الجمعة، 26 سبتمبر 2014

المفهوم الحديث لوسائل الاتصال التعليمية



          إن عصر المعلومات قد شهد إدخال سلسلة من وسائل الاتصال الحديثة في حقل التعليم، ألغيت بموجبها حواجز الزمان والمكان، ودفعت بالتعليم إلى مناطق وأجزاء واسعة من الكرة الأرضية. ومما لا شك فيه أن تقدماً هائلاً في تقانة المعلومات قد تحقق في البلدان المتقدمة حيث تستخدم أنواع مختلفة من الوسائط الحديثة في التعليم على مستويات عدة، واستخدام الوسائط المتعددة وشبكات الاتصالات ليس في حد ذاته الهدف، وإنما لتحقيق غاية، وهي حل المشكلات التعليمية والوفاء باحتياجات التعلم على اعتبار أنها أدوات ووسائل، لتسهيل التعليم والتعلم. وعليه يجب أن ينبع استخدام هذه التقانة الحديثة من تفكير سليم، وألا ينحاز التربويون والدارسون إلى ركبها بدون معرفة العلاقة بينها وبين التعليم والتعلم، وكذلك معرفة كيفية استخدامها على الوجه الأمثل، وإعداد البنية التحتية اللازمة لاستخدامها على اختلاف أنواعها ومستوياتها. إذن لا بد من معايير لاستحدام وسائل الاتصال في التعليم: Agarwal (422: 2004)
1.      أن تخدم الهدف الذي ترمي من ورائه العملية التربوية.
2.      أن تكون كفاءتها عالية.
3.      أن تكون ملائمة وقادرة على التطوير.
4.      يمكن وصولها إلى أكبر عدد من الدارسين، وليس من الضروري إلى جميعهم.
5.      أن تكون موجودة في جميع المراكز الدراسية.
فمن الواضح أن استخدام وسائط الاتصال التعليمية تجعل التعليم بصورة عامة أكثر سهولة وفاعلية ومتعة. كما يجعل الدارسين محور العملية التعليمية. فلم تعد الوسائل التعليمية أدوات ثانوية أو معينات للإيضاح يستعين بها المعلم إذا رغب في ذلك، ولكنها أصبحت جزءاً رئيساً ومنظومة فرعية في المنظومة التعليمية الكبرى، تدور حولها الأنشطة التعليمية التى تؤدي إلى تكوين الخبرات والمهارات المطلوبة.
درج التربيون على استعمال تسميات متعددة لوسائل الاتصال التعليمية مثل: وسائل الإيضاح – الوسائل المعينة – الوسائل البصرية – الوسائل السمعية – معينات التدريس – الوسائل السمعية والبصرية – الوسائل التعليمية – تكنولوجيا التعليم.
          تزامنت جميع هذه التسميات أو المصطلحات مع المرحلة التي اقتنع فيها التربيون بأهمية الحواس وفوائدها وتأثيرها في اكتساب الخبرات التعليمية المتنوعة، بالإضافة إلى الاختراعات المتعددة وتبعاً لتقدُّمها، ولذلك كانت تُوجَّه الملاحظات والنقد على بعض التسميات السابقة وما يلازمها من مآخذ.
          عليان ربحي و الدبس محمد (228: 2003) أما في الحقبة الأخيرة من القرن العشرين.. قرن الاختراعات والتطورات العلمية والصناعية والاقتصادية السريعة، وما قدَّمته للمعلمين من أجهزة ومعدات ومواد، ساعدت على توفير الوقت أثناء العملية التعليمية، وجعلته أكثر عمقاً وأثراً في نفوس طلاب العلم باختلاف مستوياتهم الدراسية.
فالمختبرات المخصصة سواء لدراسة القرآن الكريم أو اللغات، والدوائر التلفازية المغلقة، واستخدام الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت في نشر مختلف العلوم لدليل واضح على انتشار التكنولوجيا.
          ذكر الفرا في هذا الصدد أن آخرين ينظرون إلى التكنولوجيا بأنها تشمل الأجهزة كالحاسوب والتلفاز التعليمي، لهذا كان معمل اللغات وما يحتويه من أجهزة ودروس ومعلمين وتلاميذ، وتعليمات الاستخدام هي تقنيات تعليمية، كما أن المختبرات العلمية بجميع محتوياتها من أنابيب وأدوات ومواد كيماوية وخطوات عمل، وتعليمات تحذيرية هي تقنيات تعليمية، والحاسوب بمستلزماته الآلية والبرامج التشغيلية هي تقنيات تعليمية.
1.      6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق