الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

بحث عن دور التعليم عن بُعْد فى نقل المعْرفة وتطويرها




إعداد: د. جلال من الله جبريل






مستخلص
تتمثل أهم أهداف هذا البحث في التعريف بأهمية نظام التعليم عن بعد ودوره في نقل المعرفة وتحقيق التنمية البشرية من خلال تجربة جامعة السودان المفتوحة.
          توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها أن نظام التعليم المفتوح يلعب دوراً كبيراً في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية كما يسهم في بناء القدرات وتنمية المهارات التي برزت من التجربة التي اضطلعت بها جامعة السودان المفتوحة في تدريب المعلمين. 
قدم البحث عدداً من التوصيات أهمها ضرورة الاهتمام بنظام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد وتوفير التمويل اللازم لمؤسساته.

 مقدمة

يهدف نظام التعليم عن بعد إلى إتاحة فرص التعليم لكل الذين لم تُتح لهم من قبل، إضافة للذين لايستطيعون التفرغ الكامل للالتحاق بالتعليم النظامي، وهو نظام اقتضته الزيادة الهائلة في حجم المعارف الإنسانية والتطور العلمي، وتطور تكنلوجيا الاتصال،  فهو نظام تعليمي يعمل على تنمية القدرات وتطوير المهارات ورفع المؤهل العلمي، وتحسين الأداء المهني لكل من يلتحق به.

ولقد أثبتت تجربة  التعليم عن بعد في العديد من أنحاء العالم، أنه نظام يتيح أُسلوب التعلم الذاتي والفردي والمستمر، وأجمع المشتغلون بقضايا التربية على أن أُسلوب التَّعلٌّم الذاتي هو الإستراتيجية المُثلى في مقابلة متطلبات العصر، ومواجهة مشاكل التعليم، والانفجار المعرفي بدلاً عن أنماط التعليم التقليدية، القائمة على أساليب التلقين التي بدأت تتراجع في كثير من الدول.  وقد تبنت الجامعات التي تعتمد على نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح العديد من البرامج والأساليب التربوية، التي تتضمن الإرشاد والتعليم، وتقديم مختلف الخدمات.

ويقوم نظام التعليم عن بعد على الاستفادة من تكنلوجيا التعليم التي تهتم باستخدام الأسلوب المنهجي أو أسلوب النُّظُم، لتحقيق أهداف العملية التعليمية بصورة أشمل وأعم، حيث تهتم تكنولوجيا التعليم بالعملية التعليمية تصميماً وتنفيذًا، وذلك باستخدام العديد من الوسائل التقنية، وعلى الرغم من أن التعليم عن بعد، يُعَدُ ممارسه حديثه نسبياً – حيث إن بداياته لم تتجاوز المائة عام – إلا إنه استطاع تحقيق العديد من النجاحات، والتي من أهمها التنمية الريفية، والتعليم العام، والتعليم الجامعي، وإعداد المعلمين وتدريبهم.

 أهمية البحث

تأتي أهمية هذا البحث في إطار الاهتمام بدور التعليم عن بعد، في تلبية كافة الاحتياجات التنموية، حيث يقوم بإعداد الكادر البشري المؤهل للمشاركة الفاعلة في العملية التنموية، وذلك بتوفير فرص التعليم لمختلف الفئات، حيث إنَ هناك اتجاهين يرى أحدهما أن الهدف من التعليم هو إعداد الفرد علمياً وثقافياً، بصرف النظر عن احتياجات سوق العمل ومطالب التنمية، ويرى هذا الاتجاه أن التعليم ضرورة أساسية، وهو حق لكل قادر عليه، ولكل راغب فيه، ويرى الاتجاه الآخر ضرورة الربط والتنسيق بين التعليم واحتياجات التنمية، ويستند هذا الاتجاه إلي أن  أعداد الخريجين المتزايدة، والتي تعاني من نقص الكفاية، تعني البطالة الواضحة والمُقَنَعة، وأن نظام التعليم عن بعد هو النظام التعليمي، الذي يعمل على ربط التعليم باحتياجات التنمية، ويستخدم التكنولوجيا الحديثه في تطوير العملية التعليمية، كما يعمل على نقل المعرفة وتطويرها.

وتنبع الأهمية العلمية لهذا البحث من محاولة التعريف بأهمية دور التعليم عن بعد في تحقيق التنمية الشاملة، كما يُعَد هذا البحث إضافة نوعية للدراسات والبحوث في هذا المجال، كما أن فيه إفادة للباحثين والدارسين في مجال التعليم عن بعد، والتعليم المفتوح، وتتمثل الأهمية العملية لهذا البحث في محاولته التوصل إلى العديد من الاستنتاجات ورفع التوصيات العملية إلى الجهات المعنية، لتطوير  تجربة التعليم عن بعد في السودان و تجويدها.

أهداف البحث

يرمي هذا البحث إلى تحقيق العديد من الأهداف والتي من أهمها:

1.      التعريف بأهمية نظام التعليم عن بعد.

2.      الوقوف على تجربة السودان في نظام التعليم عن بعد.

3.      التعرف على دور جامعه السودان المفتوحة في نقل المعرفه وتطويرها.

4.      تطوير تجربة التعليم عن بعد في التعليم العام والتعليم الجامعي في السودان.

5.      تطوير تجربة التعليم عن بعد في مجال التنميه الريفيه في السودان.

6.      تقديم رؤى جديدة لتطوير التعليم عن بعد في السودان.

7.      الاستفاده من تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم عن بعد.

مشكلة البحث

كان نظام التعليم عن بعد استجابة ضرورية للأزمات المتفاقمة في مجال التعليم، والتي عانت ومازالت تعاني منها دول العالم كافة، والدول النامية بصفة خاصة، والمتمثلة فى الانفجار السكاني الهائل، فى دول العالم الثالث، والأعداد المتزايدة ممن هم في سن التعليم مع ضعف الموارد المادية، لمقابلة تكاليف التعليم التقليدي، وإنه ولكل تلك الأسباب يصبح من الضروري الوقوف على تجربة نظام التعليم عن بعد في السودان، والتعرف على مدى تحقيقه للأهداف المرجوة، ويمكن تلخيص مشكلة هذا البحث في محاولته الإجابة عن التساؤلات التالية:

تساؤلات البحث

يحاول هذا البحث الإجابة عن العديد من التساؤلات والتي من أهمها:

1.     هل حقق نظام التعليم عن بعد في السودان دوره فى تنمية وإعداد الكادر البشري المؤهل للمشاركة الفعالة فى مختلف مجالات العملية التنموية؟

2.     ما هو دور التعليم عن بعد في السودان في تحقيق التنمية الريفية؟

  1. هل عالجت جامعة السودان  المفتوحة  القصور في إعداد المعلمين وتدريبهم؟
  2. ما دور التعليم عن بعد في السودان في محو الأمية وتعليم المرأة؟
  3. كيف يمكننا تطوير الوسائل المستخدمة في مؤسسات التعليم عن بعد في السودان؟
  4. كيف يمكن الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في نظام التعليم عن بعد؟
 الدراسات السابقة

          سوف نستعرض في هذا الجانب عدداً من الدراسات التى تناولت موضوعات تتصل  بموضوع هذا البحث، ونظراً لتعدد موضوعاتها، فقد صُنِفت إلى قسمين:

أولاً: دراسات تناولت نشأة نظام التعليم عن بعد وأهميته:

 (1) دراسة مختار عثمان الصديق (1990م). والتي بعنوان:

" توسع التعليم العالي ونظام التعليم المفتوح (حالة السودان كأنموذج للأقطار النامية)":

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الإقبال على مؤسسات التعليم العالى ومدى ملاءمته للأقطار النامية، والتعرف على مدى إمكانية تحقيق التوسع في النظام التربوي، وإيجاد تبرير لبعث مؤسسة وطنية تُعْنَى بالتعليم المفتوح وذلك من حيث الاحتياجات والأهداف وإمكانية التطبيق في السودان. وقد أسفرت هذه الدراسة عن عدة نتائج أهمها:

* التأكيد على ملاءمة التعليم عن بعد للسودان، وذلك لأن الاحتياجات والطلبات على التعليم العالي، تفوق الطاقة الحالية لمؤسسات التعليم العالى في السودان.

* إن هناك حاجة حقيقية لوجود مؤسسة للتعليم عن بعد لتوسيع فرص التعليم، وإيجاد أسلوب مرن لمعالجة الاحتياجات المتنوعة للتربية والتعليم في السودان.

(2) دراسة يعقوب نشوان (1998م). والتي بعنوان:

 " واقع التعليم عن بعد في البلاد العربية":

تناولت هذه الدراسة مؤسسات التعليم عن بعد والتعليم الجامعي المفتوح في البلاد العربية، سواءً كانت جامعات أو كليات أو معاهد تربوية وقد تمثلت عينة البحث في تسع مؤسسات تعليمية من مختلف الدول العربية، وتطرق الباحث إلى مبررات الأخذ بهذا النظام التعليمي، من وجهة نظر المؤسسات التعليمية التى تعمل به.  وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:

* إن التعليم عن بعد والتعليم المفتوح ضرورة ملحة في البلاد العربية من أجل الإسهام في تنمية الأفراد والمجتمعات في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

* ينبغي أن ينشأ المزيد من الجامعات والكليات والمعاهد التي تعمل بنظام التعليم عن بعد.

(نقلاً عن دراسة ليلى علي عبد السيد 2000م).

(3) دراسة بكر عبد الجواد والشيخ محمد (2001م) والتي بعنوان:

" قراءات في التعليم عن بعد":

          هدفت هذه الدراسة إلى بيان ماهية التعليم عن بعد وخصائصه، والتعرف على إمكانية إعداد منهج على طريقة التعليم عن بعد، وذلك بإيجاد مادة مطبوعة بالإضافة إلى مادة مذاعة- مرئية:

وقد أسفرت هذه الدراسة عن الآتى:

* إن أسلوب التعليم عن بعد ذو أثر فعَال في التحصيل الدراسى أكثر من أسلوب المحاضرة العادية.

* إن أسلوب التعليم عن بعد يساعد في توفير النفقات المالية.

* إن أسلوب التعليم عن بعد يساعد في إنتاج برامج تعليمية جديدة.

(4) دراسة مها بابكر عبد المجيد (2004م)  والتي بعنوان:

"التعليم عن بعد فى بعض الجامعات السودانية – نموذج جامعة السودان المفتوحة "

هدفت هذه الدراسة إلى إبراز دور التعليم عن بعد والتعليم المفتوح في السودان، وقد تم استخدام منهج البحث الوصفي الوثائقي.  وقد أشارت الدراسة إلى بدائية وبساطة نظم التعلم عن بعد في بعض الجامعات السودانية، وقد توصلت الدراسة إلى أن إنشاء جامعة السودان المفتوحة خطوة رائدة وناجحة فى مجال التوسع في التعليم الجامعي لأنها تمتلك معظم أساسيات التعليم عن بعد والتعليم المفتوح.
 وقد أوصت الدراسة بضرورة إنشاء إذاعة و تلفزيون  تعليمي، وتنويع البرامج التعليمية وتوحيد المناهج والمواد المشتركة بين الجامعات والانفتاح على المجتمع بتنظيم  دورات التدريب المهني والحرفي التثقيفي العمالي.

(5) دراسة إقبال عز الدين محمد نور (2000). والتى بعنوان:
"مقترح لإنشاء مركز للتعليم عن بعد لتأهيل معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية بكلية التربية بجامعة الخرطوم"
          هدفت هذه الدراسة لمعرفة آراء معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية  غير المدربين للدراسة والتأهيل عن طريق مركز للتعليم عن بعد، ولقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفى، وتمثلت أداة البحث فى استبانة للمعلمين ومقابلة الأستاذة، وتألفت عينة البحث من حوالي (51) معلما ومعلمة من ولاية الخرطوم، وأربعة من أساتذة التربية جامعة الخرطوم.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:
  • إن للمعلمين الرغبة والاستعداد للدراسة عن طريق التعليم عن بعد.
  • إن كلية التربية بجامعة الخرطوم تصلح لقيام المركز المفتوح.

ثانياً: دراسات تناولت نظم التعليم عن بعد وأساليبه ووسائله:

 (6) دراسة ليلى على عبد السيد عمر (2000). والتي بعنوان:
" نظم التعليم عن بعد في الجامعات السودانية":
          هدفت الدراسة إلى التعرف على نظم التعليم عن بعد فى الجامعات السودانية، والتعرف على واقع النظم المتبعة في هذه الجامعات وإصدار حكم على مدى كفاءتها، اتبعت الباحثة منهج دراسة الحالة والمنهج الوصفي التحليلي، وتكوَن مجتمع الدراسة من طلاب الجامعات العاملة بنظام التعليم عن بعد.
ومن أهم النتائج التى توصلت  لها هذه الدراسة:
  • إن واقع التعليم عن بعد فى الجامعات السودانية يختلف من حيث الأهداف.
وشروط القبول ونظام الدراسة المتبع والتمويل والبرامج وطرق التدريس والوسائل المستخدمة والتقويم والعلاقات الخارجية.
* إن كفاءة نظم التعليم عن بعد فى الجامعات السودانية ضعيفة، وإنها تتبع نظاماً أقرب لنظام الانتساب منه لنظام التعليم عن بعد وقد أوصت الباحثة بتجويد العمل في البرامج المتبعة بالتقويم المستمر لها، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال.
(7) دراسة سوسن محمد بخيت (2000م) والتي بعنوان:
   " إعداد برامج التعليم عن بعد (المقومات والمعوقات)":
هدفت  هذه الدراسة لمعرفة المقومات التي يقوم عليها نظام التعليم عن بعد والمعوقات التى تواجه هذا النظام التعليمي.
          اتبعت الدراسة المنهج التاريخي والمنهج الوصفي وتم استخدام استبانة كأداة لجمع البيانات، وتألفت العينة من (45) أستاذاً منهم 30 سودانياً، و15 عربياً.
إن من أهم النتائج التى توصلت اليها الدراسة:
-        ضرورة إنشاء مؤسسة تعليمية لها كل متطلبات التعليم عن بعد.
-        ضرورة إعداد المعلم المؤهل.
-        ضرورة توفير وسائط مساندة.
-        القيام بتقويم شامل لكل العملية التعليمية.
وتمثلت المُعَوِقات في بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية.
(8) دراسة صلاح الدين محمد الأمين 2000م. والتي بعنوان:
          " استخدام وسائل وتكنولوجيا التعليم عن بعد"
هدفت هذه الدراسة للتعرف على وسائط وتكنولوجيا التعليم بصورة عامة وإمكانية استخدامها فى نظام التعليم عن بُعد، لإنشاء جامعةعمالية مفتوحة.
          تتمثل أهمية هذه الدراسة في محاولتها معالجة موضوع التعليم عن بُعد وكيفية استخدام تكنولوجيا التعليم، وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة قيام جامعة عمالية مفتوحة.
(9) دراسة إشراقة محمد الحسن 2000م. والتي بعنوان:
   " كتابة وتحرير المادة المطبوعة للتعليم عن بعد"
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة المهارات الأساسية لكتابة وتحرير المادة المطبوعة للتعليم عن بعد، ومدى تطبيقها فى جامعة الخرطوم، وكذلك معرفة المعوقات والعوامل المساعدة في ذلك.
          اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وأدوات المقابلة والاستبيان، وتألفت عينة البحث من (19) استاذاً من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الخرطوم (وهم الذين قاموا بإعداد مذكرات التعليم عن بعد). ولقد خلصت الدراسة إلى أن للمعلمين الرغبة والاستعداد للدراسة عن بعد.  وإن كلية التربية جامعة الخرطوم تصلح لقيام التعليم عن بعد، كما توصلت الدراسة إلى أن  هناك ضرورة لتطوير مهارات الكتابة وتحرير المادة المطبوعة للتعليم عن بعد.
(10) دراسة  روضة أحمد عمر 2003م. والتي بعنوان:
" فاعلية استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية فى نظام التعليم عن بعد"
هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة تحصيل طلاب المستوى الجامعى مقارنة بدرجة تحصيلهم بطريقة التعليم المبرمج والطريقة التقليدية.
وقد أسفرت الدراسة عن عدة نتائج أهمها:
-        وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط تحصيل الطلاب الذين درسوا عن بعد بواسطة الحاسوب والذين درسوا عن بعد بالطريقة التقليدية.
-        لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط تحصيل الطلاب الذين درسوا عن بعد بالطريقة المبرمجة والذين درسوا عن بعد بالطريقة التقليدية.
* مناقشة الدراسات السابقة
تناولت دراسات القسم الأول نشأة وتطور نظام التعليم عن بعد وأهميته وقد هدفت تلك الدراسات إلى التعريف بنظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، وقد أكدت الدراسات على أهمية هذا النظام التعليمي وملاءمته للدول النامية، من حيث تلبية كافة احتياجات التعليم العالي، كما أنه يمثل ضرورة ملحة فى البلاد العربية من أجل الإسهام في تنمية الأفراد والمجتمعات، كما أكدت تلك الدراسات على أن أسلوب التعليم عن بعد ذو أثر فعال فى التحصيل الدراسي كما أنه يساعد فى توفير النفقات المالية، وقد أشارت الدراسات إلى أهمية نظام التعليم عن بعد في التدريب أثناء الخدمة، وخاصة تدريب المعلمين.
وتناولت دراسات القسم الثاني نظم التعليم المستخدمة في نظام التعليم عن بعد، حيث أكدت الدراسات على أهمية استخدام أحدث الوسائط فى هذا النظام التعليمى ولا سيما استخدام الحاسوب، مع تطوير مهارة كتابة وتحرير المادة المطبوعة، وقد أوصت تلك الدراسات بضرورة التوسع في استخدام الإذاعة والتلفزيون، وتنويع البرامج وتوحيد المناهج بين الجامعات المفتوحة وتنظيم دورات التدريب المهني الحرفي التثقيفي العمالي.
 الإطار النظري
تتناول هذه الدراسة  دور التعليم عن بعد في نشر المعرفة وتطويرها، وتتضمن الموضوعات التالية :
1. مفهوم التعليم عن بعد.
2. نشأة وتطور نظام التعليم عن بعد.
3. أهداف التعليم عن بعد.
4. أساليب ووسائل التعليم عن بعد.
5. مجالات التعليم عن بعد.
6. دور جامعة السودان المفتوحة في نقل المعرفة وتطويرها.
أولا: مفهوم التعليم عن بعد
إن الانظمة التعليمية التقليدية ولاسيما فى دول العالم الثالث لا تستطيع مسايرة التطور العلمي التكنلوجي والتقدم الهائل فى مجال الاتصال والثورة المعلوماتية الحديثة وكان لابد من تبني نظام تعليمي حديث يتجاوز كل سلبيات الأنظمة التعليمية ويكون مواكباً للنظام المعرفي الجديد، ولقد ظهرت نتيجة لذلك بعض أنظمة التعليم غير التقليدي والتي من أهمها نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح
وأن هناك العديد من التعريفات التي تناولت مفهوم التعليم عن بعد، ومن أهم تلك التعريفات ، تعريف عبدالرحمن الحميدى (1997) والذي يعرف التعليم عن بعد: بأنه (نظام تعليمي يشمل التعليم عن طريق المراسلة، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة وهو النظام الذي يحقق تكافؤ الفرص التعليمية، وخصوصاً لأولئك الذين لاتسمح لهم ظروفهم بالالتحاق بالمؤسسات التعليمية، إما بحكم ارتباطهم بالعمل أو بحكم البعد الجغرافي).  ويعرف شاندر (Shander)نقلاً عن علاء الدين العمري (2000) التعليم عن بعد بأنه (تلك العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب معزولاً أو بعيداً عن الأستاذ بمسافة جغرافية يتم تعويضها عادة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة).  ومن التعريفات التى تناولت التعليم المفتوح، تعريف سعد الغامدى (2000) والذى يعرف التعليم المفتوح بأنه (اصطلاح يستخدم ليعبر عن الجامعات أوالكليات ذات الإدارة أو السياسة التعليمية المنفتحة أو الميسرة.  ويصف  (Norman Mackenzie) التعليم المفتوح بأنه (إتاحة فرصة التعليم للطلاب خارج التعليم النظامي كما أنه تغيير في طرق التدريس، حيث يستخدم طرق الاتصال الحديثة للتغلب على مشكلة البعد المكاني أو لتوفير الدراسة لغير القادرين)، ويشير قاموس التربية نقلاً عن السيد محمود الربيعي (2004) إلى أن التعليم المفتوح يعني (كل الترتيبات التي يقصد بها التغلب على القيود التي تعوق وصول المعرفة للراغبين فى التعليم).
وأن هناك تداخلاً بين مفهوم التعليم عن بعد (Distance Learning) والتعليم المفتوح (Open Learning).  ففى كثير من الأحيان يتم اعتبار هذين التعبيرين مرادفين لبعضهما، غير أن بعض التربويين قد يلجأ في بعض الأحيان إلى التمييز بينهما، ويشير ماهر اسماعيل صبري (2000) إلى أن التعليم عن بعد يمثل أحد أساليب التعلم الذاتي التى أفرزتها تكنولوجيا التعليم حديثاً، وهو في أصله تعليماً فردياً، لكنه أدى إلى تعزيز نظام التعليم المفتوح،  ونظام التعليم المستمر(Long life Learning).
          ونتيجة لهذا التداخل بين كل من مفهوم التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، فقد ظهر مصطلح ثالث هو التعليم المفتوح عن بعد (Open Distance Learning) ويرى البعض الآخر أن التعليم عن بعد أداة من أدوات التعليم المفتوح.
          ويؤكد السيد محمود الربيعي(2004) على أن العلاقة بين التعليم عن بعد والتعليم المفتوح هى علاقة الكل بالجزء، فالتعليم عن بعد يمثل جزءاً من التعليم  المفتوح، أو خطوة من خطوات تحقيقه.
          ولقد تأكد نجاح تجربة التعليم المفتوح من حيث فاعليته التربوية، وجدواه الإقتصادية، وقدراته على معالجة العديد من مشكلات التعليم العالي، وقد اتضح نجاح هذا النظام التعليمي، من خلال مستوى التحصيل الدراسى للطلاب، حيث تَبَيَّن أن مستوى تحصيلهم لا يقل عن مستوى أؤلئك الذين درسوا بالجامعات المقيمة.
ويتميز نظام التعليم المفتوح باستخدام الوسائط المساندة السمعية منها والبصرية، إضافة إلى برمجيات الحاسوب، وتتمثل المادة المطبوعة فى الجامعات المفتوحة في المواد الدراسية/ حيث يتم إعدادها بصورة مختلفة عن تلك التى تعتمدها الجامعات المقيمة، حيث يتم رسم أهداف مسبقة، يحققها الطالب أثناء تدرجه مع المادة الدراسية، كما تعتمد الجامعات المفتوحة نظام الحوار الهادف، وتشتمل موادها الدراسية على تدريبات لقياس مدى تحقيق الأهداف المرجوة.
ويتميز التعليم عن بعد عن التعليم المفتوح، بأنه أوسع انتشاراً حيث يستهدف كل من يرغب فى رفع مستواه العلمي والعملي والمعرفي، حيث أنه نظام تعليمي يقوم على أسس ومبادئ التَّعَلُّم الذاتي لأولئك الذين حُرِموا من الالتحاق بمؤسسات التعليم النظامي مع المؤسسات التعليمية لأسباب العزلة الجغرافية أو عامل السن أو ظروف العمل وغيرها من الأسباب حيث إن نظام التعليم عن بعد يضمن للفرد تعلماً متكاملاً مستمراً مدى الحياة.
ويرى هولمبرج (Holmberg;1995). أن التعليم عن بعد يغطي مختلف أنواع التعليم، وعلى كل المستويات، ويمتاز بعدم الاتصال الدائم والمباشر بين المعلم والدارس في فصول دراسية، ولكن هناك مؤسسة علمية تخطط وتقود العملية التعليمية، وذلك بالإشراف على الدارسين، وقد حدَد كيجن (Keegan 1986) خصائص التعليم عن بعد بالنقاط الستة التالية:
1.      العلاقة بين المعلم والطالب علاقة افتراضية تظهر المعلم في التصاميم التعليمية المختلفة.
2.      قوة تأثير المؤسسة فى تخطيط وتحضير المواد الدراسية.
3.      المشاركة في أشكال التعليم المتعددة وذلك بالاستخدام المتزايد للتكنولوجيا.
4.      توفير اتصال مزدوج الاتجاه بين الطالب والمؤسسة التعليمية.
5.      استعمال الوسائط التقنية.
6.      تفريد التعليم.
ثانيا: نشأة وتطور التعليم عن بعد
          إن ممارسة نظام التعليم عن بعد قديمة قدم التاريخ والإنسان، من حيث المحتوى والجوهر، وذلك لأن التعليم عن بعد في حقيقته تعلماً ذاتياً، حيث كان الإنسان ولفترات طويلة من تاريخه- قبيل ظهور التعليم النظامي- يعلم نفسه بنفسه، من خلال الملاحظة والتقليد والممارسة في بيته ومن آبائه، وغالباً ما يمتهن الابن مهنة أبيه ولذا فإنه يمكن القول التعلم الذاتي كان سابقاً للتعليم النظامي.
          ويذكر محمد حسن سنادة (2000) أن التعليم عن بعد بدأ في العصر كتعليم بالمراسلة في حوالي عام 1840م، ولقد أصبح أوسع انتشاراً في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، ثم أصبحت الإذاعة أداة إضافية في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، ثم دخل التلفزيون لأول مرة في خمسينات القرن العشرين، أما الوسائط المتعددة، فقد دخل التعليم عن بعد بواسطة الاتصال الإلكتروني في العام 1985م، حيث بدأ استعمال البريد الإلكتروني (Email).  والمؤتمرات بالحاسوب(Computer Conferencing)، والتي تطورت الآن إلى المؤسسات الافتراضية (Virtual Institution)، ولقد كان التعليم بالمراسلة موجهاً أساساً للناضجين وفي مجالات محددة، معتمداً على الكلمة المكتوبة، ولم يكن التعليم بالمراسلة في مجمله يقوم بمنح درجة علمية، ولكنه كتطور طبيعي  فقد ساعد فى تطوير كتابة المادة التعليمية المخصصة للتعليم عن بعد لتكتب بطريقة معينة.
          ولقد أخذ  التعليم عن بعد فى التطور، وذلك بظهور نظام التعليم المفتوح حيث انشأت بعض الجامعات المفتوحة في أوربا وهي قائمة على إعداد برامج دراسية جامعية متطورة، يُمنح الدارسون بموجبها مختلف الدرجات العلمية، حيث يعد نظام التعليم المفتوح من أهم النجاحات التي حققها التعليم عن بعد.
          ويرى هولمبرج (Holmberg) أنه كان لإنشاء الجامعة المفتوحة في بريطانيا- بداية سبعينيات القرن العشرين الفضل في التحول من التعليم بالمراسلة، إلى التعليم المفتوح، ولقد كان نجاح الجامعة المفتوحة علامة لبداية عهد جديد، تمنح فيه الجامعات الدرجات العلمية ذات مقررات متطورة، ووسائط جديدة ونظام تقويم منظم.
ويقوم التطور الذى شهده التعليم عن بعد، على نظام التعلم الذاتي  مع الاستفادة القصوى من استخدام التكنولوجيا الحديثة من وسائط سمعية وبصرية، وتطوير المادة المكتوبة، إضافة للنظام التقويمي الدقيق، ولقد بُني أساس التعليم عن بعد والتعليم المفتوح على استقلالية الطالب وإن ذلك يتطلب أساليب تدريس مصممة خصيصاً للتعلم الذاتي والذى يمكن تلخيصها فيما يأتي:
1.      الحصول على مواد تعليمية مصممة للتعلم الذاتي.
2.      إمكان لقاء الأستاذ  المشرف.
3.       نظام التقويم يقوم على الواجبات الدراسية أو الاختبارات الفصلية والامتحانات النهائية.
4.       نظام إدارة واتصالات متميز.
5.  تقويم مستمر لمخرجات هذا النوع من التعليم.
ولقد كان نظام التعليم عن بعد ولا زال يعتمد على المادة المطبوعة بدرجة أساسية حتى وإن وصلت عن طريق الشبكات الإلكترونية، كوسائط سمعية وبصرية والتى أضيفت اليها مؤخراً مؤتمرات الحاسوب، والمحاضرات المتلفزة عن بعد والبريد الإلكتروني.
وهكذا أخذ التعليم عن بعد في الانتقال والتطور من مرحلة التعليم بالمراسلة، حيث توسع بدرجة مذهلة، وقد أصبح يعتمد على فئات متنوعة من المعدين والمصممين والمشرفين والاختصاصيين والفنيين في الإنتاج بمختلف تخصصاتهم، كما ازدحم هذا المجال  بالنظريات والأدبيات التى فاقت مجال تكنولوجيا التعليم مما أدى مؤخراً إلى استقلال نظام التعليم عن بعد بذاته، حيث أصبحت له كينونته الخاصة ذات الثّقَل العظيم علمياً وواقعياً على مستوى العالم.
          ولقد ارتبط تطور نظام التعليم عن بعد بتكنولوجيا التعليم حيث أفاد منها في استخدام الأجهزة التعليمية المتطورة.  إلا أن التعليم عن بعد قد أتاح لتكنلوجيا التعليم بعداً عظيماً، ومكن لها من تجسيد الأبعاد الثلاثة المهمة:(النظرية – التطبيق – التطوير).
كما وفر لعلماء التقنيات الحديثة فرصا كبيرة لإبراز مواهبهم، وفتح لهم مجالاً واسعاً لتحقيق إبداعاتهم، الأمر الذي انعكس إيجابا على التعليم المفتوح وأدى إلى تطوره.
ثالثاً : أهداف التعليم عن بعد:
لقد ظهر نظام التعليم عن بعد كاستجابة ضرورية لتلبية العديد من الاحتياجات، ومعالجة أوجه القصور في النظم التعليمية التقليدية – لأسيما في دول العالم الثالث – حيث الأعداد المتزايدة من المحرومين من فرص التعليم ، و هناك العديد من المبررات التي أدت لظهور هذا النظام التعليمي، والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي :
-        المبررات الجغرافية والمتمثلة في ضرورة توفير فرص التعليم لإنسان المناطق النائية والريفية.
-    المبررات السياسية: والمتمثلة في عدم توفر الاستقرار السياسي في بعض المناطق نتيجة للصراعات والحروب والتي تنجم عنها الهجرات والنزوح.
-        المبررات الاقتصادية: والمتمثلة في ازدياد تكاليف التعليم النظامي خاصة في الدول النامية.
-        المبررات الاجتماعيه: والمتمثلة في ضرورة رفع المستوى العلمي والثقافي لكل أفراد المجتمع، مع التوجه لتعليم المرأة ، ومحو الأمية لدى الكبار.
-        المبررات النفسية: والمتمثلة في محاولة تحقيق الذات ورفع الثقة لدى المحرومين من التعليم وذلك بتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
ويرى محمد المقوسي (1987م). أن نظام التعليم عن بعد يستطيع تحقيق العديد من الأهداف، وذلك في ظل التغيرات والتطورات الهائلة التى يشهدها العالم الآن والتى تتمثل فيما يأتى:
-        تزايد الأيدي العاملة في مختلف المجالات، والذى يتطلب أنواعاً من التعليم والخبرة في أداء الأعمال بمرونة وكفاءة.
-    يعتبر التعليم عاملاً أساسياً في قدرة المجتمعات على حل المشكلات الحاضرة، والتكيف مع الواقع الجديد، ومن ذلك مثلاً توطين التكنولوجيا ونقلها إلى الدول النامية.
-    تدل المؤشرات إلى أن الاسناد (الإشراف) الأكاديمي سيحتاج في المستقبل إلى توفير المرونة الكافية، وسهولة الوصول بشكل أكبر إلى منافذ التعليم المتاحة وأن التعليم عن بعد وسيلة ناجحة للإسهام في هذا المضمار.
-        التطور السريع فى مجالات المعرفة وضرورة مواكبتها.
-        يعتبر التعليم عن بعد منفذاً شبه وحيد للمناطق النائية، ولعله في ذلك يخلق فرص تعليم وتدريب متكافئة في أرجاء البلد الواحد.
وإن هناك العديد من المجالات التى يتم فيها استخدام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح.  ولعل مجال إعداد وتدريب المعلمين من أهم هذه المجالات وذلك برفع الكفاية المهنية في هذا القطاع الحيوي الهام، وتشير تقارير التوثيق التربوي بالسودان في (1999-2000م) إلى وجود نسبة عالية من المعلمين لم تتلق تأهيلا تربويا (غير مدربين)، وأن مساعي نظام التعليم المفتوح لإعداد وتدريب هؤلاء المعلمين تحقق الأهداف التالية:
-        نشر العلوم التربوية في وسط المعلمين بأقل تكلفة.
-        تخفيف الضغط على المؤسسات التعليمية الرئيسية.
-        التسهيل على الدارسين وترغيبهم وتزويدهم بالمعارف والمعلومات ورفع مستواهم العلمي و الثقافي.
-        تحقيق العدالة بإتاحة فرص التعليم لكل من يرغب في رفع مستواه العلمي والعملي.
وإن نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح له من الخصائص والمزايا ما يمكنه من مساندة نظم التعليم التقليدية، ومواكبة الطلب المتزايد على التعليم، ومقابلة الفجوات القائمة للاقتراب من هدف المجتمع المتعلم، والذي يمثل أهم أهداف التعليم عن بعد والتعليم المفتوح.
ويرى تيسير عبد الجبار (1987م) أن أهم الفئات التى يستهدفها التعليم عن بعدد تتمثل في:
-        الأطفال في سن التعليم الابتدائي، الذين لم يلتحقوا بالتعليم النظامي.
-        المتسربين من مراحل التعليم الإبتدائي والاعدادي والثانوي الذين لا يجدون امامهم فرصاً للتعليم والتدريب.
-        الإناث اللواتي لا تتاح لهن فرص التعليم على نفس المستوى المتوفر للذكور.
-        الأعداد الكبيرة من خريجي المرحلة الثانوية والتي ترغب في التعليم الجامعي.
-        القوى العاملة في المجتمع، التي تحتاج إلى تنمية القدرات واكتساب المهارات ويمكن تلخيص أهم أهداف التعليم عن بعد فيما يأتى:
-        تحقيق المساواة وديمقراطية التعليم.
-        تحقيق أهداف المجتمع الثقافية والتنموية.
-        توفير فرص التدريب للعاملين في أماكنهم أثناء الخدمة.
-        التوطين الفعَال لتكنولوجيا التعليم.
رابعاً: أساليب ووسائل التعليم عن بعد
الوسيلة التعليمية تعني كل ما يستعين به المعلم في إيصال المادة التعليمية لطلابه، وتعود أهمية الوسيلة التعليمية إلى أنها توفر للطلاب خبرات بديلة عن الخبرات الواقعية، ولقد تعددت وسائل الإيضاح والاتصال- في نظام التعليم عن بعد- في ضوء التقدم التكنولوجي حيث تطورت وسائل التقنيات التعليمية، والتى تستخدم في المنهج وطرق التعليم كما أنها تساعد في عملية التقويم التربوي، وأن أهم ما يميز نظام التعليم عن بعد، هو أنه يقوم بنقل المعرفة إلى الطالب في مكان إقامته وفي موقع عمله، ولقد تم إعداد وتطوير أصناف متنوعة من التقنيات وتعديلها لجعل عملية النقل والاتصال أكثر فاعلية، وأعظم فائدة مما كانت عليه في السابق.
          وتُعد التقنيات الحديثة ناقلا مهما المعرفة، يعنى بالعملية التعليمية والتعلمية Teaching and Learning، وذلك باستخدام الوسائل الحديثة التى يتم بواسطتها نقل المعرفة في نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح من  خلال أساليب التعلم الذاتي والتعليم المستمر، والتعليم المبرمج، والتعلم المفرد، والتصميم التعليمي.
          وتتعدد هذه الوسائط تبعاً للموقف التعليمي، والتي تتمثل في المطبوعات والتى يمكن نقلها عن طريق الإذاعة أو التلفزيون، أو بواسطة الحاسوب كما تستخدم الحقائب التعليمية، وأشرطة التسجيل الصوتى، وأجهزة الفيديو والأقمار الصناعية، وشبكات المعلومات، والشبكات الارتباطية.
          ويرى محمد حسن سنادة (2000م). أن العمليات الإدارية المصاحبة للتعليم المفتوح تعتبر كبيرة بكل المقاييس، فتوزيع المواد التعليمية واستعمال البريد والتلفون للاستعلامات والاستفسارات، وتنظيم الامتحانات يتم بطريقة متطورة ومتقدمة، كما استفاد نظام التعليم عن بعد من وسائل الاتصالات الحديثة، وذلك باستخدام مؤتمرات الحاسوب وشبكة المعلومات والبريد الإلكترونى، حيث أصبح على الطلاب امتلاك أجهزة الحاسوب ودفع فواتير الاتصالات والإنترنت، وتلقي المواد المكتوبة عن طريق الشبكات وطباعتها على الورق.
          وإن العملية التعليمية في نظام التعليم عن بعد، تعتمد على التكامل بين الوسائط التقنية المختلفة، حيث توفر كل مؤسسة دليلاً للطالب به ما هو مقرر عليه، من مواد تعليمية وجدولتها، ويُعد الكتاب الدراسي وملحقاته من أهم الوسائل في التعليم المفتوح، حيث إنّ لكل مقرر كتاباً، وأن هذه الكتب مصممة ومكتوبة خصيصاً لهذا النوع من التعليم حيث يمثل الكتاب (الكتاب والأستاذ) في الوقت نفسه، ولذلك فإن إعداد المقررات الدراسية في نظام التعليم المفتوح يتطلب أساليب إعداد جديدة، تختلف من حيث التصميم والإخراج عن أساليب إعداد المواد التعليمية بالطريقة التقليدية، حيث يعتمد على التخطيط الدقيق في كل مراحل الإعداد، وذلك من قِبَل مجموعة من الاختصاصيين، حيث يمر المقرر  الدراسي بخطوات و مراحل منظمة ودقيقة، حتى يكون في متناول أيدي الطلاب، وأن كتب التعليم المفتوح ليست مذكرات بل كتب دراسية متكاملة يستطيع الطالب الاستفادة منها بمفرده، حيث إنها مزودة بتدريبات تقويمية تمكن الطالب من الاستيعاب الكامل للمادة التعليمية.
          ومع تعدد الوسائط التعليمية في نظام التعليم عن بعد، يقرر بيتس1984 Bates أنه لا يوجد هنالك الوسيط التعليمي الذى يتفوق على غيره، فكل وسيط يستطيع أن يؤدي عدداً من الوظائف المختلفة، وأن الوسائط لا تختلف كثيراً فيما بينها من حيث ملاءمتها مع المهارات التعليمية المختلفة، أو المداخل التعليمية المتباينة، وأن كل وسيط يثري العملية التربوية أو يضيف إليها شيئاً جديداً.
          وفي نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح يتم تطوير الوسائل التقليدية- كالكتاب الدراسي- مع استحداث وسائل جديدة، ويستحسن في هذا المنحى تقديم صورة مخططة لنظم الاتصال المختلفة، كما هو مبين بالشكل التالي:


      خامساً: مجالات التعليم عن بعد
على الرغم من أن التعليم عن بعد قد بدأ حديثاً مقارنة بالتعليم التقليدي إلا أن نظام التعليم عن بعد، استطاع أن يحقق انتشاراً كبيراً في معظم دول العالم، بل إنه استخدم في عدة مجالات حيوية، وذات أثر مباشر على الحياة، حيث كان للتعليم عن بعد أثرٌ واضحٌ في مجال التنمية الريفية، وفي مجالات التعليم العام منه والجامعي، كما لعب هذا النظام التعليمي دوراً أساسياً في إعداد وتدريب المعلمين. وسوف نستعرض فيما يلى تأثير التعليم عن بعد ودوره في هذه المجالات.

 1. التنمية الريفية
          بدأ دور التعليم عن بعد في مجال التنمية الريفية في الستينات من القرن العشرين، خاصة بعد استقلال الدول النامية، حيث كانت الأمية عالية مع انخفاض كبير في مستوى المعيشة، وقد نوقش موضوع التنمية الريفية وكيفية زيادة الإنتاج في مؤتمر ظهران 1965م.  حيث أشار المؤتمر إلى ضرورة الاهتمام بالصحة، والتغذية، ومحو الأمية، وتنمية المهارات المختلفة، وافتراض استخدام نظام التعليم عن بعد لحل هذه المشكلات، واستخدام الراديو والتلفزيون لنشر الوعى،  وذلك بنشر العديد من البرامج بهدف التغيير الاجتماعي وإضافة معلومات جديدة كتثقيف عام.
          وقد استخدم (الريديوفورم) في الهند في نهاية الخمسينات، وفي معظم دول آسيا وأفريقيا في الستينات من القرن العشرين، حيث يعرض (الريديوفورم) أنماطاً جديدة من الزراعة والمهنيات والصحة العامة والبيئة، كما أن هذه التجربة انتشرت في السودان، وزامبيا، وغانا، وملاوى وافريقيا الفرنسية وفي السنغال بصفة خاصة.
          وإن هذا المجال من التعليم عن بعد كان يحتم وجود مشرف أو منسق مهمته تشغيل الراديو والتلفزيون، وتوجيه الناس لنوع البرنامج الذى سيقدم، وإثارة النقاش، واستخدام وسائط إلى جانب الراديو أو التلفزيون كالملصقات والصور والصحف.
2. التعليم العام
          على الرغم من صعوبة التعليم عن بعد لأطفال المرحلة الابتدائية إلا أن هناك بعض التجارب في بعض الدول مثل كندا وأستراليا، ولقد كان تركيز التعليم عن بعد في المرحلة الثانوية، وذلك نظراً لنضج طلاب هذه المرحلة، ولكن نجد أن بعض الدول  قد أهملت استخدام هذا النظام التعليم في المرحلة الثانوية وذلك للتركيز على محو الأمية وتعليم الأساس، ومن الدول التى استخدمت التعليم عن بعد في المرحلة الثانوية: زاميبا، والمكسيك، وملاوى، وكوريا، والبرازيل والسودان.
 
3. تدريب المعلمين
          لقد ثبت أن الإعداد والتدريب الجيد للمعلمين هو السبيل الأمثل لتحقيق التطور المنشود في العملية التربوية، وقد سعت معظم دول العالم لإعداد وتدريب المعلم حتى يصل إلى إجادة المهنة، وهو أكثر قدرة على القيام بالدور المنوط به، ولذلك فقد اتخذت عدداً من الأساليب التى من شأنها رفع الكفايات المهنية للمعلم، وذلك مثلاً بزيادة مدة تدريب المعلمين إلى ثلاث سنوات بدلاً من سنتين في عام 1960م، ثم زيدت في وقت وجيز إلى أربع سنوات ليتخرج المعلم بدرجة البكالريوس.
          و أوضح يوسف محمد إبراهيم(2000م). أن التحول الأساسي في تطبيق نظام التعليم عن بعد في السودان، بدأ عندما بدأت إدارة التأهيل التربوي أثناء الخدمة تجربة التدريب الأساسي لمعلمي ومعلمات المدارس الابتدائية في عام 1972م، باستخدام المنحى التكاملي متعدد الوسائط، وهو أسلوب معدل يناسب البيئة السودانية وقد توسعت وزارة التربية والتعليم في هذا النوع من التدريب بعد أن بدأته في ثلاثة معاهد فى 1972م. ليصل عدد هذه المعاهد في 1992م إلى 46 معهداً منتشرة في معظم أنحاء السودان.
          ومما يجدر ذكره في هذا الصدد،  أن جامعة السودان المفتوحة تقوم بدور كبير فى إعداد وتدريب معلمي مرحلة الأساس، إضافة إلى معلمي المرحلة الثانوية الذين لم يتلقوا في دراستهم الجامعية مواد تربوية.
4. التعليم الجامعي
          يعُدَّ التعليم الجامعي من أكثر المجالات استخداماً لنظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، ولقد أدى هذا الاستخدام إلى نتائج طيبة تدعم أهمية التعليم عن بعد، وتساعد كثيراً في تحقيق ديمقراطية التعليم خاصة الجامعي، كما أنها زادت من التخصصات التقنية في المرحلة الجامعية، حيث يتم تطبيق دراسات الحاسوب وملحقاته المتعددة، الأمر الذى يميز خريجي الجامعات المفتوحة في مجال التخصصات التقنية.

سادساً: دور جامعة السودان المفتوحة في نقل المعرفة وتطويرها:
          إن الطلب المتزايد على التعليم الجامعي، من مختلف فئات المجتمع، خاصة أولئك الذين حالت ظروفهم السابقة دون مواصلة تعليمهم، أو أؤلئك الذين يرغبون في زيادة معارفهم ومهاراتهم المهنية.  والذين يرغبون في الحصول على أعلى الدرجات العلمية، جعل من الضروري إقامة جامعة مفتوحة لمقابلة هذا الطلب المتزايد، ولمعالجة مشكلات التعليم الجامعي التقليدي والمتمثلة فيما يأتى:
-        عدم توفر العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس.
-        عدم توفر العدد الكافي من قاعات المحاضرات والمعامل والمختبرات.
-        عدم توفر المكتبات التقليدية بما تحويه من مصادر ومراجع ودوريات.
ولقد بدأت فكرة إنشاء جامعة السودان المفتوحة في عام 1985م، وذلك بفضل جهود مجموعة من الأساتذة والمربين، واتحادات طلاب الجامعات واتحادات العمل والخريجين واتحاد الصناعات والحرفيين، ورغم ذلك فإن مشروع جامعة السودان المفتوحة لم يرَ النور إلا في عام 2002م، حيث أجاز مجلس الوزراء مشروعها في 14/4/2002م.
          ولقد بدأت جامعة السودان المفتوحة تضطلع بدورها في نقل المعرفة وتطويرها منذ إنشائها، حيث عملت على تحرير التعليم  العالي من القيود التي تعيقه عن أداء دوره فى التنمية الاجتماعية الشاملة وإتاحة فرص التعليم لمن يرغبون فيه بما يناسب ظروفهم الاجتماعية والعملية، و العمل على تهيئة الظروف الزمانية والمكانية للعملية التعليمية حيث عملت على التغلب على العوامل التي التعليم العالي عن أداء دوره.
          وتعمل جامعة السودان المفتوحة على تحقيق أهدافها في التنمية الاجتماعية والثقافية من خلال الآتى:
-        إشاعة التعليم المستمر والتعليم المجتمعي.
-        تحقيق تنمية بشرية كبرى من خلال نشر التعليم العالي.
-        الاستفادة القصوى موارد التعليم العالي (البشرية والمادية) بكفاءة عالية.
-        مواجهة الأعداد المتزايدة للطلاب الناجحين، الذين لا يجدون أماكن في الجامعات المقيمة.
-        التغلب على المشكلات التي صاحبت التوسع في التعليم العالي.
-        دعم مؤسسات التعليم العالي من خلال استخدام التقنيات التعليمية الحديثة.
كما بدأت جامعة السودان المفتوحة منذ وقت مبكر في استهداف العديد من الشرائح، وذلك بإتاحة فرص التعلم ومنح الشهادات والدرجات العلمية ولعل من أهم هذه الشرائح المستهدفة:
-        معلمي مرحلة الأساس (من حملة الشهادات الثانوية والمعاهد).
-        معلمي الثانوي من غير خريجي كليات التربية.
-        القوات النظامية (من حملة الشهادات الثانوية).
-        موظفي الدولة والقطاع الخاص (رفعاً لأداء الخدمة المدنية).
-        المرأة.
-        الموظفين الآخرين الذين يرغبون في تأهيل أنفسهم علمياً وعملياً.
-        المغتربين الذين حالت قوانين البلدان التي يعملون بها، دون الحصول على تعليم جامعي- و الراغبين في التعليم عموماً.
تتألف إدارة جامعة السودان المفتوحة من مجلس الجامعة ومجلس الأستاذة والمكاتب المتخصصة وشؤون الطلاب والشؤون المالية والإدارية وعمداء الكليات والإدارات الفنية، إضافة للمراكز التعليمية، حيث تستفيد الجامعة من الجامعات المنتشرة في كل الولايات من حيث الكادر البشري والمنشآت، وتمتاز شروط القبول بالجامعة بالمرونة، ويقوم نظام الدراسة على النمط الفصلي القائم على الساعات المعتمدة، حيث يجلس الطلاب للامتحان في نهاية كل فصل دراسي، وينتقلون إلى الفصل الدراسي التالي بعد استيفاء مطلوبات النجاح.  تقرير وزارة التعليم العالي عن جامعة السودان المفتوحة (2004م).
بلغ عدد الطلاب بجامعة السودان المفتوحة في العام 2007م (130 ألف) طالب وطالبة وموزعين على (21) مركزاً بكل ولايات السودان، وتنقسم فئات الطلاب إلى (90) ألف طالب من المعلمين و(40) ألف طالب من غير المعلمين، وتتضمن البرامج الدراسية:
برنامج التربية وبرنامج اللغات (اللغة الإنجليزية والعربية) والعلوم الإدارية (إدارة أعمال ومحاسبة) وبرنامج الحاسوب (علوم حاسوب وتقنية معلومات)، وبرنامج القانون و (دراسات عليا).
وتتمثل الدرجات العلمية في الآتي:
-        دبلوم وسيط في البرامج المذكورة أعلاه.
-        البكلاريوس العام والشرف في البرامج أعلاه.
-        الدبلوم المهني والعام في برنامج التربية لحملة البكلاريوس.

لنتائج
ومن خلال هذه الدراسة البحثية يتضح لنا:
1.       قلة الكلفة المالية للتعليم المفتوح مقارنة بالتعليم التقليدي فقد وجد كاوندا (1973 Cawnda) أن التدريب عن بعد يكلف نصف تكلفة كليات المعلمين في زامبيا.  وفي دراسته حول المنحى متعدد الوسائط في السودان وجده يكلف حوالي ربع تكلفة معاهد إعداد المعلمين.
2.       حاجة المجتمع السوداني لتوسيع قاعدة التعليم العالي، وهذا ما يؤكده أعداد الطلاب بجامعة السودان المفتوحة الذي وصل في مدى زمني قصير جداً (مائة وثلاثون ألف طالب في حوالي أربعة سنوات).
3.       يتميز التعليم المفتوح بدوره الفعال في تطوير العملية التعليمية بتأهيل وتدريب المعلمين بالمرحلتين الأساسية والثانوية وذلك من خلال تأهيل معلمي مرحلة الأساس بمنحهم درجة البكالريوس وتدريبهم تدريبا عملياً  خلال ثلاثة فصول دراسية و أما في المرحلة التعليم الثانوي يتم تدريب المعلمين البدلاء.
4.       يتميز التعليم المفتوح بالمرونة في الاستيعاب وذلك من حيث أعمار الطلاب. ويتضح ذلك من خلال تفاوت أعمار طلاب جامعة السودان المفتوحة حيث تتراوح أعمارهم بين 25 عام و 60 عام.
5.       التعليم المفتوح لا يقيد الملتحقيين به من حيث الزمان والمكان فله من المرونة الكافية مما يساعده على تخطي هذه الحواجز، ويتضح ذلك جلياً من تجربة جامعة السودان المفتوحة حيث تنتشر مراكزها التعليمية البالغ عددها أكثر من ثلاثمائة مركز بكل أنحاء السودان كما استطاع نظامها التأقلم والتكيف مع أوقات الدارسين خاصة المعلمين منهم.
6.       يتميز التعليم المفتوح بدوره في اكساب المهارات والقيم والكفايات بجانب المعرفة ويحمل في طياته إمكانية ورفع القدرات الكفائية والمهارية و تطويرها بصورة مستمرة من خلال تعلم الطالب ذاتياً.

الاستنتاجات

استناداً على ما اشتملت عليه هذه الدراسة  من معلومات عن نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، بالوقوف على واقع التعليم عن بعد بالسودان، وتجربة جامعة السودان المفتوحة، يمكننا استنتاج الآتى:-
1.   إن نظام التعليم عن بعد يلعب دوراً أساسياً في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال ما يبثه من برامج عبر أجهزة الإعلام المختلفة.
2.      إن نظام التعليم عن بعد يلعب دوراً هاماً فى محو الأمية وتعليم الكبار.
3.      إن نظام التعليم عن بعد يلعب دوراً هاماً في تنمية قدرات القوى العاملة وتطوير مهاراتها.
4.      إن هناك اهتماماً كبيراً من مؤسسات التعليم عن بعد لتعليم المرأة وإتاحة فرص التعليم لها أسوة بالرجل.
5.      يستطيع نظام التعليم عن بعد أن يحقق التنمية الريفية المنشودة فى كل مستوياتها و مجالاتها.
6.      يعمل التعليم عن بعد والتعليم المفتوح على تنمية قدرات ومهارات كل من يلتحق به.
7.      عالجت جامعة السودان المفتوحة العديد من اسباب مشكلات قلة فرص التعليم العالي بالسودان.
8.      تلعب جامعة السودان المفتوحة دوراً أساسياً في توفير فرص الدراسة لخريجي المرحلة الثانوية.
9.      تلعب جامعة السودان المفتوحة دوراً هاماً في إعداد وتدريب المعلمين.
10.  إن تجربة السودان في التعليم عن بعد في حاجة ملحة للتوسع والتطوير

 التوصيات
وفي ضوء ما ورد من معلومات، واستناداً على ما تم التوصل إليه من نتائج واستنتاجات، ترفع هذه الدراسة  التوصيات التالية:-
1.   على الجهات المعنية بالتعليم في السودان أن تولي نظام التعليم عن بعد والتعليم المفتوح المزيد من الاهتمام و تعمل على استخدامه بصورة اوسع و أشمل.
2.      على الدولة أن تضطلع بدورها في توفير التمويل اللازم لدعم مؤسسات التعليم عن بعد والتعليم المفتوح.
3.      على مؤسسات التعليم عن بعد والتعليم المفتوح العمل على الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.
4.      أن تعمل مؤسسات التعليم عن بعد والتعليم المفتوح على تطوير الأجهزة والوسائل التعليمية المستخدمة حالياً.
5.       من الضروري أن تكثف مؤسسات التعليم عن بعد دورها في مجالات التنمية الريفية، وخاصة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار.
6.      أن تعمل مؤسسات التعليم عن بعد على رفع قدرات القوى العاملة وتطوير مهاراتها.
7.      على مؤسسات التعليم عن بعد بذل المزيد من الجهد في مجال تحقيق تعليم المرأة.
8.      على جامعة السودان المفتوحة بث العديد من البرامج الإرشادية والتثقيفية حتى تتحقق أهدافها في التنمية الاجتماعية والثقافية.
9.      توفير التمويل اللازم لتفعيل طاقات جامعة السودان المفتوحة للاضطلاع بدورها في تحقيق التنمية البشرية عن طريق تنفيذ برامجها للتدريب أثناء الخدمة.
10.  على المراكز العلمية والباحثين وكل المهتمين بقضايا التعليم والبحث العلمى إجراء العديد من الدراسات والبحوث في مجال التعليم عن بعد والتعليم المفتوح.

المصادر والمراجع
أولاً: المصادر والمراجع العربية
1.       السيد محمود الربيعي وآخرون (2004م)، التعليم عن بعد وتقنياته في الألفية الثالثة، الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنية.
2.       تيسير عبد الجبار (1987م)، التعليم عن بعد – منتدى الفكر العربي – سلسلة الحورات العربية، الأردن - عمان.
3.       حسن حمدي الطوبجي (1987م)، وسائل الاتصال والتكنلوجيا في التعليم –الكويت، دار القلم.
4.       سعد بن علي الغامدي (2000م)، الحاجة إلى إنشاء جامعة مفتوحة في المملكة العربية السعودية، رسلة ماجستير غير منشورة، الرياض، جامعة الملك سعود.
5.       عبدالرحمن بن سعد الحميدي (1997م)، التعليم المستمر بين النظرية والتطبيق، الرياض، مطابع الفرزدق التجارية.
6.       عبد الحافظ محمد سلامة (1998م)، وسائل الاتصال والتنكلوجيا في التعليم، عمان، دار الفكر.
7.       علاء الدين العمري (2000م)، التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت، دراسة تحليلية نقدية، ورقة عمل مقدمة بوزارة التربية التعليم، الدوحة –  قطر.
8.       محمد حسن أحمد سنادة (2000م)، التعليم عن بعد والتعليم المفتوح – ورقة بحثية منشورة بمجلة دراسات تربوية – العدد الأول يناير 2000م، بخت الرضاء
9.       مختار عثمان الصديق (2001م)، مذكرة عن التعليم المفتوح في التأهيل والتدريب الإداري، جامعة القران الكريم.
10.     مختار عثمان الصديق (2001م)، مذكرة التعليم عن بعد الدول النامية، جامعة القران الكريم.
11.     محمود محمد الحيلة (2000م)، تكنلوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، عمان، دار المسيرة.
12.     وليد القحطاني وآخرون (1986م)،  مدخل إلى نظم التعليم المفتوح في التعليم العالى، جامعة القدس - جمعية عمال المطابع التعاونية.
13      يوسف محمد إبراهيم (2000)، دليل الدورات التدريبية الطويلة لمعاهد التأهيل التربوي أثناء الخدمة، منشور بمجلة دراسات تربوية العدد الأول، يناير2000م، بخت الرضا.
ثانياً: الدراسات والبحوث والتقارير:
1.       إشراقة محمد الحسن (2000م)، كتابة وتحرير المادة المطبوعة للتعليم عن بعد – رسالة ماجستير غير منشورة- كلية التربية جامعة الخرطوم.
2.       إقبال عز الدين محمد نور (2001)، مقترح لإنشاء مركز التعليم عن بعد لتأهيل معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية – كلية التربية جامعة الخرطوم.
3.       بكر عبد الجواد والشيخ محمد (2001م)، قراءات في التعليم عن بعد – دراسات دار الوفاء - الإسكندرية.
4.       روضة أحمد عمر (2003م)، فاعلية استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية في التعليم عن بعد – رسالة ماجستير غير منشورة – كلية التربية جامعة الخرطوم.
5.       سوسن محمد بخيت (2000م)، إعداد برنامج التعليم عن بعد (المقومات والمعوقات رسالة ماجستير غير منشورة- كلية التربية جامعة الخرطوم.
6.       صلاح الدين محمد الأمين (2000م)، استخدام وسائل وتكنولوجيا التعليم عن بعد – رسالة ماجستير غير منشورة- كلية التربية جامعة الخرطوم.
7.       ليلى على السيد عمر (2000م)، نظم التعليم عن بعد في الجامعات السودانية – رسالة ماجستير غير منشورة – كلية الدراسات العليا  جامعة الخرطوم.
8.       مختار عثمان الصديق (1990م). توسع التعليم العالي ونظام التعليم المفتوح – مذكرة عن التعليم عن بعد في الدول النامية- منشورة بمجلة دراسات تربوية – العدد الأول يناير 2000م.
9.       مها بابكر عبد المجيد (2004م)، التعليم عن بعد في بعض الجامعات السودانية (نموذج جامعة السودان المفتوحة) - رسالة ماجستير غير منشورة- كلية التربية جامعة الخرطوم.
10.     تقرير وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن جامعة السودان المفتوحة (2001).
11.     إفادات الأستاذ حسن الطيب بالشؤون العلمية بجامعة السودان المفتوحة

ثالثاً المراجع الاجنبية:

1. ES, A\W (1984), The Role of Technology in Distance Education, London.    
2. Holmberg. B,(1985), Status and trends of distance education lund, Lekter publishing.        
 3. Keegan. D. (1986), Foundation Distance Education, London, Corn Helm.   
4. Mace. J.,  Methododology of the making; Is the open university effective,higher education.
5. Rumble. G. and Harry. K. (1982), The Distance Teaching University, London, Corm Helm.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق