون منها:
-      الأهداف المشتركة لهذا التعليم.
-      الوسائط الموحدة المتقاربة الفعالية.
-      اللغة المشتركة.
-      التجانس بين الفئات من حيث الدافعية، مستوى التعليم، الأهداف العامة.
وينطبق هذا الوضع على العالم العربي حيث بدأ يفكر باستغلال القمر العربي للاتصالات (عربسات) في تنفيذ البرنامج (وقد ثبت فنياً أن الاتصال عن طريق الأقمار الصناعية أكثر وضوحاً وابعد مدى من نظام الاتصالات الأرضية، إلا أنه أكثر تكلفة مع وجود المحاذير المتعددة خاصة السياسية منها).
وهكذا فإن التعليم المفتوح والتعليم عن بعد أنظمة تعليمية ذات أثر كبير في تسيير التعليم في ظل الثوابت الأساسية التالية:
-  إعداد مساقات دراسية وبرامج تعليمية ذات مستوى متقدم من الناحية الفنية، تلبي حاجات الفئات المستهدفة مع العمل على تحسين مستواها وتطويرها بشكل مستمر.
-      اختيار وسائل الاتصال المناسبة للمتعلم وتنظيم استخدامها فنياً.
-      التقويم الدائم للمتعلم وإشعاره بمدى استفادته وتقدمه لتشجيعه على الاستمرار في المشاركة.
-  التأكيد على أن عملية التفاعل بين المتعلم والمادة عند الاستقبال قد تمت بنجاح ذلك أن سلبية الاتصال تبطل فعالية هذا النظام.
إن المدرس في موقع إعداد البرامج وبثها ومتابعتها وتقويمها يشكل حجر الأساس في إنجاح هذا النظام مع أنه بعيد عن المتعلم جسدياً، إلا أنه يملك الهيمنة الروحية دائماً وهى أساس نجاح العمل.
أساليب التعليم في التعلم عن بعد
يتم تطبيق هذا النوع من التعلم تبعاً للخطوات الآتية:
1.    تصمم المساقات الدراسية وإعدادها وإنتاجها سواء أكانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية أو جميع هذه الوسائل معاً إنتاجاً مركزياً، من قبل أعضاء الهيئة المشرفة على برنامج التعليم عن بعد، في ظل حاجات الفئات المستهدفة من هذه البرامج.
2.         توزع هذه المساقات وما يرافقها من برامج تعليمية في أوقات محددة لجميع الدارسين، وتعريفهم بالبرامج التي تعتمد أدوات الاتصال العامة كالإذاعة والتلفزيون وأوقات بث هذه البرامج.
3.   يزود الدارسون بمعلومات عن ممثلي المؤسسة التعليمية في مناطقهم وطرق الاتصال بهم وتوفير مكان ارتباط مع بعض الأجهزة والمواد التعليمية التي تشكل بعض برامج التعليم، وذلك لتقديم الاستشارات وتوزيع البرامج والمواد التعليمية.
4.        يوضع نظام لتقويم تحصيل الطلبة، ومتابعة وتقويم البرامج لتعديلها وتطويرها.
5.   استخدم وسائط النقل المتاحة والتركيز على العام منها كالإذاعة والتلفزيون والإنترنيت أو أي وسائل سمعية بصرية أخرى.
6.   الاستعانة بنظام الحقائب التعليمية في إعداد البرامج ودراستها حيث أن هذا الأسلوب من الأساليب المتطورة ذات المردود الفعال في التعلم الذاتى ومقابلة الفروق الفردية لدى الطلبة. إضافة إلى المكتبات الدوارة و المصادر، وأية وحدات معرفيه تصب في خدمة المتعلمين.
2.1.10 عناصر التعليم عن بعد
يتألف التعليم عن بعد من العناصر الآتية:
-                  فئة الدارسين.
-                  لماذا يدرسون؟
-                  ماذا يدرسون؟
-                  كيف يدرسون؟
1.      فئة الدارسين: معظمهم من أولئك الذين كانوا أقل حظاً من غيرهم في فرص التعليم، ومن الذين تركوا الدراسة النظامية بظروف اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية في سن مبكرة، كما أن الغالبية العظمى من هذه الفئة تعمل في مجالات مختلفة بجانب الدراسة، وهم في الغالب يقبلون على الدراسة بدوافع شتى كالحصول على مكانة اجتماعية أو اقتصادية أو لتعميق فهمهم للمهن التي يمارسونها أو لزيادة ثقافاتهم وشغل وقت فراغهم بما ينفعهم.
2.    لماذا يدرسون: معظم الدارسين يشتركون في التعليم المفتوح لدوافع كثيرة كما أسلفنا وإن كان أهم هذه الدوافع إثبات الذات وتحسين الوضع الإجتماعى والإقتصاد( مصطفي عبدالمنعم، 1991، ص 27).
فعن طريق التعليم والشهادة العالية يمكن أن ينتقل الفرد من فئة اجتماعية إلى فئة أخرى، كما تعتبر نظرة المجتمع إلى الفرد المؤهل الحائز على الشهادة الجامعية نظرة احترام وتقدير.
3.   ماذا يدرسون: تتحدد البرامج والمقررات الدراسية في ضوء نوعية الدارسين وأوضاعهم وخلفياتهم التعليمية والثقافية وإمكانياتهم والوسائل التعليمية المختلفة المتوفرة أو التي يمكن توفرها والتي بواسطتها يمكن أن تصل المعلومات إلى الدارسين سواء عن طريق التعلم المباشر أو في أثناء اللقاءات التي تتم بين الدارسين والمشرفين الأكاديميين أو من خلال الدورات القصيرة المدى، أو الانتقال إلى الدارسين في أماكن إقامتهم في بيوتهم ومواقع عملهم بدلاً من نقلهم إلى المركز الدراسي في الجامعة المفتوحة، وهذا ما يستند إلى فلسفة التعليم المفتوح عن بعد.
كيف يدرسون: يستخدم في التعليم المفتوح والتعليم عن بعد جميع الأساليب والوسائل (الوسائط) التي تمكن الدارسين من الوصول إلى أهداف البرنامج الدراسي وهناك وسائط مباشرة وغير مباشرة، ومنها ما هو تقليدي شائع الاستخدام ومنها ما هو حديث وجديد. ( إنتصار الفاضل حامد، 2004م ، ص124).
الوسائل التعليمية في التعليم عن بعد
تعتمد العملية التعليمية في التعليم عن بعد على التكامل بين الوسائط التقنية المختلفة. وفي كل مؤسسة هناك دليل عند كل طالب للتعريف بما هو مقرر عليه من مواد تعليمية وجدولتها.
أما أهم الوسائل في التعليم المفتوح فهي الكتاب وتوابعه، فلكل مقرر كتاب وهذه الكتب مصممة ومكتوبة خصيصاً لهذا النوع من التعليم حيث إن هذا الكتاب هو أستاذ وكتاب في نفس الوقت، وعموماً يتطلب إعداد المقررات الدراسية (بوسائطها المختلفة) أساليب إعداد جديدة تختلف من حيث التصميم والإخراج عن أساليب إعداد المواد التعليمية بالصورة التقليدية المعروفة، فهو يعتمد على التخطيط الدقيق في كل مراحل إعداد المقرر الدراسى،ويعرض على مجموعة من الاختصاصيين واللجان المختصة، حيث يمر المقرر بآلية منظمه ودقيقه منذ البدء في الأعداد إلى وصول المقرر إلى الدارسين. ويتطلب هذا الجانب إعداداً وتدريباً للقائمين عليه. فبعد وضع خطة المنهاج لمقرر ما بواسطة المختصين، ولإعداد كتاب دراسى لذلك المقرر، يكلف مجموعة من الأساتذة الأكفاء لإعداد المقرر وفق تلك الخطة، ثم يخضع المقرر الموضوع لمحكمين ذوى كفاية علمية عالية. وبعد الانتهاء من التحكيم يعاد المقرر مرة ثانية للمؤلفين لأجراء التعديلات اللازمة. ولا تنتهى العملية عند هذا الحد بل يتم بعد ذلك تصميم المقرر تصميماً  تعليمياً مناسباً للتعليم عن بعد، ثم من بعد ذلك تدقيقه لغوياً وعندها فقط يرفع للتحرير الفني والطباعة.
وتعتمد التصميمات الحديثة للمقررات الدراسية على نظرية (More,1987) للأبعاد الثلاثة للتعليم عن بعد، وهى استقلالية المتعلم والتفاعل بين المتعلم والأستاذ المشرف، وتصميم المقرر بحيث يستجيب لحاجات المتعلم.
والخلاصة، فان كتب التعليم عن بعد ليست مذكرات أو حتى مجرد كتب دراسية عاديه كالتي تستعمل في التعليم التقليدي حيث يقوم الأستاذ في المحاضرة بدور تقديم المنهج المقرر للطالب وشرحه. ولهذا فكتب التعليم تتميز بتقسيمها إلى وحدات مع أهداف واضحة لكل وحدة. وهى تتسم باللغة السهلة والوضوح وبتدرج الكتاب بالطالب حتى يصل إلى الهدف المطلوب مع الاستعانة بالأسئلة والأمثلة والمقترحات لزيادة التفاعل مع الاعتماد على التحليل والتقويم ورفع مهارات الطالب في النقاش. وختم كل وحدة بأسئلة للتقويم الذاتي، بالإضافة إلى تمارين ومقترحات البحوث وغيرها، لتأكيد تفاعل الطالب مع ما تم وما استوعب من معرفة. وبذلك يكتسب طالب التعليم المفتوح مجموعة من مهارات التعلم، والاتصال بين الأستاذ المشرف والطالب يتم عادة عن طريق السمنارات في المراكز الدراسية للجامعات المفتوحة كما تتم فيها الاستشارات والإجابات عن الأسئلة، كما تتم هذه أيضاً عن طريق التلفون. (بعض الجامعات تقدم خدمات تلفونية مجانية في خطوط معينة) وبدأ أخيراً استخدام مؤتمرات الفيديو، ومؤتمرات الحاسوب، والبريد الإلكتروني، وذلك لتأكيد الاتصال بين الطالب والأستاذ المشرف. وقد أدخلت الجامعة الهولندية المفتوحة نظاماً للقاء الطلاب في مجموعات ويقوم المركز الدراسى في التعليم عن بعد بدور مركز الخدمات، حيث أجهزة الفيديو والكتب والوسائط الأخرى، وقاعات محاضرات، وغرف للقاءات الأساتذة والطلاب، ويفضل الطلاب مثل هذه اللقاءات.( أماني ابراهيم،2007م، ص 124).
أنواع الوسائط اللتعليمية
يتضمن النوع الأول من الوسائط
    الوسائط المباشرة                 الوسائط غير المباشرة
1.  المراكز عبارة عن أطر لتقديم الخدمة.      1.  المطبوعات.
2.  اللقاءات التوجيهية والفردية.              2.  مواد إذاعية وأشرطة سمعية.
3.  الندوات والحلقات الدراسية.               3.  مواد مرئية (تلفازية) واشرطة فيديو.
4.  المؤتمرات وحلقات البحث.               4.  برامج كمبيوتر.
5.  المشاغل التدريبية.                      5.  حقائب تعليمية.
6.  المشروعات والنشاطات الميدانية.         6.  التعيينات.
7.  الاتصالات التلفونية (الهاتف).        
أما النوع الثانى: فيتضمن الوسائط الحديثة، وتضم: وسائل إلكترونية على مستويات عدة تستخدم جميعها لسد احتياجات التعليم ومتطلباته حيث أنها توفر خطوط اتصالات ثنائية الاتجاه (تمثل علاقة تفاعلية ما بين الدارس والمشرف الأكاديمي) على عكس الوسائل التقليدية كالمادة المطبوعة والراديو والتلفاز والأشرطة السمعية والبصرية وغيرها من وسائل الاتصال ذات الاتجاه الواحد ومن أهم الوسائط الحديثة التي أثبتت جدارتها في التعليم عن بعد.
-      المؤتمرات المرئية (Video Conferencing).
-      المؤتمرات المسموعة (Audio-Tele Conferencing) .
-      المؤتمرات بواسطة الحاسوب  (Computer Conferencing).
-      المحادثات المباشرة على الهواء (On Line Discussion).
-      شبكة الاتصالات ( 9Internet).
-      الكتب الإلكترونية ( E.Books).
-      البريد الإلكتروني  ) ( E-Mail.
-      برامج القمر الصناعى Satellite Programmes.  
كما أن هناك وسائط إلكترونية أخرى حديثة مثل المكالمات الهاتفية والتلفازية متعددة الأطراف Conference Call وهى تستخدم خطوط الهاتف وأجهزة الكمبيوتر الخاص) حمدان، 1986م، ص125(.
-  يوفر في مواقع العمل نمواً مهنياً وتعلماً للعاملين أكثر فعالية من حيث التكلفة كما أنه يتيح الفرص لتطوير المهارات وزيادة الإنتاجية وترسيخ ثقافة جديدة فيما يتعلق بالتعلم.
نظام التقويم في التعليم عن بعد
يعتمد نظام التقويم في التعليم المفتوح في الغالب على النظام المتبع في النظام التقليدي، حيث الامتحانات التحريرية، وأحياناً الشفهية. ولكن أيضاً تحتوى حزمة المواد التعليمية التي يستعملها الطالب أيضاً على أسئلة للمراجعة وأسئلة للتقويم الذاتى وواجبات دراسية، وفي بعض الأحيان تستخدم هذه من أجل التمرين. ولكن وجد أن التغذية الراجعة من الطالب مفيدة جداً للحفاظ على حماس الطلاب نحو الدراسة. ولهذا تعتبر الواجبات الدراسية المصاحبة للمقرر الدراسى مهمة جداً وجزءاً لا يتجزأ من المقرر الدراسى.
جامعة السودان المفتوحة
التعليم المفتوح له ميزات عديدة كما ذكر سابقاً لذلك كانت فكرة إنشاء جامعة مفتوحة في السودان لتقوم بدور التعليم تكاملاً مع الدور الذي يقدمه التعليم المقيم، وتكاملاً مع الدور الذي يقدمه التعليم عن بعد. فقد أصدر مجلس الوزراء الموقر قراره رقم (164) في أبريل 2002م الموافق 2 صفر 1423هـ بإجازة مشروع جامعة السودان المفتوحة، ثم تلى ذلك إجازة قانون الجامعة من قبل المجلس الوطني في جلسته رقم (11) من دورة الإنعقاد السابع بتاريخ 9 ربيع أول 1425ه الموافق 28 أبريل 2004م و في نفس العام تمت إجازة مشروع الهيكل التنظيمى للجامعة الذي جاء مطابقاً لكثير مما ورد في قانون الجامعة المجاز لسنة 2004م والذي يتكون من تسع إدارات وأمانات ، ثم بدأت الجامعة في استكمال هيكلها باستيعاب ما تحتاجه من القوى العاملة كماً ونوعاً ، وبوضع النظم السياسية واللوائح التي تحقق الإستقرار الوظيفي.( مطبق تعريفي بالجامعة المفتوحة،2003)
رؤية الجامعة
التعليم للجميع.
رسالة الجامعة
1.    تأكيد هوية الأمة وتأصيلها من خلال المناهج التي تقرها وتطبقها الجامعة.
2. غرس عادات تعليمية وسلوكية جديدة تنمي قيم الإعتماد على النفس والتعليم الذاتي والمستمر، وتنمية مواهب الإنسان وملكاته الذهنية والنفسية والبدنية والجمالية والإبداعية، وقيمه الأخلاقية والروحية.
3. تحقيق مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية والمساواة بين المواطنين دون تمييز، وذلك عن طريق توسيع فرص التعليم العالي والتدريب للفئات التي فاتتها هذه الفرص، وتوفير فرص المزاوجة بين التعليم والعمل.
4.    إشاعة التعليم المستمر والتعليم المجتمعي.
5.    تأهيل وإعداد القوى البشرية المدربة والقادرة لمقابلة احتياجات التنمية.
6.    الإسهام في تطوير وتجويد نوعية التعليم باستخدام الوسائط التقنية الحديثة المتعددة.
7.    إرساء التعاون التعليمي والثقافي مع المؤسسات التعليمية محلياً وإقليميا وعالمياً.
8.    المساهمة في التنوير والتثقيف.
أهداف جامعة السودان المفتوحة
§   توسيع فرص التعليم العالي والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد عليه بتنويع البرامج الأكاديمية وتوفير إمكانية الوصول إليها.
§        تعويض الفرصة لمن فاتهم الالتحاق بالتعليم العالي لظروف إجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية.
§   توفير فرص التدريب والتعليم المستمر أثناء الخدمة للمنخرطين في سوق العمل، وفقاً لاحتياجات التنمية المهنية، ولتطوير الكفايات ورفع مستوى الأداء والإنتاج بينهم.
§        توفير التعليم للدارسين في أماكن إقامتهم.
§        تطوير مشاركة المجتمع بفئاته المختلفة لأجل التنمية المحلية.
§        تهيئة البيئة المناسبة للدراسات الجامعية العليا والبحث العلمي المرتبط بحاجات المجتمع المختلفة.
§        توطين التقنية الحديثة وحسن استخدامها في التوصيل الفعال للبرامج الأكاديمية.
§   توطيد التعاون بين نظامي التعليم الجامعي التقليدي والمفتوح لتسهيل حراك الدارسين بين المؤسسات التعليمية المختلفة.
§   توثيق الصلة بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة لتلبية احتياجاتها من تخطيط برامجها ومناهجها وفي تقديم الإستشارات العلمية والفنية لها.
§   تأصيل العلوم والتأكيد على مكان اللغتين العربية والإنجليزية والإهتمام باللغات الأخرى وبالترجمة.الإهتمام بالتوثيق التراثي والوجداني والبيئي[1].
§        الفئات الإجتماعية المستهدفة
§   تعمل جامعة السودان المفتوحة على توفير فرص واسعة ومفتوحة لفئات مختلفة من طالبي التعليم الجامعي بالإضافة إلى خريجي المرحلة الثانوية الذين لا يمكن للجامعات المقيمة أن تستوعبهم.
تتيح الجامعة فرصاً واسعة لإستيعاب الفئات الآتية :
1. العاملين في قطاع الخدمات الفنية والإدارية والعسكرية الذين لا يستطيعون ترك مسئولياتهم ولا التقيد بنظام الجامعة التقليدية، ويرغبون في دعم اختصاصاتهم أو إضافة مؤهلات أخرى إلى مؤهلاتهم القائمة.
2. فئات مجتمعية  يكون موقعها الجغرافي بعيداً عن أماكن تواجد الجامعات، وتلزمها المهام الإسرية والإجتماعية بالبقاء في مواقعها.
3. النساء اللواتي لا يساعدهن وضعهن الإجتماعي والثقافي من التعليم الجامعي، وكذلك ربات البيوت اللواتي يصعب عليهن ترك مسؤولياتهن في تربية الأطفال والقيام بمسؤوليات البيت.
4. العاملين في مضمار التدريس والتعليم من ذوي الإختصاصات العلمية البحتة الذين يرغبون في رفع مؤهلاتهم إلى المستوى الجامعي (معلمي مرحلة الإساس).
5. المغتربين الذين تحول قوانين البلدان التي يقيمون فيها دون الحصول على تعليم جامعي، أو الذين يرغبون في الحصول على التعليم الجامعي المطبق في السودان  (مطبق تعريفي بالجامعة المفتوحة 2003)
نظام الدراسة
     انتهجت جامعة السودان المفتوحة النظام الفصلي القائم على نظام  الساعات المعتمدة، حيث يجلس الطلاب للإمتحان نهاية كل فصل دراسي وينتقلون إلى الفصل الدراسي التالي بعد استيفاء النجاح. وتتكون الخطة الدراسية لكل برنامج من مقررات موزعة على النحو الآتي:
§       مطلوبات الجامعة:
§        وهي مقررات إجبارية لكل الدارسين.
§       مطلوبات كل برنامج دراسي: هي مقررات إجبارية لكل الدارسين في البرنامج.
§       مقررات تخصصية.
§       مقررات اختيارية.
§       مشروع يقدم قبل نهاية الفصل/ العام الدراسي (إذا كان مطلوباً).
§       يشمل العام الدراسي للجامعة فصلين دراسيين، ويستمر الفصل الدراسي خمسة عشر أسبوعاً، ويتراوح المطلوب الدراسي الفصلي العادي من 16-22 ساعة معتمدة في الفصل الدراسي، ويتم تقويم عمل الطلاب في كل مقرر بصورة مستمرة، تبدأ من بداية الفصل الدراسي عن طريق: الاختبارات الدورية،  والتقارير، وحلقات النقاش، والواجبات، والمشاريع، وتنتهي بإجراء الامتحانات الفصلية أو النهائية التي يعدها أعضاء هيئة التدريس بمركز الجامعة الرئيسي، وترسل إلى مراكز الجامعة المتعددة لتعقد في وقت واحد على أن يتم التصحيح بإشراف المركز الرئيسي للجامعة.
المواد التعليمية
1.   المواد التعليمية المطبوعة
  وهي مجموعة من المقررات التي أعدت خصيصاً لجامعة السودان المفتوحة، وتشمل: الكتاب المقرر ومواد قرائية مساعدة، تساعد الطالب اختبار مدى استيعابه للمادة، بالإضافة إلى تجهيزات خاصة بالتدريب العملي(مراشد، أدلة، دليل).
2.   المواد العلمية السمعية و السمعيبصرية.
تشمل برامج إذاعية وتلفزيونية بالإضافة إلى شرائط سمعية.
3.   المواد المحوسبة.
     تمكّن الطالب من تطبيق البرامج المرافقة للمواد التعليمية، وتشمل المواد المعدة على الأقراص المدمجة، بالإضافة إلى المواد التي تبث عبر شبكة الإتصالات الدولية (الإنترنت).
وسائل التعليم
§        البث المسموع والسمعبصري في إتجاه واحد ويشمل  البث الإذاعي و التلفزيوني.
§   شبكة الإتصالات الدولية (الإنترنت والبريد الإلكتروني) التي تمكّّن الطلاب من الإطلاع على المواد التعليمية باستخدام الحواسيب الشخصية، والإتصال فيما بينهم أو بينهم وبين الجامعة عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.
المراكز الدراسية
الدراسة المقيمة.
   سوف يستفيد طلاب الجامعة من التسهيلات التي ستوفرها الجامعات القائمة من حيث استخدام المباني والتجهيزات والمعامل والمكتبات وغيرها وفق إتفاقيات خاصة بين الجامعة وتلك الجامعات.
شروط القبول.
§        تتميز جامعة السودان المفتوحة بمرونة شروط القبول بها وفقا للضوابط الآتية:
§        استيفاء شروط القبول العامة بالحصول على الشهادة السودانية أو ما يعادلها.
§        استيفاء شروط القبول الخاصة بالبرنامج الدراسي المعين.
§        قبول الطلاب الناضجين:
§   تقوم الجامعة بقبول الطلاب الناضجين بنسبة أكبر من بقية الجامعات، وذلك بعد استيفاء الشروط التي حددتها لائحة قبول الناضجين.
§       إذاعة جامعة السودان المفتوحة
  في البدء كانت الجامعة تنتج المادة الإذاعية تحت إشراف إدارة الإنتاج والوسائط التعليمية بالجامعة في مؤسسات عديدة منها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السوداني، وإذاعة وتلفزيون ولاية الخرطوم، وشركة المساء للإنتاج الإعلامي، ومركز الرياض للإنتاج الإعلامي وشركة إمام التقنية. وكانت تبث المادة التعليمية في الإذاعات الولائية والإذاعة القومية. تلى ذلك مرحلة الإهتمام بالإذاعة كوسيلة تعليمية في دعم ومساندة العملية التعليمية،  وكانت بداية في مشروع إنشاء إذاعة جامعة السودان المفتوحة، فقامت بشراء أجهزة الاستديو في منتصف عام 2004م ونسبة لظروف الجامعة وأنها في مراحلها التأسيسة عمدت الجامعة إلى عقد إتفاق شراكة مع مركز الرياض للإنتاج الإعلامي (منظمة الدعوة الإسلامية) في 20/يوليو للعام 2004م  نص على استخدام المعدات والأدوات التي توفرها الجامعة للمركز في إنتاج الحلقات التعليمية،  ونسخ وطباعة الحلقات التعليمية وتدريب كوادر اعلامية، والإنتفاع من عائد الإنتاج التجاري. ثم فضت الشراكة مع مركز الرياض للإنتاج الإعلامي في 31/ 10/ 2006م، وإنشاء إذاعة وتلفزيون جامعة السودان المفتوحة حيث بدأ البث التجريبي  في السابع من يوليو عام 2006م كأول إذاعة تعليمية سودانية، على محطةFM  في مدينة الخرطوم الكبرى بقدرة تشغيلية لا تزيد عن إثنين كيلو واط لبث البرامج التعليمية، حيث تعاقدت الجامعة مع الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون  في شهر سبتمبر 2005م على إنشاء المحطة الخاصة بالجامعة تمت الموافقة على ذلك.    و مما يلفت الإنتباه أن من شروط  العقد مع الهيئة القومية عدم بث اي إعلانات تجارية في الاذاعة مما يؤثر على ميزانية الإذاعة في المستقبل حيث ان اغلب إيرادات بل ميزانيات الوسائل الإعلامية من الإعلانات( ملف إذاعة الجامعة، مكتب مدير الجامعة، 2003- 2007م).

1. أهداف الإذاعة
أهداف إذاعة جامعة السودان تشمل:
1.   عكس رؤية ورسالة الجامعة.
2.   الإسهام في تحقيق أهداف الجامعة.
3.   نقل العملية التعليمية للدارسين بالجامعة، وذوي الحاجات الخاصة.
4. مساعدة الدارسين في اختيار المواد التي يرغبون في الاستماع إليها عبر خدمة المشغلات الرقمية MP3/ MP4.
2. الخدمات البرامجية للإذاعة
1.   تقدم الإذاعة محاضرات في المناهج الدراسية المقررة كافة وذلك وفق جدول دراسي يوزع على الدارسين.
2.   تسليط الضوء على الجامعة ونظامها الإداري والأكاديمي.
3.   تقديم برامج تهتم ببناء قدرات المجتمع أفراداً وجماعات.
3. الفئات المستهدفة
1.   الأساتذة  والدارسون بالجامعة والجامعات المقيمة.
2.   الراغبون في التعليم المفتوح من فئات المجتمع كافة.
تعمل الإذاعة على مدار الساعة وحتى الآن تغطي ولاية الخرطوم فقط ويمكن للولايات أن تستمع للإذاعة عبر النايل سات وهي في مرحلتها التأسيسية، وتعمل على بث المحاضرات التعليمية للمواد المقررة على الطلاب بالجامعة حسب جدول زمني معين وبرمجة إذاعية معينة.  (منشورات الإذاعة 2007م.
1.  إنتصار الفاضل حامد أحمد، استخدام وسائل الإتصال في التعليم عن دراسة مقارنة في الفترة من 2001- 20032004م جامعة أم درمان الإسلامية، رسالة ماجستير.
2.     سوسن سعيد بخيت، إعداد برامج التعليم عن بعد (المقومات والمعوقات)، رسالة ماجستير، جامعة الخرطوم، 2000.
3.  محمد عبد الفتاح حسن شاهين، جامعة عين شمس، تقويم برنامج التربية في جامة القدس المفتوحة على ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة للتعليم عنبعد واقتراح برنامج لتطويره، رسالة دكتوراة، 2001م.
4.     عمر الشيخ هجو، استخدام وسائل الاتصال و دورها في التعليم المفتوح و التعليم عن بعد دراسة تطبيقية على جامعة السودان المفتوحة، جامعة الجزيرة،2009م.
اوراق ومؤتمرات
1.     محمد حسن سنادة، معايير التعليم عن بعد، مؤتمر التعليم عن بعد واثره على المجتمع، الخرطوم- الشارقة، 2004م، ص 125).
2.     دليل اليونسكو لمعلمي البيولوجيا في الدول العربية، مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، تونس ص 111.
3.     شمو علي محمد، الإتصالات وتقنية المعلومات في التعليم عن بعد، مؤتمر التعليم عن بعد وأثره على تطور المجتمع، جامعة السودان المفتوحة، قاعة الشارقة 2004م.
4.     هجو عمر الشيخ، الأثر المتوقع من جامعة السودان المفتوحة على المجتمع السوداني، مؤتمر التعليم عن بعد وأثره على تطور المجتمع، جامعة السودان المفتوحة، قاعة الشارقة 2004م.





                                                                                                                              

هناك تعليق واحد: