الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

صفات ووظائف خاصة بمقدم برامج الحوار




من خلال الخصائص والصفات التى سبقت الإشارة اليها في المبحث السابق والمتعلقة بالمذيع تحددت شخصية كل مذيع يتعامل مع كل أشكال الإنتاج الإذاعي فهى خصائص وصفات عامة لابد من توافرها في كل من يتصدى للعمل الإذاعي.
       أما في هذا المبحث فإن الباحثة تركز على مقدم برامج الحوار، أي المذيع الذى يدير النقاش في الندوة باعتباره العنصر الأساسى الذي يتوقف عليه نجاح أو فشل هذا النوع من البرامج.
فالمذيع مقدم الحوار له خصائص وصفات خاصة مطلوب توافرها أكثر من غيره ومن ذلك.
1. المرونة:
       وتعنى قدرة المذيع واستعداده لإجراء كافة أنواع وأشكال برامج الحوار في شتى الموضوعات مع مختلف الأشخاص في كافة الأحوال والمناسبات والظروف والقدرة على الانتقال من موضوع إلى آخر في المقابلة أو الندوة أو المناقشة تبعاً للظروف التى تتطلب ذلك.
2. القدرة على الانصات الجيد:
       وذلك لأن قدرة المذيع على الإنصات والإصغاء والضيف واستيعاب ما يقول هى التى تمكنه من توجيه السؤال المناسب في الوقت المناسب.
3. الفضول وحب الاستطلاع:
       ويعنى البحث والتدقيق في شخصية الصيف وحديثه للكشف عن كل ما يهم المستمع أو المشاهد.
4. الإصرار والمثابرة:
       وذلك لأن العثور على الموضوع المناسب والشخص المناسب للمحاورة في موضوع معين تحتاج من المذيع إلى كثير من الاجتهاد والصبر والبحث الدائب لكى يقدم الموضوع المناسب والشخص المناسب للمقابلة.[1][45]

5. القدرة على ضبط الأعصاب:
       وذلك لأن مذيع المقابلة لأن يلتقى  بالعديد من الشخصيات من مختلف الاهتمامات والثقافات والاتجاهات والأمزجة ولا يستعد أن يكون من بين هؤلاء الضيوف بعض الشخصيات الاستفزازية أو ( العدوانية) ومن ثم ينبغى أن يتحلى المذيع بالقدرة على ضبط الأعصاب وعدم الإستجابة للإستفزاز على النحو الذى يحيل البرنامج إلى معركة شخصية. وعلى المذيع أن يعرف أن المستمع أو المشاهد يتعاطف عادة مع الضيف ويرى فيه نفسه، ومن ثم يشعر بأن أي إهانة موجهة إلى الضيف وكأنها موجهة إليه هو.
6. أن يكون مضياف:
       فالمعروف أن المذيع الذى يجرى المقابلة إنما يكون هو ممثل المحطة التى يعمل بها، ويكون بمثابة(صاحب البيت ) وعلى هذا يطلق على الشخص الذى تجرى معه المقابلة صفة ( الضيف) ومن هنا يجب على المذيع أن يعامل الضيف على هذا الأساس ويقدم له ما يستحقه من تقدير وحفاوة وأن يشعره بأنه يقدم خدمة جليلة للمحطة.
7. إمكانية البروز والتألق:
       أن الحفاوة بالضيف أو إعطائه فرصة التألق لا تعنى أن يكون المذيع شخصية منطفئة أو بلا حضور بل ينبغى أن يكون له وجود محسوس وواضح أثناء المقابلة ويتحقق  ذلك من خلال تعليقاته الذكية والأسئلة المناسبة في الوقت المناسب وما لديه من خلفيات ومعلومات عن الضيف والموضوع وقدرته على استثمار ذلك بطريقة رقيقة.[2][46]
الصفات السابقة ذكرها تختص بشخصية المذيع نفسه وهنالك ضوابط وقواعد لابد أن يلتزم بها المذيع مع ضيف البرنامج هى:
أولاً: معرفة الضيف:
       المقصود بذلك هو الإلمام بكل ما شأنه مساعدة المذيع على فهم ومعرفة شخصية الضيف الذى يتحاور معه ويدخل في هذا النطاق اسم الضيف، وتخصصه، وعلاقته بالموضوع المطروح، ومساهمته السابقة في هذا الموضوع فضلاً عن أفكاره واتجاهاته وإنجازاته في مجال تخصصه ولا شك أن مثل هذه المعلومات تيسر للمذيع سبل التعامل مع الضيف والوقوف على اهتماماته وكيفية الحصول منه على المعلومات المطلوبة أو الوقوف على آرائه ووجهات نظره تجاه الموضوع المطروح سواء كان الضيف ضيفاً في مقابلة أو أحد المشاركين في ندوة أو مقابلة.
ثانياً : مساعدة الضيف على التخلص من الاحساس :
وهذه مسالة على قدر كبير من الأهمية خاصة مع الأشخاص الذين ليس لهم سابق تجربة فى التعامل مع الاذاعة وأجهزتها فمثل هؤلاء تنتابهم حالة من التوتر والخوف نتيجة لاحساسهم بأنهم يتحدثون من الاذاعة وعبر الميكرفون لجمهور غفير من المستمعين ،ويضاعف من هذا التوتر رؤيتهم لاجهزة داخل الاستوديو والاستعدادات التى تجرى قبل البدء فى الحوار أن كان حيأ على الهواء ، او مسجلاَ وهنا يكون على المذيع أن يعمل على تخليص الضيف  من هذا الاحساس والخروج به من هذه الحالة ، وهذا يتوقف إلى حد كبير على لباقة المذيع وما لديه من معلومات تفيده فى معرفة شخصية الضيف وطبيعته ، لأن هذا يساعده كثيراً فى العثور على موضوعات شخصية تهم الضيف ليتحدث فيها معه ، فقد يساله عن اطفاله أو يتحدث معه عن حالة الجو أو ارتفاع الاسعار وغير ذلك من الموضوعات العامة ولابأس من أن يقوم المذيع باصطحاب الضيف الى الاستديو وتقديمه الي العاملين وغرفة المراقبة (اذا رأي ان ذلك ملائما) وكذلك من الممكن مناقشة المذيع مع الضيف في جوانب الموضوع الذي سيدور حوله الحوار . ومن ذلك يتضح ان مثل هذه الحفاوة من شأنها ان تشعر الضيف بالإلفة وتجعله اكثر تفتحا وقدره علي العطاء.
ثالثا: الانصات الجيد لما يقوله الضيف :
من الاهمية بمكان ان يصغي المذيع جيدا وينصت باهتمام لكل ما يقوله الضيف وان يتجاوب مع ما يقوله ، وهنا لا ينبغي ان يتظاهر المذيع بالاهتمام ، لانه اذا لم يكون اهتماما حقيقيا فمعني ذلك ان المذيع لم يستمع جيدا لما قاله الضيف او انه لا يصلح لان يجري مقابلة او يدير حواراً وفيما لي نموذج لما يمكن ان يتعرض له المذيع من مأزق نتيجة لعدم اهتماهه بالانصات الجيد واستيعاب ما يقوله الضيف:
* المذيع : متى تزوجت؟
- الضيف : منذ شهر واحد.
* المذيع : وكم طفلا انجبت؟.
- الضيف : ضاحكا هل سمعت ما قلت لقد تزوجت منذ شهر واحدا فقط!![3][47]
رابعاً: الضيف هو الأصل والأساس في البرنامج:
       على المذيع أن يتذكر دائماً هو النجم، ويتطلب ذلك أن يتعامل معه المذيع على أنه هو الأصل والأساس في الحوار وأن الجمهور لا يريد أن يستمع إلى ما يقوله هذا الضيف، ويقف على جوانب الموضوع من خلاله إلى جانب الضيف دائماً هو الخبير فيجب أن يعامل على هذا الأساس، بالرغم من أن المذيع قد يجد نفسه في بعض المرات خبيراً في موضوع مطروح للمناقشة بإمكانه أن يكون مناظراً ولكن الأوقع والأمثل بل المطلوب هو أن يحتفظ المذيع بآرائه لنفسه ويظل مسيطراً وتحكماً في إدارة الحوار، علماً بأن الاحتفاظ بالسيطرة على المناقشة ضروري وهام نسبة لأن بعض الضيوف من ذوي الخبرة وخاصة السياسين يمكنهم الانحراف بالمقابلة أو الندوة أو المناقشة، واستغلالها لأغراض شخصية، وهنا على المذيع أن يسلسل الأسئلة بحيث لا يمنح الضيف أدنى فرصة للخروج عن الموضوع أو الإساءة – أي على نحو – إلى المستمع أو محاولة الإعلان أو الدعاية عن سلع تجارية أو مصلحة تدر عليه ربحاً شخصياً.
خامساً: مقاطعة الضيف:
 لا مانع من أن  يقاطع المذيع الضيف عندما يبدأ في التكرار أو إذا اتجه إلى الإطالة أو خروج من الموضوع المطروح للحوار، ولكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال مقاطعة الضيف دون لزوم أو عندما يكون الكشف عن شيء هام، أو إزاحة الغموض عن أمر من الأمور المتعلقة بموضوع المناقشة أو مقاطعة ليستعرض المذيع ثقافته وخبرته في الموضوع المطروح وتلك هي أم الكبائر.
       ومن خلال كل ما تقدم فإن تعامل المذيع مع الضيف واجب وضرورة حتمية لنجاح أي برنامج حوار فلا بد من إحترامه وتقديره وإتاحة الفرصة له ليقول كل ما له صلة بموضوع المحاورة، ولكن يجب أن لا يكون كل ذلك على حساب فنيات وأساليب الحوار، وفي هذا الصدد على المذيع أن لا يتحدث مع الضيف عن تفاصيل الموضوع قبل إجراء الحوار، وذلك لكي لا يفقد الضيف حماسه وتدفقه وحيويته وعفويته أثناء إجراء الحوار.[4][48]
أما مسئولية وإلتزامات المذيع بالموضوع ( موضوع الحوار) فتتمثل في الآتى:
أولاً: أهمية الموضوع ومدى الإهتمام به:
أن التأكد من أهمية موضوع الحوار أمر أساسى، إذ أنه كل ما كان الموضوع مهماً ويتعرض لقضية تشغل بال الناس أو تضيف إليهم جديداً، أو تقدم لهم شيئاً فريداً كلما ساعد ذلك على اهتمام المستمع به خاصة إذا كان ضيف الحوار من ذوي الشهرة ومن المتخصصين بالموضوع أو الذين يرتبطون به إرتباطاً مباشراً أو يقوم عليهم الموضوع أساساً أي يكون الضيف نفسه هو موضوع المقابلة كما هو الحال في حوار الشخصية مثلاً:
ثانياً: جمع المعلومات الضرورية حول الموضوع :
 كلما بحث المذيع وقراءه كثيراً حول موضوع الحوار، وجمع المعلومات الضرورية عنه كلما ساعده ذلك على محاورة الضيف بشكل جيد، وتوجيه الأسئلة المناسبة، وتوضيح المصطلحات المتخصصة التى قد ترد على لسان الضيف وكأنها عادية وأيضاً لكى يشعر الضيف بأنه مع مذيع يفهم ما يقال حول الموضوع وهذا دون شك يبعث الثقة في المذيع ويجعل الضيف ينطلق في الحديث بصراحة ودون قيود وباهتمام لأنه يعلم أنه أمام مذيع ملم بالموضوع، وهذا يؤكد عدم إهمال الموضوع والمضمون الأساسي من قبل الضيف والمذيع، لأن الرسالة تعنى المضمون والمادة المقدمة للمستمع فالعناية بها من الأهمية بمكان.
أن المذيع ومهما كانت معلوماته عن الموضوع ودرايته به فلا ينبغى أن يستعرض ذلك، أو أن يبدو وكأنه يعرف كل شئ وإلا سيبدو غبياً في النهاية عندما تنكشف الحقائق.
ثالثاً:تحديد الموضوعات المثارة في الحوار:
       إذا كان الحوار من النوع الذي يتحمل إثارة أكثر من موضوع مع الضيف حتى ولو كان ذلك في إطار الفكرة الواحدة فيكون من الأفضل تحديد هذه الموضوعات بدقة من قبل المذيع والاختصار على الضروري والمهم منها على ضوء الوقت المخصص للمقابلة وذلك ضمناً لاستيفاء الجوانب الرئيسية في كل موضوع ومناقشة[5][49]. عميقة بدلاً من تناول موضوعات متعددة ومناقشتها بطرقية سطحية، ويجب أن ينصب النقاش حول الخطوط العريضة للموضوع المطروح بدلاً من موضوعات متعددة دون تعمق في الطرح.
رابعاً: الكشف عن أهمية الموضوع:
       هنالك بعض الموضوعات Topics التى لا تحتاج إلى بيان أهميتها، أو الإشارة إليه فيكفى أن يشير المذيع أن موضوع المقابلة يدور حول الدواء الذي اكتشف آخيراً لعلاج مرض السرطان، ليتحول الكثيرون إلى آذان صاغية تتابع الحوار.
       غير أن هناك موضوعات أخرى لا تتوافر لها مثل هذه الخاصية في وضوح أهميتها، والمستمع بل والجمهور عامة يهتم عادة بكل ما يؤثر فيه تأثير مباشر، من هنا فإن الاهتمام بالمحاورة يتضاعف إذا ما كشف المذيع عن ارتباط الموضوع بجمهور المستمعين، ويمكنه أن يفعل ذلك ببساطة بأن يسأل الضيف منذ البداية بما يجعله يشير إلى أهمية الموضوع [6][50] 
أما عن إعداد وتوجيه الأسئلة في برامج الحوار ينبغي أن يكون نوعاً من الفن، وهذا يتطلب من المذيع أن يوجه السؤال المناسب إلى الشخص المناسب وبالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب. وهو أساس نجاح البرنامج الحوارى وهو مفتاح الحصول على الإجابات المرادة ولذلك لابد من تناول القواعد الأساسية الذي ينبغى للمذيع الذى يدير الحوار Interviewer أن يلتزم بها فيما يتعلق بالإعداد وتوجيه الأسئلة وهى:
1.     وضح تخطيطاً مبدئياً للأسئلة التى ترى أنها أساسية على ضوء معلوماتك عن الضيف وعن موضوع المقابلة. على أن ذلك يتم قبل إجراء المقابلة بطبيعة الحال.
2.     اسأل أصدقاءك ومعارفك عن السؤال أو الأسئلة التى تهمهم أن يوجهونها إلى ضيف المقابلة لأنهم يمثلون نسبة من جمهور البرنامج.
3.     ينبغي أن تعرف ما هو السؤال الذى يجب أن يوجه وما هى الفكرة التى تبحث.
4.     أجعل أسئلتك في حدود تخصص الضيف وتجاربه.[7][51]   
5.     تجنب الأسئلة الطويلة المتداخلة المعاني لأن الموضوع يصبح غير مفهوم في هذه الحالة وكذلك الأسئلة المركبة والأسئلة التى إجابتها نعم أو لا.
6.     ولا تسأل عن شئ يعرفه الجمهور أو شئ قد أجاب عليه الضيف وخذ من إجابته وضع أسئلة جديدة غير التى أعددتها من قبل.
7.     رتب الأسئلة ترتيباً منطقياً واستخدم الأٍئلة المفاجئة وغير المتوقعة لأنها تخرج الضيف من حالة الملل والروتين.
8.     عليك أن تسأل كشخص محب للاستطلاع ولا تتردد في توجيه أسئلة استفزازية إذا كانت مفيدة وكن مستعداً للسؤال التالى الذي ستوجهه للضيف.
9.     لا تكتفي بمجرد توجيه السؤال وانتظار الجواب بل ينبغي أن تكون لك تعليقات على ما يقال لأن بعض الضيوف يميلون إلى البطء مما يؤدى إلى اهدار الزمن.                           
10.                      إبراز النقاط المهمة في إجابة الضيف وأكد عليها وأحذر من الأسئلة الإيحائية والإسقاطية.
11.                      لا ينبغى أن تأتى الإجابة على السؤال متضمنة في نفس السؤال.
12.                      لا تتعجل في توجيه الأسئلة لمجرد أن الضيف قد توقف عن الكلام. وأسال ضيفط قبل نهاية الحوار إذا كان يريد أن يضيف شيئاً [8][52].















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق